سارت خطاي مثقله ومرهقة بعد تعب يوم شاق أخذت أسير فيه بين ممرات الجامعة.
فركنت إلى ظل شجرة في آخر الممر وجلست وأمسكت بيداي نظارتي التي اعتلاها من لهيب الصيف رطوبة أعدمت الرؤية أمامي فمسحتها بطرف عمامتي وأرجعتها ونظرت إلى ساعتي فإذا هي أيضا اعتلتها الرطوبة فمسحتها وشدني منظر عقارب الساعة وكأن قلبي تحرك من موقعه لينزل إلى داخل برواز الساعة . حين نظرت إلى أن الوقت بالضبط الساعة الثانية عشرة وكم ثانية
فرفعت رأسي فرحا فنظرت إلى أشعة الشمس تخترق أغصان الشجرة وأوراقها وكأنها تقول: لا تظلمني يا فتى وتفتكر أنني قمرا وأنك بالليل إنني أيها المخلوق العاشق شمس ووقتك ظهرا فقلت لها مخاطبا : لماذا لم تعيري هذه الدقائق إلى القمر لعلي أهنا بلقاء حبيبتي في موعدنا المعتاد؟ قالت: يا فتى إنني مسيّرة ولست مخيرة .
فقلت: لها أما تعشقين مثل ما نعشق؟ قالت: لست مجنونة , إن العشق يشغل القلب بالحبيب ويغير من ما هو عليه فأنا لست حرة أنما أنا مخلوقه واعبد الله ولا استطيع أن أغير ما خلقت عليه.
فقلت لها : انكي تجولين العالم فهل وجدتي مثل من عشقتها ؟ فقالت : إنني لم أجد مثل من أحببتها فهي أديبة و محترمة و خلوقه و جميلة فتمسك بها وبحبها. فقلت : ما تقولينه عازم عليه منذ القدم ولكن هل لي بغيره؟ قالت : نعم هناك شيء آخر
قلت وما هو؟ قالت: عليك بدعاء الله أن تكون هي شريكة حياتك فقلت اللهم اجعلها شريكة حياتي على شرعك وسنة نبيك.
فانتبهت لنفسي فإذا أنا قد أسندت رأسي على الكرسي وسقط عنه العقال وعمامته ونظرت إلى كتابي فوجدت الهواء قد تصفحه فلملمت متاعي وذهبت إلى سيارتي وحين أدرت مفتاحها فإذا بصوت المذياع يقول :
شارب الخمر يصحو بعد سكرته وشارب الحب طول العمر سكران .
كتبها محبكم عبدالاله جليغم
_ أتمنى النقد من الاساتذه الكرام لكي أتطور في مجال القصة القصيرة _
التعليقات (0)