ماهر حسين.
خلال تصفحي لصحيفة الإتحاد الإماراتية في العدد الصادر يوم الأربعاء 31 /8/2011 تابعت تقريرا" صحفيا" عن أخر تطورات الثورة السورية وردة فعل النظام هنـــاك ضد الجماهير الساعية إلى الحرية والمطالبة بالعدالة الاجتماعية .
قرأت عن المظاهرات وعن فرار اللاجئين إلى لبنان وعن الشهداء ومنهم وللأسف طفل ولكن ما لفت نظري الصورة المرفقة مع التقرير والتي تشير إلى دبابة سوريه على أحد مداخل حمص والغريب في هذه الصورة بان هناك وبالقرب من الدبابة السورية شعـــار مكتوب على حائط يكاد يكون ملاصق للدبابة .
الشعار يعبر عن حالة النظام والعزلة التي يعيشهـــا وما وصل له أنصار النظام من مأزق بالتعامل مع فعل الجماهير السورية الثائرة والرافضة لبقاء النظام الذي أقترف بحق شعبه جرائم يندى لها جبين الإنسانية ...وطبعا" جرائم النظام السوري بحق الشعب قديمة ولكنها الآن تكتسب صفة العلانية والشمولية حيث أن وسائل الاتصال الحديثة وتغطية وسائل الإعلام للإحداث بسوريا جعلت النظام وممارسته مفضوحة أمام العالم كله ... وحتى لا أطيل على القارئ فإن الشعــار المكتوب هو (الجيش والأمن السوري يريدان بشـــار الأسد )...فعلا" بأن هذا الشعـــار غبي ويدل على كاتبه ويدل على عزلة النظام ويشير إلى حالة الانقسام الحقيقي الآن في سوريا فسوريا الآن منقسمة بين الشعب الرافض للنظام والمطالب بإطاحة الرئيس بشار وبالمقابل أنصار النظام من الخائفين من بطش الأجهزة الأمنية والجيش ومعهم المستفيدين من النظام وفســـاده بالإضافة إلى الجيش وأجهزة الأمن والـــشبيحه من المرتزقة والمأجورين طبعا" وحتى نحافظ على الحيـــاد فان هناك بعض من مازال داعِما" لنظام الأسد لأسباب تتعلق باعتقاده بممانعة النظام ومقاومته .
سنعود للِشعـــار وكاتِبه فهذا الِشعـــار الغبي (الغبي هنا توصيف للِشعار ولكاتبِه ) يعبر عن عزلة النظـــام فهو يقر بأن من يريد نظام بشــار الأسد هو الجيش السوري ومعه الأمن ونسي من خط الشعار بأن يضيف مرتزقة (الشبيحه ) فهي كذلك تريد بشــار فكان من الأفضل لكاتب الشعار أن يجعله (الجيش والأمن السوري والشبيحه يريدون بشار الأسد )..وبغض النظر عن هذا الخطأ في تحديد من يريد بشـــار الأسد فإن إقرار كاتب الشعار بأن من يريد بشار هو الجيش والأمن تعبير عن عزلة النظام وعدم رغبة الشعب السوري بهذا النظام وقد تحول موقف الشعب السوري الرافض للنظام هنــا إلى حقيقة أقرها الشِعـــار ...وهنا وللتوضيح نقول بأن تعارض إرادة الأمن والجيش مع الشعب تشير إلى قرب نهاية النظــام فهذا حتمي طال الزمن أم قصُر فهذا النظام المعزول عن شعبه تحول من القمع والبطش والتعذيب لمعارضيه ليكون نظام قمعي عنيف يقف ضد أغلب أبناء شعبـــه وكلنا يعلم مدى بطش الأمن السوري الغارق بالفساد والقمع والتعذيب للمواطنين هنـــاك وكلنا يعلم طبيعة جيش الهدنة الدائمة مع إسرائيل والمختص بضرب شعب سوريا وستبقى مجازر الجيش السوري بحماه حاضرة في القلب والعقل السوري والعربي ...بالنتيجة يجب أن نتفق بأنه لن ينتصر الأمن ولا الجيش على الشعب ولن ينجو النظام بهذه الطريقة أبدا" بل سيغرق بمزيد من الدماء الطاهرة لأبناء سوريا .
لقد أضاع النظام السوري فرص متعددة للتعامل مع ثورة الجماهير ومطالبها وهذا بفعل عزلة بشار وغرور وصلف القيادة العسكرية والأمنية التي اعتقدت بأنها قادرة على قمع الشعب فلو تعامل النظام بعقل مع الأحداث وبشكل خاص في درعا لما وصل النظام إلى ما هو عليه الآن.
إن الجيش والأمن بالمحصلة هما من هذا الشعب ولو أستمر الجيش السوري بأفعاله فانه حتما" سيجد نفسه في عزله قد تؤدي إلى تدمير الدولة السورية لا سمح الله ويبدو أن الجيش السوري لم يتعلم أبدا" من تجربة الجيش المصري لا بالحرب ولا بالسلم ولا بالقدرة على التعامل مع الشعب وطموحاته .
أن أفعال الجيش السوري والعار الذي يلاحقه الآن بفعل مجازره بحق شعبه سيؤدي إلى مقاطعة الأسر لأبنائها من منتسبي الجيش فلا يُشرف أي أسرة سورية بان يكون أحد أبناءها منتسبا" لجيش يمارس هذا الفعل الآثم بحق شعبه ومن باب حرصنا على سوريا ومن باب حبنا لها فإننا ندعو من جديد لمحاولة تجاوز الأزمة الحالية من خلال الاستجابة لمطالب الجماهير بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
بالمحصلة ومن خلال فهمنا لتجارب كل الشعوب الساعية لتحصيل حقوقها فإن النظام لن ينتصر بالجيش والأمن وفقط يمكن ان ينتصر بالشعب والمواجهة الحاصلة الآن بين الجيش والشعب حتما" ستنتهي لصالح الشعب السوري الحر الأبي وعلى شعبنا العربي الأصيل في سوريا بأن يصبر وأن يحافظ على سلمية المظاهرات فسوريا بحاجه إلى حب الجميع والى الحفاظ عليها لتمر من الأزمة ولقد وصلت رسالة الشعب السوري لأسماع العالم وأصبح من الصعب تجاوزهـــا مهما حاول النظام وأنصاره دوليا" من تضليل الرأي العام بالحديث عن عصابات ومسلحين وبمحاولة إقحام الفلسطينيين فها هو الموقف الروسي يترنح بفعل ما يحدث بسوريا حيث أن روسيا طالبت النظام السوري بوقف استخدام العنف بمواجهة الجماهير المُتطلعة للحرية وها هي تركيا تزيد من عزلة نظام بشار الأسد وكما أن العديد من الدول العربية تزيد من ضغطها على النظام لوقف المجازر وها هو موقف الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا يصبح أكثر وضوحا" حيث أنها تتحدث علنا" عن حتمية رحيل الرئيس وبالطبع لا يجب أن نتجاوز الأخبار التي تتحدث عن اللقاء الإيراني مع المعارضة السورية بمحاولة لاستقراء القــادم فيما بعد مرحلة بشار الأسد.
أما الشعب السوري العظيم فلقد تعلم ونحن معه من هذه الأزمة الكثير فهو يعلم الآن من يقف معه ومن يقف ضده فها هي جماهير الشعب السوري تحرق أعلام حزب الله ،فهذا الحزب يقف مع النظام القمعي السوري وممارساته بطريقه تعبر فقط عن ما يمثل مصالح الحزب وطائفيته المقيتة بعيدا" عن أي انتماء ووعي لقيم الإنسان ولحقوقه فهذا الحزب الذي أحتضنه الشعب السوري لم يعد له مكان سوى في مقرات جيش سوريا الممانع جدا" وأجهزة الأمن المختصة بالقمع وهذا لن ولن يشكل حاضنه للحزب ولحسن نصرالله الذي فقد الكثير من شعبيته ومصداقيته بفعل مواقفه المتناقضة فهو الداعي للحرية بالبحرين والرافض لها بسوريا وهو الداعي للمقاومة في فلسطين والداعم للهدنة في سوريا !!!!
وأخيرا" أقول بكل ثقة بأن بشار هو من صنع المأزق الحالي لنظامه بضعفه وعدم معرفته بالواقع وبأن أصنام الخوف والقمع التي صنعها النظام السوري سقطت منذ أن تم حرق صور بشار وتم إسقاط تماثيل الأب حافظ الأسد ولن يقبل الشعب السوري بعد اليوم بأي أصنام جديدة فالشعب السوري الآن يرفع شعار (الموت ولا المذلة) ولنقارن هنا بين الشعار الغبي وشعار الشعب الحر وإرادته.
التعليقات (0)