مواضيع اليوم

شرق‭ ‬أوسط‭ ‬بلا‭ ‬هوية‭ ‬بأدوات‭ ‬صليبية‭ ‬ناعمة للاستاذ حبيب راشدين

عبدالباقي فكايري

2011-08-24 23:38:43

0

نظرة على واقع الربيع العربي برؤية من خلف الكواليس ومن كل الجوانب  يرسمها الاستاذ حبيب راشدين برؤية لا ترقى للكثير من العرب لكنها بالنسبة الي رؤية فيها الكثير من الواقعية تقرا من بين الاسطر فان فيها الكثير من الحقيقة الغائبة او بالاحرى المغيبة في واقعنا العربي هذه الايام المسير وليس المخير بل ما اختاروه لنا لاجل شرق اوسط جديد بكثير من الفوضى المنظمة تخفي الكثير من سوء الطالع لشعوبنا العربية في حاضرها ومستقبلها 

عبد الباقي فكايري

 

 

الهجمة الصليبية على الإسلام والمسلمين في العالم العربي لا ينبغي رصدها فقط في ما ينفذه حلف النيتو في ليبيا بالمكشوف، ولم يكن العراق سوى معركتها الأولى، وليس استهدافها للهوية العربية وللقوميين سوى تفصيلا، لأن مشروع "الشرق الأوسط الجديد" الذي يشارك في تعبيد الطريق له هذا الربيع العربي المزيف، لن يرضى عنه الغرب إلا بعد أن تعتنق شعوب المنطقة إسلاما يرضى عنه اليهود والنصارى، وتتولى حكومات يقودها "أردغانيون" من الإخوان لتصفية آخر معقل للسلفية المتمترسة بالكتاب والسنة.


قد نحتاج إلى سنوات قبل أن نكتشف أن العالم العربي الذي نعرفه منذ ستة أو سبعة عقود قد انتهى، وطويت صحائفه بما له وما عليه، وأننا قادمون على فضاء جيوسياسي جديد بفاعلين جدد، وقوى وتحالفات جديدة، بل وبمسارات سياسية وثقافية، وربما عقائدية جديدة للمنطقة أهم ما فيه: سحق البعد العربي والهوية الإسلامية لهذا الفضاء، لصالح أبعاد وهويات ومرجعيات أخرى، لعل أهمها هذا العنوان الكبير الذي صنعته المخابر الأمريكية الصهيونية بهذه المفردة الفضفاضة: "الشرق الأوسط الجديد" الذي يريد إذابة البعدين الأساسين لهوية المنطقة: البعد العربي،‭ ‬ولاحقا‭ ‬وربما‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬البعد‭ ‬الإسلامي‭.‬



إسقاط‭ ‬العروبة‭ ‬من‭ ‬هوية‭ ‬المشارقة

طوال العقود الستة الماضية، خضعت المنطقة العربية في وقت مبكر لمعالجة خاصة، كانت تعمل على تثبيت التقسيم الذي أوجده الثنائي سايكس بيكو، وإجهاض المحاولات الوحدوية البائسة التي قادها التيار القومي بكثير من الارتجالية، وقد أوكل الدور الأول في هذه المعالجة للكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬الذي‭ ‬استنزف‭ ‬بحروبه‭ ‬التوسعية‭ ‬العدوانية‭ ‬طاقة‭ ‬الشعوب‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭.‬

السقوط المبرمج اليوم، بعد سقوط العراق، لآخر العواصم العربية المنتسبة للتيار القومي سوف ينهي، إذا تحقق، حقبة مضطربة وغير مستقرة، كانت فاشلة في أكثر مفرداتها السياسية والتنموية والاجتماعية، لكنها كانت تختزن على الأقل بعض الفرص في بناء فضاء عربي متضامن، ولو على مراحل، بعد تثبيت الدولة القطرية، والتمكين للقوى الوحدوية من النضوج، سواء بقيادة الفكر العربي القومي المتجدد، أو بقيادة قوى إسلامية حديثة لها تأصيل وطني، تكون قد تخلصت من عقدتها المرضية مع البعد القومي العربي، أو بقيادة قوى ليبرالية وطنية ليست في عداء متواصل‭ ‬لا‭ ‬مع‭ ‬القومية‭ ‬العربية،‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬المرجعية‭ ‬الإسلامية‭ ‬لشعوب‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭.‬



زواج‭ ‬المتعة‭ ‬الأمريكي‭ ‬مع‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسي

انتهاء هذه الحقبة بانكسار مدوي للفكر القومي العربي، الخاسر الأكبر سواء في المواجهة مع الغرب والكيان الصهيوني، أو في هذه الانتفاضات الشعبية، التي يقودها تحالف غير طبيعي بين قوى ليبرالية علمانية متعددة المشارب، وقوى إسلامية، برامجها إن وجدت مغلفة بالكثير من الغموض، ويغلب عليها خطاب التقية، انتهاء هذه الحقبة جاء بحدث آخر كبير، تمثل في انتهاء الدور الاستراتيجي الموكل للكيان الصهيوني، الذي لم يعد له دور يذكر في ما يجري من ترتيبات لإعادة تشكيل المنطقة.

