شرط نجاح ثورتنا تحرير العقول من فكر أهل السنة و أهل الشيعة !! مقال منقول عن الكاتب التونسي : محمد بن عمر ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين . لا بد من تحرير بيوت الله من فكر أهل السنة الذين صاروا يعبدون النبي محمد عوضا عن عبادة الله الواحد القهار، المفرقون بين الكتب و بين الرسل المبشرون بشرع الله الواحد الأزلي منذ نوح عليهم سلام الله و رحمته/ فقد شرع لأمة الإسلام ما شرع لجميع أمم الرسل عليهم السلام / ، فالمساجد لله وحده يجب أن لا يذكر فيها غيره أبدا ، قَالَ تَعَالَى : "وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا {سورة الجن/18} هذه الآية هي دليل حتمية إفراد الله عز وجل بجميع أنواع العبادة كالدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والإنابة والاستعانة والذبح والنذر وغير ذلك من جميع العبادات التي أمر الله بها كلها. و"توحيد الألوهية" هو شرط من شروط الإسلام، بحيث لا يصرف الإنسان شيئا من هذه العبادات لغير الله سبحانه وتعالى، لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا لولي صالح، ولا لأي أحد من المخلوقين لأن العبادة لا تصح إلا لله، فمن صرف منها شيئا لغير الله فقد أشرك بالله شركا أكبر وحبط عمله. وحاصله هو البراءة من عبادة كل ما سوى الله، ولا يكفي في التوحيد دعواه والنطق بكلمة الشهادة من غير مفارقة لدين المشركين الذين يشركون مع الله آلهة و أربابا متعددين ، وما هم عليه من دعاء غير الله من الأموات ونحوهم والاستشفاع بهم إلى الله في كشف الضر وتحويله وطلب المدد والغوث منهم إلى غير ذلك من الأعمال الشركية التي تنافي التوحيد تماما/ راجع الرابط التالي : http://quran.maktoob.com/vb/quran61424 (في الصورة المصاحبة لمقالي عريضة لأئمة منزل بورقيبة ضدي ، لاحظوا كيف يتخفون حول مرويات البخاري و مسلم لاتهامي بتهديد الإسلام و الأمن العام ، وهو منطق النظام البائد ، فهم أزلامه الذين لن تنجح ثورتنا إلا بالقضاء الفكري على مكرهم و تحريفهم لمعاني كلمات الله و سنة رسوله المفصلة في الذكر الحكيم !!) خطر رجال الدين على التحولات الاجتماعية ؟ !! صديقي شوقي الصيد ، رجاء حاول أن تفهم خطابي دون تشنج و يتلخص فيما يلي : الله عز وجل قد خلق آدم عليه السلام ، و أسكنه الجنة و أوصاه بأن لا يقترب و زوجه عليهما السلام من الشجرة التي ترمز إلى "معصية الله " و بإغواء من إبليس قد أكلا من الشجرة ، بوهم أن الأكل منها سيكون سببا في خلودهما في الجنة وهو ما يتوافق و نفسيتهما التائقة إلى الخلود ..وهو ما لا تزال تسعى لتحقيقه البشرية عبر تاريخها الطويل ، منذ نزولهما عليهما السلام من الجنة ، و وعد الله لهما بأنه سينزل عليهما "آيات بينات" فمن اتبعها فقد ضمن لنفسه العودة للجنة و الخلود فيها ، كما جبلت عليه النفس البشرية ، و من أعرض عن آيات الله و كذب بها و لم يستجب لتعاليمها البينة ، فسيكون مآله حتما الخلود في النار ، و انطلاقا من هذه الحقائق البسيطة التي يعلمها كل الناس و ذكر بها جميع الرسل عليهم السلام ، شاء الشيطان الرجيم ، أن يتلبس رجال الدين عبر مختلف العصور ، و يصرف وجوه أبناء آدم عن "آيات الله البينات و أوامره الأزلية الواضحة باسم "سنن الأنبياء و المرسلين " كمدخل لتشكيكهم في كمال الله عز وجل و كمال دينه المفصل تفصيلا منذ خلق آدم عليه السلام ، فالسنن التي يروج لها كل رجال الدين عبر العصور هي سنن نسبية غير كاملة و قد لا تصلح أصلا للبشر ، بينما سنن الله المنزلة في كتبه هي سنن أزلية كاملة parfaits لأنها صادرة عن الله الكامل ، ما يجعل من الإيمان بسنن بشرية ناقصة يتضارب تماما مع إمكانية الإيمان بسنن إلهية كاملة غير منقوصة ، و هذا ما يفسر أن كل سنن السلفيين في كل الديانات تتضارب تضاربا كليا مع السنن الإلهية المطلقة الكاملة ، و سأضرب لك أمثلة سريعة ، للتذكير لا للتفصيل : - الإيمان بسنة نبوية محمدية بشرية صادرة عن بشر يتضارب تضاربا كليا مع إيماننا كمسلمين بجميع الكتب و بجميع الرسل و عدم التفريق بينهم !! - يعتقد أهل السنة أن المؤمن العاصي قد يدخل النار لأيام أو أشهر ثم يدخل الجنة بعد شفاعة النبي محمد له ( هذا يذكرنا بقول اليهود : لن تمسنا النار إلا أياما معدودات ).. وهو ما يتعارض مع كل آيات القرآن التي تؤكد دائما و أبدا إما خلود في الجنة و إما خلود في النار ..، / - يؤكد أهل السنة أن هناك عذاب القبر و هذا يتناقض مع قول الله مثلا على لسان الكفار يوم القيامة : و قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ، هذا ما وعد الرحمان و صدق المرسلون ..) ما يدل أن ليس هناك عذاب قبر ما جعل الكفار يفاجئون بالبعث يوم القيامة ..، / ما يروجه السلفيون من أن النبي محمد صعد إلى السماء ( المعراج ) في أقل من ليلة و تلقى الأمر بالصلاة و غيرها هناك مباشرة من الله و هذا يتضارب مع أمر الله في القرآن حول إقامة الصلاة مثلا قائلا في سورة هود : ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ( 114 ) . و تأكيده أن قد فصل لرسوله عليه السلام كل شيء في كتابه المنزل المعجز ، فلا حاجة له بالمعراج الذي تحققه الملائكة خلال 50 ألف سنة قال تعالى في سورة المعارج : تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5)/ إلخ / و الحاصل أن ابتكار ما يسمى بـــــ"السنة النبوية بخلاف سنة الرسل و أعمالهم المبنية على أوامر الله في كتبه " على أيدي البخاري و مسلم و غيره من الفقهاء كان بهدف ، أن يصبح لرجال الدين سلطة دينية ، تكون مدخلا لهم كما هو الشأن لرجال الدين المسيحي و اليهودي للهيمنة و النفوذ على عقول البسطاء من الناس ، و إلباس الحق بالباطل لدعم الملوك و السلاطين ، و أكل أموال الناس بالباطل ، و منهم من يلوون ألسنتهم بالكتاب (المرويات ) لتحسبوه من الكتاب و ما هو من الكتاب و يقولون هو من عند الله و ما هو من عند الله ، فكلام الله و حججه هي حجج بالغة لا تضاهيها مرويات رجال الدين قال تعالى في سورة آل عمران مصورا حال رجال الدين / أيمة الكفر/ عبر مختلف العصور :وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 78 ) ./ فرجال الدين كانوا و لا يزالون العقبة الكأداء أمام أي ثورة حقيقية في عالم البشر ، و كل الرسل عليهم السلام لم يحاربوا و لم يكذبوا إلا من قبل رجال الدين ، لذلك حارب أبونا إبراهيم عليه السلام رجال الدين و كسر أصنامهم في المعابد ، و حارب الإسلام وثنية رجال الدين في بيت الله الحرام ، و لم يهادنهم النبي يوما إلى ساعة أن تم القضاء عليهم قضاء مبرما ، و لم تنجح الثورة الفرنسية عام 1789م إلا حين رفع الثوار : "أشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس " و لم تنجح الثورة البلشفية عام 1917م إلا حين رفع الثوار القضاء على الأديان الوضعية التي اصطنعها رجال الدين ، لتخدير الشعوب و نهب ثرواتها و الهيمنة على جميع مقدراتها السياسية و الاقتصادية ، و لا أمل لنا نحن اليوم إلا بالقضاء الفكري قضاء مبرما على مرتكزات هؤلاء الفكرية الممثلة "في سنة نبوية " ينطلقون منها لتخريب عقول الناشئة و زرع الفتن و الإحن و العداوة بين الناس و التقاتل تحت شعار " حاكم ظلوم خير من فتنة تدوم ، و لعل نظرة بسيطة و متبصرة على واقعنا اليوم قد يشي لك بأخطر مما ألمحت إليه !!
التعليقات (0)