الشعب الروسي من أكثر شعوب الارض حبا للثرثره وسرد الاحداث والمواقف التي مر بها وفي التليفزيونات الروسيه العديد من البرامج الحواريه المعده خصيصا لهذا الغرض وتذيع اعلانات دائمه للشعب الروسي لكل من كان لديه مشكله أو مر بموقف أو حادثه "خارج الحدود" ان يتصل بالبرنامج والحضور وعرض مشكلته وطرحها للحوار العام والذي غالبا ما يكون علي الهواء مباشره وهذه البرامج لها مشاهدين ومتابعين كثيرين جدا …
وشاء حظي أن أشاهد أحد هذه البرامج وكانت مشكله الحلقه عن مصر والغردقه تحديدا حيث حضر الي الاستوديو زوجين روسيين سبق أن زارا الغردقه في رحله سياحيه فماذا قالا ؟؟؟
الزوجان نيكولاي وانستاسيا قالا أنهما تخيرا قضاء عطلتهما في الغردقه Hurghada Red Sea Egypt لرخص سعر الرحله الذي يتناسب مع دخلهما وكذلك شمسها الساطعه و و و ..
أول شيئ شاهداه هو عدم الاهتمام بالنظافه في مطار الغردقه . كذلك تكدس الركاب وعدم سلاسه الاجراءات في المطار . فنظرا الي بعضهما وقالا نحن نعلم انها افريقيا …
في المنتجع كل شيئ كان جيد ولا توجد مشاكل تذكر سوي أن كل الفوج لاحظ نظرات العاملين بالمنتجع الوقحه لاجساد النساء ومحاوله البعض منهم "الاستظراف" مع النساء حتي مع من كن بصحبه أزواجهن والعرض عليهن الخروج في رحلات للتسوق أو أي شيئ أخر !!!
حتي جاء اليوم الموعود عندما قررنا الخروج في جوله بالمدينه .. خرجنا مجموعه الي وسط المدينه وهناك تفرقنا .. المدينه جميله وكل شيئ موجود بها ولكن الاسعار مغالي فيها جدا ويجب الفصال الطويل للحصول علي انسب سعر ولا تشتري من أول محل …
ولكن الشيئ السيئ جدا هو العاملين بالمحلات تقريبا كلهم يجمعوا علي نفس الكلمات وهي العروض الجنسيه للسائحات وباللغه الروسيه ومحاولات لمس أجساد النساء والاحتكاك بهن ..
وعندما حان موعد العشاء ذهبنا الي مطعم "ماكدونالد" في وسط المدينه وتناولنا عشاءنا وخرجنا في حوالي العاشره مساء وعلي الرصيف امام المطعم توقفنا لايقاف تاكسي ليقلنا الي المنتجع وتوقفت سياره امامنا .. تقول انستاسيا .. ومال زوجي يسأل السائق عن امكانيه توصيلنا الي المنتجع وكان بالتاكسي راكب بجوار السائق وكان زوجي يرتدي سلسله ذهبيه في رقبته وأيضا كيس به نقودنا ..
وفوجئ زوجي وأنا بالراكب يشهر سكينا ويضعه علي رقبه زوجي وينتزع السلسه الذهبيه وكيس النقود ولم نستطيع أن نفعل شيئا وفرت السياره هاربه وبدأنا بعدها بالصراخ بوليس بوليس وتجمع بعض الناس وحضر شرطي بالزي الرسمي وحكينا له الحكايه فأخرج ورقه وقلم وكتب بها وسألنا أين نقيم ومتي سنسافر عائدين واسمينا ثم طلب منا الذهاب الي المنتجع وهو سيأتي الينا هناك .. وهناك في المنتجع عرفنا أنه ان تمت سرقتك في مصر فلا تسأل فهذا شيئ عادي …
انتهت روايه الزوجين وبدء الحوار حول مساوئ مصر وأنه لولا شمسها ورخص أسعارها لما زارها أحد … ثم الأماكن البديله التي يمكن السفر اليها بنفس الاسعار.. حوار طويل جدا ...
لذلك قررت أن أنقل هذا الحوار الي الساده مسؤولي شرطه السياحه في الغردقه وأتسائل هل أصاب الترهل شرطه السياحه مع العلم أن هناك حوافز كبري يتحصل عليها رجال شرطه السياحه من المردود السياحي العام .. بخلاف أن هذا هو صميم عملهم المنوطين به ..
كذلك ان كانت الدوله تصرف الملايين الكثيره سنويا علي مكاتبنا السياحيه في العديد من العواصم بغرض عمل ترويج للمنتج السياحي المصري لتشجيع وتنشيط السياحه الوافده الي مصر والذي قررت الحكومات التتابعه أن السياحه تعتبر من أهم مصادر الدخل والتي من الممكن أن تخرج مصر من عثراتها الاقتصاديه بالاضافه الي توفير الالاف من فرص العمل للشباب العاطل …
فما رأيكم أيها الساده …
مجدي المصري
التعليقات (0)