من الواضح أننا لم نتوقف مطولا عند ما حدث في العراق، واكتفينا بشجب العدوان والغزو، والتآمر العربي الخليجي، فلم نقيم كما ينبغي ذالك التوجه الأمريكي نحو الدخول في شراكة مع قوى إسلامية من السنة والشيعة، سمحت للولايات المتحدة بالاطمئنان إلى سلامة خيار التعويل على القوى الإسلامية الأكثر حضورا في الشارع، بدل القوى الليبرالية الضعيفة والمشتتة، ووجدت عند القوى الإسلامية من المرونة والبراغماتية ما افتقدته عند القوى غير الإسلامية الأخرى، في السلطة أو في المعارضة.



"‬قطرائيل‮"‬‭ ‬تستلم‭ ‬المشعل‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭ ‬

ومن حيث لا نشعر، بدأ يظهر دور وظيفي لدول الخليج في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، لم يكن بوسع الكيان الصهيوني أن يؤديه، بل كان سيعيقه لو أشرك فيه بشكل من الأشكال، عن بعد أو عن قرب. ومن حيث لا نشعر بدأ يظهر نوع من التوافق وتوزيع الأدوار مع دولتين إقليميتين جارتين للعالم العربي: إيران وتركيا. فقد ظهر التوافق الأمريكي الإيراني مع بداية غزو العراق، ثم في تثبيت النظام العميل، وظهر الدور التركي جليا في دعم مشروع تفكيك ليبيا وسريا وإسناد مسارات "الربيع العربي"

من الواضح أن جانبا من دول الخليج الذي كان له دور في إسقاط العراق وتسهيل الاحتلال، قد دعي مرة أخرى لأداء دور أخطر في ترتيبات ما سمي بتوليد الشرق الأوسط الجديد، بأدوات أقل كلفة من القوة الصلبة التي استعملت في العراق. ومن الواضح أيضا، على الأقل مع هذا التورط القطري والإماراتي في دعم وإسناد ما سمي بالربيع العربي، وفي دعم وإسناد العدوان الصليبي على ليبيا، وفي ما يدبر الآن لسوريا، وجود مؤشر قوي على دخول جانب من دول الخليج في صفقة استراتيجية معقدة، مع شركاء إقليميين على رأسهم تركيا، وفي ترتيب لم يغيب مصالح الطرف الإقليمي‭ ‬الإيراني،‭ ‬الماسك‭ ‬بعدة‭ ‬أوراق‭ ‬ضغط‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وأفغانستان‭.‬



"‬تطهير‮"‬‭ ‬الحرمين‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬السنة‭ ‬والجماعة‭ ‬

حتى الآن، لا يبدو أن الدور السعودي واضح بما يكفي، وضوحه في الحالة القطرية والإماراتية، ربما لأن السعودية قد بدأت تقرأ التهديدات الخفية في هذه الصفقة، وأنها بدأت ترى بشيء من الوضوح، أن استكمال مشروع الشرق الأوسط الكبير لن يتحقق في نظر مدبريه، إلا بعد إسقاط وتفكيك‭ ‬‮"‬المنظومة‭ ‬الوهابية‭ ‬السلفية‮"‬‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬فك‭ ‬الارتباط‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬العائلة‭ ‬المالكة‭ ‬في‭ ‬السعودية‭.‬

دعونا نستوضح داخل المشهد العربي طبيعة هذه "القوة" التي يشترك في عدائها الغرب وإسرائيل وإيران، وكثير من القوى الإقليمية، والقوى السياسية، سواء منها القوى الليبرالية العلمانية، أو القوى الإسلامية المنتسبة للإخوان، أو القريبة من الإخوان، إنها بلا شك "القوة السلفية‮"‬‭ ‬بمرجعيتها‭ ‬الوهابية،‭ ‬سواء‭ ‬منها‭ ‬الجناح‭ ‬الجهادي،‭ ‬الذي‭ ‬غذى‭ ‬جميع‭ ‬الحركات‭ ‬الجهادية‭ ‬الموصوفة‭ ‬بالتطرف‭ ‬ومنها‭ ‬القاعدة،‭ ‬أو‭ ‬جناحها‭ ‬المعتدل‭ ‬الذي‭ ‬يلتقي‭ ‬مع‭ ‬التيار‭ ‬الجهادي‭ ‬في‭ ‬كراهية‭ ‬موضوعية‭ ‬للغرب‭.‬



العدو‭ ‬المشترك‭ ‬لشيعة‭ ‬آل‭ ‬بيت‭ ‬العم‭ ‬سام

استعداء الغرب للتيار السلفي لا يخفى على أحد، كما لا يخفى على أحد الحرب الباردة المتصلة بين المد الشيعي الإيراني والتيار السلفي. وليس خفيا على الملاحظ الفطن أن يتتبع الصراع الخفي بين التيار السلفي والتيار الإخواني، سواء على الساحة الدعوية الصرفة، أو حين بدأ‭ ‬التيار‭ ‬السلفي‭ ‬يزاحم‭ ‬التيار‭ ‬الإخواني‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المسارات‭ ‬السياسية‭ ‬على‭ ‬السلطة،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬والمغرب‭ ‬وتونس،‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬تفجر‭ ‬اليوم‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬مصر‭. ‬

وقد وجد التيار الإخواني في جميع هذه الساحات دعما خفيا من المجاميع الصوفية، وبشيء من التضامن الشيعي، نراه يتحول إلى ما يشبه التحالف الاستراتيجي، المنفتح على التيارات الليبرالية والعلمانية، في سبيل تطويق التيار السلفي، المختزل عمدا وظلما، في رافده الوهابي. وليس صدفة أن نرى مؤسسة الأزهر تشجع الآن على الاضطلاع بدور المرجعية الدينية الوحيد في وجه التيار السلفي، وتفوز بتوافق واسع، شمل التيار الإخواني، والتيارات الليبرالية والعلمانية، والتيار الصوفي، على وثيقة المبادئ التي أصدرها الأزهر، كقاسم مشترك للدولة الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬ترضي‭ ‬الإسلاميين‭ ‬من‭ ‬الإخوان،‭ ‬والتيارات‭ ‬الليبرالية‭ ‬والعلمانية‭.‬

وفي الجملة فإن مشروع الشرق الأوسط الجديد، لا ولن تعوقه، لا التنظيمات القومية الضعيفة أصلا، ولا قوى الإسلام السياسي التقليدي وعلى رأسها التيار الإخواني، ولا بطبيعة الحال القوى الليبرالية، التي ترى في المشروع مغانم كثيرة، ومصدر استقواء على من تصفهم بالقوى الظلامية،‭ ‬وهي‭ ‬تعني‭ ‬تحديدا‭ ‬التيار‭ ‬السلفي‭.‬



صناعة‭ ‬الدين‭ ‬الجديد‭ ‬لشرق‭ ‬أوسط‭ ‬بلا‭ ‬هوية

كيفما قلبت الأمور، فإن القوة الممانعة الحقيقية، التي يتخوف من معارضتها ومقاومتها لمشروع "الشرق الأوسط الجديد" ولمساراته التحديثية المفتوحة على المجهول التي يعد بها، هي القوى المنتسبة للتيار السلفي بجناحيه الجهادي والمعتدل، لأن مشروع بناء الشرق الأوسط الأمريكي لن يتوقف عند حدود تفكيك الدول، وإعادة بنائها بإشراك واسع لقوى إسلامية، تستلهم البراغماتية الأردغانية من العثمانيين الجدد، ولن يكتفي بوضع اليد على آبار النفط، والسيطرة على المعابر المائية، ولا عند ضرب الهوية العربية للمنطقة، بل إن نجاحه يتوقف على مقدار نجاح المشروع في إعادة إنتاج إسلام سني جديد، تتحكم فيه مرجعية موحدة، والأفضل أن تتخذ طابعا مؤسساتي، ينتج نوعا من ولاية الفقيه للمسلمين السنة، تنتزع القيادة الروحية والفقهية من مشايخ السلفية في الحرمين الشريفين، لصاح الأزهر المدعوم بالقوة السياسية للتيار الإخواني‭ ‬والتيار‭ ‬الصوفي،‭ ‬وبذلك‭ ‬المحفل‭ ‬الماسوني‭ ‬الذي‭ ‬تشكل‭ ‬تحت‭ ‬يافطة‭ ‬‮"‬اتحاد‭ ‬علماء‭ ‬المسلمين‮"‬‭ ‬بقيادة‭ ‬الإخواني‭ ‬السابق‭ ‬الشيخ‭ ‬القرضاوي‭.‬



