أليس هذا ما نادت به كوندليزا رايس ؟ نتانياهو لا يختلف عن رؤساء حكومات إسرائيل السابقين سوى أنه يصرح علنا برفضه لاقتراحات الدولتين ووقف توسع المستوطنات الاسرائلية بينما الحكومات الاسرائلية السابقة تقبل ذلك كشعارات إقترحتها الصديقة أمريكا وفي نفس الوقت تعارضها في المفاوضات مع الفلسطنيين . والرئيس الأوباما الذي يريد فتح صفحة جديدة مع العرب والمسلمين أصطدم باللاءات الأسرائلية للسياسة الأمريكية التقليدية في الوقت الذي يريد فيه فتح صفحة جديدة مع العرب والمسلمين . طبعا الرئيس أوباما يعرف أن حل الخلاف العربي الاسرائيلي مستحيل فالطرفان يطالبان بما يرفضه الطرف الأخر وإسرائيل تحظى بتأييد الكونجرس وجميع قوى الضغط السياسية ولا يستطيع الرئيس الامريكي فرض أية سياسة عليها بالقوة أو الضغط الأقتصادي أو الدبلوماسي . والحل الوحيد أمام الرئيس أبوما هوإقتناع نتانياهو بقبول ما قبلته الحكومات الأسرائلية السابقة على الأقل علنا وهو إقتراح الدولتين ووقف الأستيطان فهما قبل كل شئ اقتراح أمريكي قديم وكل الحكومات الأسرائلية رفضته عمليا في مفاوضاتها مع الفلسطنيين . ولكنه كان سياسة ناجحة فقد حافظت على إستمرار ترحيب العرب وصداقتهم لامريكا ولم تخسر اسرائيل بها شيئا فقد إستمرت في سياستها التوسعية التي أصبحت عائقا طبيعيا لقيام الدولتين. والأن ما يطلبه الرئيس أوباما من ناتنياهوهو العودة إلى السياسة القديمة فيما يختص بفلسطين لتمرير مشروع الحكومة الأمريكية الجديد وهو أعتراف العرب والمسلمين بأسرائيل وأنشاء تحالف يضم أسرائيل والعرب وأمريكا ضد التوسع النووي الأيراني والتقارب بين المسلمين وأمريكا وأعطاء هذه السياسة أولوية على غيرها من القضايا العالقة .وهذه الحلول في صالح أسرائيل فهي ستستمر في سياستها القديمة بقبول مبدأ الدولتين ووقف الأستيطان علنا والأستمرار في التوسع الأستيطاني عمليا بحيت يصبح أنشاء دولة فلسطينية على أرض فلسطنية مستحيلا سوى في غزة وهي موجودة فعلا , وستكسب إسرائيل إعتراف العرب وخاصة من طرف دول الخليج والتعامل الأقتصادي معهم لفائدة الاقتصاد الأسرائيلي وإنهاء الخطر النووي الأيراني . وسيقبل العرب هذه السياسة فهم معروفين بالكرم المالي والأقتصادي والطاعة للصديق الأكبر كما أنها فرصة لبعضهم لغسل ماء الوجه .
التعليقات (0)