مواضيع اليوم

شعب فلسطيني واحد أم شعوب فلسطينية ؟ !

حنان بكير

2010-08-14 15:40:33

0

 

                       شعب فلسطيني واحد أم شعوب فلسطينية ؟ !

                      الفتاوى الدينية نيران لا تخمد إلا لتتجدد !

                                بقلم : حنان بكير

 

عندما فجرت القضية الفلسطينية الوعي لدى الأمة العربية على واقع جديد العام 1948، لم يحظ فلسطينيو ال48 ، بأي اهتمام. ومن المؤكد صعوبة تصور مرارة السنوات الاولى التي عاشها هؤلاء الفلسطينيون الذين ثبتوا في أرضهم، ووجدوا انفسهم، فجأة، قلة معزولة عن محيطهم العربي، ووسط نظام غريب ثقافيا وفكريا، مع انقطاع علاقاتهم مع اخوانهم العرب، حيث لم يكن هناك سوى المذياع مصدرهم للحصول على الأنباء وسماع أخبار ذويهم.

كان على هؤلاء مواجهة عسف الاجراءات العسكرية، التي فرضها الاحتلال حتى العام 1965.. حيث نجحوا في معركة البقاء والصمود والحفاظ على الهوية الفلسطينية، رغم كل محاولات الطمس والتضييق. وعلى أثر هزيمة حزيران المدوية عام 1967، بدأ التواصل بين فلسطينيي ال 48، وفلسطينيي ال 67، اي في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، فنمت العلاقة بشكل مطرد بين الفعاليات السياسية والاجتماعية في كافة المناطق الفلسطينية التي تساوت في خضوعها للاحتلال.شهدت تلك العلاقة نقطة تحول هامة بين العامين 1975-1976، في انتفاضة يوم الأرض، حيث سقط العديد من الشهداء، في مناطق ال 48، فيما هم يواجهون مصادرة الأراضي وطرد السكان، لأنهم يعتبرون انفسهم جزءا مكملا للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة وفي الشتات.

 

فالشعب الفلسطيني الذي تحوّل الى "شعوب فلسطينية"، ظلت "الفلسطنة" تجمعهم اينما حلوا او ارتحلوا... لكن تلك العلاقة ظلت ملتبسة ومطروحة للجدل والنقاش.. فقد واجه فلسطينيو ال 48، حصارا مطبقا من المحتل ومن البلاد العربية التي أعلنت اغلاق حدودها على أثر الهدنة التي اعقبت هزيمة سبعة جيوش عربية.. ثم اعلان المقاطعة مع الكيان المغتصب، وانسحبت المقاطعة على الذين ثبتوا في أرضهم.. ومع الوقت نظر اليهم على انهم "متأسرلين"، رغم سقوط الشهداء، ومشاركتهم في بعض مراحل الانتفاضة...

وراهنا، يعامل فلسطينيو الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية ، بنفس الاسلوب وذات الطريقة.. وحجتنا اليوم، هو عدم التطبيع مع العدو!!! لا أحد ينكر هذه المرارة في حلوقنا، والدوامة التي نواجهها في طرح هذا الموضوع.. وبدل المناقشة والحوار.. نعمد الى اتخاذ مواقف حادة وعصبية، نابعة من مواقف سياسية تقتضيها المصالح الشخصية، لمن يدلون بدلوهم في هذا الموضوع..

