مواضيع اليوم

شطحات وليد المعلم

حسين جلبي

2011-10-15 14:09:59

0

 

بلا شك، يشاركني الكثير من الناس عدم إعجابي بوليد المعلم وزير خارجية آل الأسد.

المسألة لا تتعلق في الأساس بالشكل، إذ ليس المطلوب أن يكون وزراء الخارجية من وزن (آلان دو لون) حتى يأسروا قلوب مسؤولي الدول الأخرى فضلاً عن مواطنيهم، و بالتالي النجاح عبر مظهرهم اللائق في تسويق سياسات بلدانهم، لكن من الضروري أن يكون لوزير الخارجية حد أدنى من القبول الشكلي بإعتباره كما يقال (وش السحارة)، و لذلك يمكن القول إنها ليست إستراتيجية ناجحة لأية دولة أن يكون شكل وزير خارجيتها مثل شكل وليد المعلم، حيث إن الإنطباع الأولي الذي يتشكل لدى المرء عنه، أنه يعاني من إرهاق مزمن بسبب إستهلاك نصف حياته في النوم و نصفها الآخر في إلتهام كل ما تقع عليه عينيه من أطعمة، لدرجة لم يتبقى فيه أي شئ لم يصبه الإنتفاخ و الترهل بدءاً من الرأس إلى الأوداج إلى البطن إلى غير ذلك من الأجزاء على مدار الجسد.

كان لقب الوزير في العهود القديمة يرتبط بالحكمة و الدهاء، فكان في الغالب وراء كل حكمٍ أخذ صيتاً في كتب التاريخ وزيراً أكثر شهرةً لعب دوراً جوهرياً في الحكم، فظهرت بصمات هذا الوزير في توجيه سلطانه و بالتالي بلاده إلى مواضع فاعلة أو مفعولٌ بها، حتى أن دوره كان سبباً ربما في بعض تشكيلات عالمنا في يومنا هذا.

اليوم يلعب وزراء مثل وليد المعلم دور الذيل الذي لا بد من وجوده تكملةً لجسد النظام الحاكم، إذ لا حكمة، لا دهاء، لا خفة دم و لا سرعة بديهة حتى في حدودها الدنيا، حركاته البطيئة و كلماته الثقيلة ليست سوى ردود أفعال و إستجابات لحركات رأس النظام اللاعقلانية، و الأهم من كل ذلك أنه يقوم بتعميق المأزق الذي يعاني منه نظامه المأزوم أصلاً، و يساهم في إنحداره معه نحو الهاوية.

لعل الشئ الوحيد الذي أبدع فيه المعلم عدا عن مسألة تميزه و تفرده بهذا الشكل ذو التوسع الأفقي، هو تمكنه من جمع رقم قياسي من ردود الأفعال المستهجنة و المستغربة و المستهزئة و المكذبة و المنددة لما يصدر عنه من تصريحات، حتى أنه أصبح نكتة سمجة  تثير من الغثيان أكثر مما تثيره من ضحك، بحيث يمكن القول أنه أصبح يجمع في جسده الضخم كل ما مر على الأمة العربية من عبر و عاهات و نكبات و نكسات و هزائم من أحمد سعيد إلى الصحاف إلى موسى إبراهيم إلى وليد المعلم نفسه.

لوليد المعلم مواقف كثيرة لعل أشهرها قيامه بشطب قارة أوربا من على الخارطة، لكنه شوهد بعد الشطب بقليل في فندقٍ بالنمسا، و قد خرج للتصدي له و التظاهر ضده مجموعة من السوريين، مما أضطره للفرار على إثرها و الأختباء في مكانٍ مجهول لحين مغادرة الأراضي المشطوبة. كما هدد منذ بعض الوقت بإتخاذ إجراءات مشددة ضد الدول التي تعترف بالمجلس الوطني السوري، دون توضيح ماهية هذه الأجراءات، مع العلم أن ليبيا إعترفت بالمجلس و لم نرى أي شئ من إجراءاته المشددة، اللهم إلا إذا كانت أعمال القتل الممنهج للسوريين و تدمير سوريا هي من ضمن هذه الإجراءات الرامية أساساً إلى إلحاق الأذى بمشاعر الدول الخارجة على إرادة نظامه. و هنا ليس من المستغرب أن يفسر شخص كوليد المعلم تأخر العالم عن الأقدام على مثل الخطوة الإعترافية الليبية بأنه خائف من نظامه و ترتعد فرائضه من تهديداته المشددة. و في إنتظار شطحات أخرى لوليد المعلم، تبقى إنشودة العصابات المسلحة أقواها، فلقد أصبحت النشيد الوطني لنظامه يرددها كلما تسنى له ذلك.

لا يملك المرء عندما يستمع إلى شطحات وليد المعلم إلا أن يقول (كملت)، فقد ثبت صحة الإنطباع الذي تشكل عنه بأن المضمون لا يختلف عن الشكل كثيراً، لا بل أن هناك إنسجامٌ بينهما. كان يمكن لهذا الإنطباع أن يتغير و أن يكون المعلم في عيوننا و رغم كل شئ كالغزال، لو إختار أن (يمد قدميه على قد لحافه)، لكنه إختار لعب دور كيس الرمل، و للتميز عنه، تتدلى من رقبته  ربطة عنق تتقوس على بطنه الدائري، إلا أنه بقي مثل ذلك الكيس، يتلقى الضربات من كل حدبٍ و صوب بدلاً ممن يختبأ خلفه، و لأجل تثبيته، إختار من يقف خلفه أن يضع أسفل بسطاره في ظهره، إلى أن يتفتت هذا الكيس، إن لم يكن قد بدأ بالتفتت فعلاً.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !