الحمد لله رب العالمين
وكفى بالله نورا وتمام ومحبة للعالمين فهو ربهم جميعا
التوحيد حقيقة واحدة موحّدة... هي وحدانية الوجود الذي من وجوده جاء كل الوجود... هذا هو الحال... عندما يتحوّل قلبك إلى الحق حتى يصبح هو الحق الوحيد الأوحد... الناجي
الذي لا يحدّه مكان... ولا يدركه زمان... البعيد عن الأذهان... والمحجوب عن الكشف والبيان... وحده الواحد الماجد...
الحاضر الخالد...
الأحد الصمد
و التوحيد درجات ومقامات
وأول درجات السلم للتوحيد هي ان يضع المهتدي نفسه محل الضال
فيرى كيف ضل من ضل واهتدى من اهتدى فلا ينكر ضلال الضال ولا يعظم من اهتدى
بل يرى ان الأمر واحد ولله في ذلك الف شاهد
التوحيد ليست كلمات بل هي آيات اختبرتها ووجدتها بداخلي وحلقت فى سمائها الصافية فأبحرت روحي بها وفيها بل أصبحت انا هي وهي انا..وكلا منا يعكس جمال وروح الآخر
التوحيد ان تجد نفسك وتعرفها حتي تستطيع ان تجد اللة وتعرفه فتكون شاهدا علي عرفانك وتوحيدك
اننا جميع مختلفين ولكن في الحقيقة نحن جميع نقف أمام صور لا متناهية لذات الكتاب، ذي المعاني الواحدة.
هذا هو العهد الجديد ثورة التجديد و البعث وازالة الحجب والحدود وتلك هي حقيقة الشهادة, العرفانية.
شهادة قال فيها نبينا الكريم "من عرف حدودها وأدى حقوقها دخل الجنة".
فيا لتلك الشهادة يشهد بها الله في كماله أن "لا إله إلا هو"
وَأَشْرَقَتِ الأَْرْضُ بِنُورِ رَبِّها
فمن أشرق النور عليه فهو في سعادة و نور و من حجب نفسة عن النور فهو في شقاوة و ظلام
(( الله نور السموات والارض )) (( نور على نور )) (( قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبين ))
والله واحد ونوره واحد وله في ذلك الف شاهد
وبنور الله اهتدى أهل السماوات والأرض لوجودة وسجدت واسلمت كل موجوداته
وله اسلم من في السموات والارض
ونورة متجلي في كل زمان ومكان والارض لا يمكن ان تخلوا من مظاهر نوره
ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت. فارجع البصر هل ترى من فطور
كنت ابحث عن الله في أماكن العبادة فما وجدته ... وغفلت وعمت بصيرتي عنه وهو في داخلي وفي قلبي
الآن أصبحت لا أرى خلف ولا تحت كل ستار .. إلا طيفه هو .
كنت مستعد إن ابيع كل الشموس والأقمار والنجوم في هذا الكون
لأشتري فقط بارق يبرق وطالع من نور ه .
طال بحثي وغربتي واغترابي وتعددت طرقي وطرائقي
حتى وجدت ضالتي ورغبت وأحببت طوعا وكرها
ايها الانسان ارجع لذاتك و أخلو بنفسك وأسألها
وغازلها وقل لها يا نفس أنما أنت من ماء ومن طين
سألتها ووقفت عند اجابتها كثيرا متأملا أولا ومفكرا ثانيا فتهت وتعجبت وانشغلت (جاءني الجواب اعرف نفسك يا مسكين تعرف ربك)
فقلت ورديت ان المعرفة وخاصتا معرفة النفس لا تتم الا بحالة شاهد وليس مشاهد
فمن الشاهد انا ام نفسي ومن هو المشاهد واين الشهادة
الشهادة ان تكون شاهدا علي نفسك
ولكن ما دام انا موجود فقد رحل الشهود
لان كمال الشهود إن تعلم انك غير موجود وموجود في نفس الوقت
وهنا يتمثل لنا كمال التوحيد في معرفة النفس
التفريق بين العالم والعارف
التفريق بين أوهام الحقائق وحقائق الأوهام
فإن كان العالم علم بالبرهان ما يكون وما كان، فإن العارف شاهد عيان.
وإن قال أشهد فهو قد شهد فعلاً.
اليس العارف من اطلعة الله علي ذلك فاختبره في ذاتة لا عن شهود
ولكن عن يقين
يا الهي
كيف يمكننا أن نفصل الرقص عن الراقص
الرسّام عن لوحته
المغني عن أغنيته
إن يتحد السامع مع المسموع والناظر مع المنظور والسماء مع الارض وانا مع نفسي
والذي يبصره العاشق لا تبصره نافذة رؤية الفكر والعقل
هذه المرتبة في معرفة الله تعالى هي حق توحيدة بموجوداته وتنزهه عنها فهو مستقل بحد ذاته
لذلك الموحد العارف يعلم بأن الخضر كان شاهد وموسي كان مشاهد
ولكن متي نسي العارف انه هو ذاته المعروف
ونسي أن في ذاته طريقة التعرف
عجباً منك ومن تواجدك يا إنسان
تعيش على سطح الوعي
وتموت عليه
الحياة الحقيقية ما هي إلا دقّات قلب اللحظة التي نحيا فيها الآن
انها توحيد اللحظات
فما بالنا لا نعي ذلك
اين انت وأين هو لا تبحث بعيدا انه منك واليك وصلتك اليه ومنه قلبك ووعيك
لقد وجدتُه في قلبي وفي نفسي انا منه وفيه فرأيت الكثرة في عين الوحدة والوحدة في عين الكثرة
رأيت فيض الله متجلي نور علي نور ووجدت ذلك النور ورايته متجلي في جميع البشر والحجر والشجر وعرفت انه لو انقطع هذا النور لحظة عنا لسخنا ومحونا وهلكنا
ومن حينها لم يعد لديّ أي أسئلة ولا احتاج ان اثبت وجوده او نفية لان عرفانه وتوحيده حالة لا توصف انها اتصال ووصال
الموحد عارف وليس عالم ولا توحيد بلا عرفان
الموحد العارف يرى بعين الحق والبصيرة ولا يجد اختلافا في الكون ولا تعارضا بل انه يقول في كل حين
ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت. فارجع البصر هل ترى من فطور
الموحد يرى في الظلم عدلا وفي العدل فضلا وفي الجهل علوما مستورة وفي العلوم المستورة إلف حكمة وحكمة
الموحد والعارف الحقيقي زالت عنه الحجب فانكشف عنه الغطاء فاستنار وانار فراي وعلم ووجد فتذوق وادرك فعاين وجالس وكالم فوصل واتصل
فهو القتيل في حبه والغارق في بحور معانيه
وسبحان من جعل أمام كل مخلوقٍ طريقاً إليه و في كل روحٍ نوراً منه
لذلك ولذلك فقط
سيظل الموحدون العارفون من كل الشعوب
هم المختارون من كل الشعوب والأمم، والمذاهب والأديان، وهم صفوة العائلة الكونية والإنسانية
الهي أنا إذا ذكرت ذنوبي ومعاصي لم تقر عيني للذي كان مني , فأنا تائب إليك فأقبل ذلك مني , ولا تجعلني لنار جهنم وقودا بعد توحيدي , وإيماني بك . فاغفر لي ولجميع الموحدين ابناء النور برحمتك آمين يا رب العالمين
والسلام والحب والتوحيد لنا وبنا جميعا
تنبيه:
لا بدَّ لنا هنا من التنبيه إلى أن مصادر هذا المقال ومراجعه كانت كثيرة ومتشعبة، مما يصعب علينا ذكرها جميعًا. لذا نقدِّم اعتذارنا سلفًا لكلِّ مَن اقتبسنا منه ولم نذكر اسمه أو عنوان كتابه أو مقاله.
التعليقات (0)