مواضيع اليوم

شرف ذاكرة مدرسية

 

شرف ذاكرة مدرسية

 

لغة الياسمين

شرف ذاكرة مدرسية

رباب أحمد

 في الشرف الأمامية لذاكرتي، مخزون لا بأس به للذكريات المدرسية، والتي لا تخلو من الإشكاليات المحاطة بها، هنا استعراض لبعض منها:

 مادة اللغة العربية: تجمع المناهج المدرسية في تأكيدها على أن اللغة العربية هي اللغة الفضلى، المثالية بين سائر لغات الأرض، ولن أكون مغالية حين أقول بأنها تصور اللغة العربية للطلبة كأفضل لغة في الكون على الإطلاق. وكما ترسم المناهج المدرسية صورة للعرب، على أنهم “شعب الله المختار”، وفي المقابل ، تؤكد ذات المناهج وفي مقررات التربية الإسلامية على أنه “لا فضل لعربي على أعجمي، إلا بالتقوى والعمل الصالح”، حسناً، ثمة تناقض واضح بين التأكيدين.

 وفي سياق آخر، يحضرني دائماً، قول لإحدى مدرسات اللغة العربية في المرحلة الإعدادية، تشدد فيه على “أن السر وراء التشبث بالقضية الفلسطينية، هو في المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى”. أقول يحضرني، لأني كنت أردد في داخل نفسي حينها، بأن السر هو في عروبة فلسلطين، لا “إسلامها”، بيد أن هذه القناعة استبدلتها بعد حين بأن السر هو في إنسانية فلسطين.

 ولو فصلنا قليلاَ في شأن مقررات اللغة العربية، لوجدنا أن “عامر”، صاحب الصورة النمطية للابن الأنموذج حاضراَ، وشقيقته “أمل”، التي لم تتوان يوماً عن مساعدة والدتها في أعمال المنزل، فـ “مريم” الأم الأنموذج، ما تزال ” في المطبخ”، أما الأب الأنموذج فهو متابع جيد للصحف.

  وفي الشعر، تحضر قصائد الجاهليين بشدة، وفي أفضل الأمر تجد قصيدة لشاعر من شعراء الشعر الحر كـقاسم حداد، مصنفة كدرس حر، يمكن للطالب قراءته حين يكون له “مزاج” عال لذلك! ناهيك عن التأويل الأحادي للنص الأدبي.

  مادة الاجتماعيات: يسرد فيها التاريخ وفق الآيدلوجيا، ويتطلب أمر إضافة مستجدات الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية المهمة والمؤثرة وقتاً طويلا، وقد لا تضاف لأسباب تتعلق بمرجعية السرد، والنماذج في هذا كثيرة ومعروفة.

 مادتي اللغة الإنجليزية والرياضيات: معضلتا الطلبة، ولهذا سببان، الأول يتعلق بطبيعة المجتمعات العربية المعنية بالآداب بدرجة أكبر من العلوم واللغات. والسبب الثاني في طريقة إيصال المعلومة للطالب بسلاسة ويسر، وبكيفية تتوافق مع ظروف عصره المحيطة.

 أقول ما أقول، ولست ناكرة لجميل “من علمني حرفا”، وأخص بالتحايا الياسمينية أستاذتي الجليلة جليلة السيد بمدرسة السنابس الإعدادية، وأستاذتي الفاضلة الفلسطينية حنان، و التي غادرت البحرين نحو فلسطين مذ كنت بالابتدائية، ولا أعلم أين أراضيها اليوم، وأساتذتي الفاضلات بمدرسة جدحفص الثانوية، لبيبه، وجيهه، شريفه الذوادي وهدى الصقر، وأخريات لهن فضل علي، ولهن دور في تكوين الطالب المميز المبدع، المسخر للمعلومة، لا المردد لها.

للتواصل:rabab@ryhana.com

رابط المقال في "ريحانة"




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !