الأديانُ قبسٌ من نور الله، مُرسَلٌ لإزاحة ستائر الظلام عن النفوس، وللكشف عن معادن الناس الحقيقية وجواهرهم !.. ورغم أن ذلك القبسُ خيّرٌ لأنه من إرادة خيّرة، إلا أنه لايكشف دوما عن جواهر نقية وخيّرة وصالحة، تزداد صلابةً ونصوعاً وإخلاصا وتألقا به .. بل يكشف أيضا عن جواهر آثمة وشرّيرة، تزداد به شرّا وتجبّرا وتعنّتا وعُتيا !...
ومَثل الأديان في كشفها عن معادن الناس الحقيقية، مثل (أشعة غاما) ـ من أفلام الخيال العلمي ـ التي يتمّ إطلاقها على مجموعة من الأبطال ذوي القدرات الخارقة، بُغية زيادة فاعليتهم في الدفاع عن الحق وعن المظلومين والمُستضعفين، وللتصدّي للظالمين والأشرار والمفسدين، فتزيد من قوّة بعض أعضاء الفريق وتوجّههم نحو الخير، فيما ينعكس تأثيرها على البعض الآخر ممن سيطر عليهم الشر !... فيدخل الفريقان في صراعٍ الخير والشر الأزلي !.. هكذا يكون مفعول الأديان على البشر !..
وكان إبليس والملائكة أول المُمتَحَنين بذلك القبس الرّباني، حين أُمروا جميعا بالسجود للمخلوق الجديد من الطين !.. فبالرّغم من أن إبليس لم يكن يوما ـ من أيام مقامه في السماوات ـ خارج فريق الملائكة أو خارج تصنيفهم، إلا أن ذلك الإمتحان في السجود، أظهر جواهر الملائكة المتواضعة، والمؤمنة بإرادة الله .. وأظهر جوهر إبليس المُتكبّر والكافر بإرادة الله !..
لتتوالى بعدها الإمتحانات على مرّ العصور، بالرسالات المُتعاقبة التي يُؤمن بها البعض فينجوا، ويكفر بها البعض الآخر فيهلك !..
22 . 10 . 2011
التعليقات (0)