شر الأوعية

إني لأعجب من قوم يأكلون طعام الأيام الكثيرة في يوم واحد!! قول مأثور لا أعلم من قائله ولكنه صادف رضا في نفسي وإعجابا بمعناه...
يأكل الناس أكثر مما يحتاجون.. وينفقون على الطعام معظم مواردهم.. ثم لا يجدون ما يقيم حياتهم بعد حين ..بل قد يذهبون قبل ذلك إلى الطبيب لمعالجتهم من السمنة وما لحق بها من أمراض مثل السكر والضغط وتصلب الشرايين وغيرها وكل ذلك بسبب فقدان السيطرة على شهوات النفس من أطايب الطعام!!
راجع معي يا أخي الفاضل في ذهنك كم عدد من يذهب إلى الطبيب بسبب الفقر والجوع وكم عدد الذين يذهبون إليه بسبب السمنة و الوزن الزائد وعسر الهضم والحمي المعوية و...و...
كثير من الناس لا يستطيعون تحديم حجم الوجبة التي تكفيهم ولا يشعرون بالشبع!!... وإذا شعروا بالشبع لم يتوقفوا عن الأكل لطيب الطعام وتعدد أنواعه ويتبعون ذلك بأنواع الفاكهة والحلوى كأنهم يشحنون سيارة نقل خفيفة (نصف نقل) ولا يزالون يشحنون حتى تنكسر الركب وتخشوشن!! ويتدلي البطن أمامهم كأنه بطيخة تحت الصدر!! وتمتد المقطورة من الخلف متدلية يستطيع خروف أن يستظل بها!!
..لماذا يحمل الإنسان أمامه بطيخة وخلفه مقطورة محمولة وليست مجرورة؟...إن العمود الفقاري إذا اشتكى
قيل للمريض نم على ظهرك وعلى خشبة صلبة لمدة شهرين أو ثلاثة ولاتحمل شيئا ولا تدفع شيئا ولا تركع أبدا!!
ويعيش الإنسان يئن من أثقاله ويئن من يحمله إلى قبره!! يعني يتعب هو في حمل نفسه!!.. ويتعب الناس في حمله إذا توفاه الله!!...وإذا فالنصيحة التي قدمها ذلك العبقري في أول المقال نصيحة غالية يجب وضعها حلقة في الأذن ويحسن تذكرها كلما وضع الطعام أو فتح (الفريزر) ...أترك شيئا للغد فربما أتي الغد بغير زاد أو منعت من تناول ما كنت تحب أيام تمام صحتك!!...إرحم نفسك فشر ما ملأت من الأوعية هو بطنك العزيز....