مناسبة الكلام هي فتوى دينية من ناحية، ومناشدة انسانية او سياسية من ناحية اخرى لكن لا ادري تحت اي يافطة تندرج.. فقد ناشد رئيس السلطة الفلسطينية الأخ ابو مازن، وبصرف النظر عن موقفنا، العرب بقوله" لم اتعرض لضغط في حياتي مثلما اعرض له الآن، ليس من امريكا فقط، ولكن من كل جميع دول العالم، فهم يرون ان الفرصة مناسبة، وعلينا ان نذهب للمفاوضات المباشرة مع الاحتلال الصهيوني حتى لا نضيع الوقت، كل هذا الضغط ونحن لسنا دولة عظمى او حتى دولة من الاساس، فنحن كما تعلمون مجرد سلطة تحت الاحتلال، ولذلك اكرر دعوتي لكم لزيارتنا حتى تشدوا من ازرنا.." وأضاف " يكفي ان اشعر انك معي، اتيت لتطمئن على حالي وترفع من معنوياتي.." معتبرا ان " التطبيع مع السجين وليس مع السجان".

 

اما الفتوى الدينية فقد صدرت عن الشيخ الجليل الدكتور يوسف القرضاوي، بتحريم زيارة الاراضي الفلسطينية، بحجة التطبيع والحصول على تأشيرة من السلطات الاسرائيلية ! فكان ان تم التراشق بالفتاوى والردود المضادة بينه وبين وزير الاوقاف الفلسطيني محمود الهباش، الذي رأى بأن الذهاب الى القدس مذكور في القرآن، طالبا منه اعطاءه دليلا آخر لتحريم الزيارة..

لا ندري على وجه الدقة، ما هي الحكمة من محاصرة ومقاطعة، جزء من شعبنا تشبث وتجذر في ارضه، فتكون مكافأتهم العزل والابتعاد والنبذ، فنقدمهم فريسة سهلة للأسرلة والكفر بالامة كلها، لأننا بذلك نضيف سمّا جديدا في انياب الأفعى، التي تغتالهم. فهل كان عليهم ان يصبحوا لاجئين في مخيمات الذل، حتى نعترف بهم اهلا واحباء؟

من حقنا ان نتساءل: لماذا لم تصدر الفتاوى بتحريم عقد اتفاقيات الصلح، والتطبيع بين الانظمة العربية الاسلامية، وبين الدولة العبرية؟ نحن نقدر لدولة قطر مواقفها الوطنية والتزامها بقضايا العرب، ومساهمتها في مساعدة لبنان واعادة بناء، بعض المناطق التي دمرتها حرب تموز، ولكنا ايضا لم نسمع ان الشيخ القرضاوي ، قد أفتى بتحريم التعاون الاقتصادي مع اسرائيل، واقامة القواعد الامريكية في دولة قطر ! ام انه تغليب المصالح الشخصية هي التي تحكم حتى فتاوى الدين ! اسرائيل تتغلغل في كل مفاصل امة العرب، بشكل مباشر او غير مباشر لكنه باد للعيان، ولم تعد تثيرنا زيارات القادة والمسؤولين الاسرائليين لأي بلد عربي، ولا التعاون الاقتصادي، ولا لقاءات رجال الدين مع الاسرائليين في الغرب، ويأتي التبرير العاهر، بأنهم " لم يدروا من كانوا يصافحون" ! وذلك استخفافا بعقول الامة..

 

ان موضوع العلاقة مع ابناء فلسطين في الداخل بكافة مناطقه، انما هو شأن سياسي، وليس شأنا دينيا نبحث عنه في صفحات الكتب المقدسة.. ان شد أزر شعبنا بكل الوسائل المتاحة ومساعدته على البقاء والصمود ليس حراما ولا مخالفا للدين... ان تهويد القدس وطرد المقدسيين من ارضهم، يتم امام ابصارنا ونشاهده حيّا وعلى الهواء، فيما الفتاوى تنهال كالمطارق على رؤوس النساء، وعلى انواع الزواج، فتاوى تزكم انوفنا برائحة الجنس.. كل ما يحتاجه المقدسيون هو المال لدعم صمودهم بدفع الضرائب التي تفرض عليهم، ثم تكون سبب خسرانهم لممتلكاتهم ! فماذا نقدم لهم؟؟   حتى الدعم المعنوي بزيارتهم والسؤال عن احوالهم وهو اضعف الايمان، حرام حرام !

 

 


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !