مثل موروث قديم ولكنه متجدد مع الأيام المصرية الضاحكة والحزينة على السواء فربما نكون نحن المصريين من الشعوب القليلة التي تضحك من نفسها وعلى نفسها وعلى غيرها وعلى ما يمر بها من كوارث
....لماذا نضحك؟
...لأننا إذا قابلنا الأحداث المصرية بما يناسب لكانت حياتنا جحيما لايطاق ولكن السخرية من الكارثة تجعلها أخف وأسهل في الاحتمال...
إن ما مر بنا في الفترة التي تلت ثورة 25 يناير كانت أشبه بكابوس يقض المضاجع ويلهب الغضب ويوغر الصدور لولا هذه القدرة العجيبة على قهر الكوارث بالسخرية والاستهزاء....
نحن شعب تعرض للقهر من العدو والوطني والبعيد والقريب وتم نهبه أيضا من المستعمر الأجنبي المتجبر وشبه المستعمرالوطني المحتكر....
أيامنا صعبة وحياتنا متخلفة وشعبنا ينقسم إلى جماعات تتمثل في علية القوم والنخبة...والمهمشين الفقراء وساكني القبور والعشوائيات...من الذين يعانون من التخمة ومن الذين يقاسون سوء التغذية ..من الذين يتنفسون نسيم البحر والذين تهترئ رئاتهم من الدخان والتراب ...من الذين يبحثون في الأرض عن خشاشها والذين يلقون باللحوم في القمامة....
كنا شعبا يخاف من السلطة وسلطة تلهب ظهور الشعب بالسياط ولكن أراد الله أن يبعث في شبابنا من يعيد لنا عزتنا وكرامتنا ويمحو من قلوبنا الوهن ويعرف كيف يقهر الباغي والظالم ...
نحن الآن نشعر بأننا أصحاب الأرض والثروة والسلطة... ولن نعود إلى الجحور التي عشنا فيها زمنا ثم أراد الله أن نحشر فيها من سجنونا سنين طويلة ...هم الآن يخافون من الشعب الذي نهض ولن ينحني أبدا بعد ذلك مهما أصابه من مكرهم وجبروتهم فقد ذهبت قوتهم وفقدوا حريتهم كما سلبوها منا أعواما مظلمة...نحن لا نظلمهم ولكن سوف نحاكمهم في محاكمهم وبالقوانين التي سنوها وبالدستور الذي كتبوه ورغم أن المواد التي كتبت وفصلت كانت جيدة في معظمها إلا أنها كانت لا تطبق إلا علينا وهم في مأمن من الحساب والعقاب ...والآن جاء دور المجرم ليلقى جزاءه.....فمال بعض الناس يأسفون على ظالم أخذه الله أخذ عزيز مقتدر وعذبه في الدنيا ليخفف عنه في آخرته ؟
...غفر الله لمن سامونا أشد العذاب.... وما ظلم الله فرعون إذ أغرقه في اليم وأنجى جسده ليكون عبرة لمن يرى ويعتبر
التعليقات (0)