مأسسة‭ ‬الإسلام‭ ‬لهدم‭ ‬بنيان‭ ‬الدين

على امتداد ألف وخمسمائة سنة مضت، استعصى الإسلام على محاولات التطويع والتدجين السياسي، والعبث الفاضح بنصوصه الشرعية لسببين: السبب الأول: وجود كتاب حفظه الله من التزوير والتحريف، وسنة شريفة تحفظها متون حصل حولها إجماع المسلمين، والسبب الثاني امتناع قيام منظومة كنسية تختطف من المسلمين دينهم، كما فعلت الكنيسة البابوية والكنائس المنشقة عنها. ومع ذلك فقد حاولت أنظمة الحكم منذ العهد العباسي، الاستعاضة عن هذا المانع الشرعي بتوظيف المذاهب الفقهية، ومحاولة حمل رعاياها على مذهب واحد تتبناه السلطة وتوظفه، ثم عبر إنشاء مؤسسات‭ ‬الإفتاء‭ ‬الرسمية‭.‬

في هذا السياق ظل "الإسلام السني" عصيا على محاولات العبث بالعقيدة، بفضل تعدد مدارسه الفقهية المتضامنة والمتوافق في الأصول، والتي لم تتحول إلى مرجعيات كنسية، أو إلى مرجعيات ملزمة للمؤمنين كما هو الحال اليوم مع المرجعية الشيعة ، ثم بفضل الفكر السلفي الذي احتمى وتمترس دوما بمرجعية "السلف الصالح" والاحتكام للكتاب والسنة. ولأجل ذلك ظل الإسلام عصيا على محاولات الاختراق المتواصلة، سواء من قبل الفكر الشيعي، أو من قبل مجاميع كثيرة من خارج ومن داخل بلاد الإسلام، كانت ترفع شعار "تحديث" الإسلام، في مسعى تصدق فيه عبارة "حق‭ ‬يراد‭ ‬به‭ ‬باطل‮".‬

فمع كل ما يقال عن التيار السلفي، واتهامه بالظلامية، وبالتخلف والتقوقع، فإنه يشكل اليوم، حتى وإن لم يدع ذلك، قوة مقاومة حقيقية، وربما القوة المقاومة الوحيدة التي سوف تبقى على الأرض، لمشاريع أمركة الفكر والفقه الإسلامي، وبناء دين جديد للمسلمين، يحمل المسلمين كما حمل المسيحيون من قبل، على إسقاط نصوص من الكتاب والسنة بدءا بالجهاد، وتحريم موالاة الكفار والمشركين، وتنتهي بإعادة تأويل ما بقي من الأحكام الشرعية الخاصة بالمعاملات، وبالأحوال الشخصية والميراث، والمرأة وولاية الآباء، تحت عنوان عريض مطاط اسمه " تحقيق المساواة‮"‬‭.‬



‮"‬الفرق‭ ‬الناجية‮"‬‭ ‬في‭ ‬فقه‭ ‬الدجال‭ ‬الأمريكي

ومع أن بعض مشايخ التيار السلفي "الوهابي" قد سقط في خطيئة الإفتاء لصالح العدوان الأمريكي على العراق، فإن التيار السلفي المتنوع والمتعدد، سوف يشكل في المشهد الذي يرتب اليوم للعالم العربي مصدر إلهام لكل من يريد مقاومة مشروع "الشرق الأوسط الجديد" إذا ما انتبه أبناء التيار، والصادقون من مشايخه، أنهم شاؤوا أم أبوا هم في طليعة الأهداف البعيدة لمشروع "الشرق الأوسط الجديد" وأن يعوا كل الوعي، أن الشرق الأوسط الأمريكي سوف يتسع صدره لليبراليين، كل الليبراليين، بعد أن يتنصلوا عن الوطنية، وللقوميين، كل القوميين، بعد أن يعلنوا الطلاق مع العروبة، ولجميع الإسلاميين، كل الإسلاميين الذين يقبلون بصفقة الإمارة في "دولة إسلامية مدنية" بالتنازل عن متطلبات الدولة التي تسمح للمسلم بممارسة حق الاحتكام للكتاب والسنة، ولكم أن تستشرفوا "الطائفة" التي ينبغي أن تستأصل حتى تثبت دعائم الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الأمريكي‭ ‬الجديد‭. ‬

 

المرجع




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات