كلّما جلست وحدي على الشرفة أتذكّر العراق، وزيارتي الأخيرة إليه، والحفلات الحلوة التي أحييتها في بغداد. وإن نسيت كلّ شيء، فلن أنسى حلوى " الْمَنَّ والسلوى " التي يختص بها العراق، تنزل في أرض العراق فقط، صحيح أنني انزعجت لأنني لم أمتّع نظري بمنظرها وهي تنزل، إلا أنّ أحدهم شرح لي أنّها تنزل على أغصان الأشجار، بين بزوغ الفجر وشروق الشمس، فيبدأ العراقيون بجمعها، واحدة واحدة، يبحثون عنها جيدا كي لا تضيع منها واحدة، لأنها خير من عند الله تعالى، وهبها لأهل الأرض، فمن الحرام أن تذهب هباء.ووصف لي آخر طريقة جمعها، بأنّ العراقيين يأتون بملاءات بيضاء نظيفة ونقيّة كنقاء الثلج، يفرشونها تحت الشجر، ويهزّون الشجر، فتنزل "الْمَنَّ والسلوى"، ويحملونه إلى معامل خاصة، لتصنع منه أطيب حلوى على وجه الأرض.العراق، يا بلدي الحبيب، اشتقت اليك، والى أهل العراق الطيبين، الذين أتمنّى أن تبقى أيّامهم " مَنَّ وسلوى " دائما، يا رب.
التعليقات (0)