شاء القدر ان يحصل احد ابناء مدينة النجف الأشرف على زمالة لتحصيل الدراسات العليا في الولايات المتحدة الأمريكية و كان برنامج دراسته يتضمن السكن مع عائلة امريكية لتعلم اللغة و التكيف مع المجتمع.. صادف ان يكون ابن العائلة الأمريكية طالبا في ذات الجامعة و اصبحا صديقين حميمين .. و خلال تجوالهم في شوارع المدينة لاحظ طالب الدراسة العليا ان معظم البنايات تعلوها اعلام منها الوان و منها تحمل رموزا لم يستوعبها و حين سأل صاحبه الأمريكي عنها , اجابه , انها اعلام لشركات و فنادق و الخ...
مرت الأعوام و عاد صاحبنا للعراق إلى بلدته و حدث دخول الجيش الأمريكي لمدينة النجف ايام بداية الأحتلال الأمريكي و شاءت الأقدار ان يكون الأمريكي صديق طالب الدراسات من بين الجنود الذين دخلوا المدينة و سارع يسأل عن صديقه و زميل دراسته و دلّهُ الأخيار لمكان بيته, و كان العناق و الترحيب و تناولوا الغذاء سوية و بعدها طلب الجندي الأذن للأنصراف كي يلتحق بوحدته, و خلال سيرهم بين الأزقة لاحظ الجندي الأمريكي اعتلاء الأعلام الحمراء و الصفراء و الخضراء و غيرها من الوان الطيف على سطوح المنازل و الأبنية ,فسأل صاحبه عن تلك الأعلام الملونه , ففرك رأسه بحيرة و اجاب " انها لشركات و موتيلات كالتي لديكم في امريكا " و اثناء الكلام صادفتهم مجموعة من الناس تحمل الأعلام السوداء و تضرب نفسها و يتباكون , فأندهش الجندي و سأل صاحبه من هؤلاء الناس و لماذا الأعلام السوداء و لما يبكون؟؟؟
احتار صحبنا بما يجيب و قال " انهم موظفي احدى الشركات خرجوا للتظاهر بسبب افلاس شركتهم..!
التعليقات (0)