مواضيع اليوم

شرفة الورد الأحسائي

nasser damaj

2009-07-08 05:43:48

0

شرفة الورد الأحسائي 
بقلم: خليل الفزيع 

    يشرق الربيع ويفتر ثغره عن ابتسامة الرضا، كلما حملت رياح الصبا نسمات ملونة بأناقة الشعر الجميل، والشعر يستمد أناقته من رقة العاطفة، وشفافية المشاعر وصدق التجربة، إذا ضمت ذلك كله لغة رشيقة تتداعى معانيها كما النهر في تدفقه الهادئ.. يروي ظمأ العطاشى، ويحمل الخصب والنماء لما حوله، وما أجمل أن يقدم الشاعر نفسه لقارئه عاريا إلا من رقته وعطره، وإذا تعذر التلاقي فالإطلالة من شرفة الورد كفيلة بترميم جفاف ذلك التلاقي.
    بهذه الحفاوة يستقبل الشاعر جاسم محمد عساكر قراءه بعد أن ودع للتو طفله الراحل ليبقى وحيدا على أرصفة بيته حين هبت رياح الخريف واقتطفت الطفل من قلب أبيه لتزرعه شجرة وجع في الذاكرة.
    "شرفة ورد" ديوان شعر للشاعر جاسم محمد عساكر من إصدارات نادي الأحساء الأدبي 1430هـ، أطل به على الساحة الإبداعية مضمخا بعطر الريف الأحسائي، حيث الوعد ينبت في الدم شجرا مؤرقا بالعواطف ومورقا بالشوق والانتظار على أنغام (هذه ليلتي) حيث ينساب دفء العاطفة.. يفتح نوافذ البوح والوعود المعطرة، هذا هو الشاعر الآتي من الفردوس:
من شجر العواطف
من حنان النبع
أعثر في رؤاك
فاطلقي سرب البنفسج من يديك
وحرري الورد الأسير
ثم اعزفي لحن الحياة
    "شرفة ورد" تحمل تمرد أو لنقل انعتاق الشاعر من سطوة غيره.. ليختط لنفسه لونا جميلا وسهلا وممتعا وتلقائيا، وبهذا اتضحت ملامح وجهه وشعره:
من ذا يعيد إلى وجهي ملامحه
من بعد ما أعشبت في وجهي الطرق؟

    أنت أيها الشاعر من يعيد إلى وجهك الملامح التي لم يفقدها يوما، وقد تأصلت في عمق الذات.. واقعا يكبر في المنافي حيث السفر في طرق العمر. (بحثا عن ماذا؟ عن هوى امرأة تجود بها يد المجهول):
فرش الهوى في دربنا أزهاره
شوقا وأيقظ ما تموّج فينا
    فلا عجب بعد ذلك أن تكون الحياة نبع آمال حين تهرب الأشياء من العيون:
حياتي نبع آمال وعمري
قطوف تبتغي ظلا وفيا
فهزي جذع أيامي تساقط
عليك الوجد والشغف الجنيا

    ونهاية الديوان محفل الإيمان المغزول من نسيج النور في رحاب مكة المكرمة بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية عام 1426هـ:
سيظل اسمك ما تهرأت الدنى
اسما على كل البقاع موقرا
ما بين مروتك الطهورة والصفا
وقف التفكر إذ رأى مالا يرى
    وفي حضرة الشعر تصبح دعوة المتلقي لقراءته والاحتفاء به.. من أوجب الواجبات.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات