صحوة مهمة ان تنظم مسيرات ومهرجانات وتظاهرات عارمة في أكثر من “40” مدينة “شد الرحال الى الاقصى” تذكر بالاقصى الاسير، والقدس التي تهوّد ، في الذكرى الاليمة لهزيمة حزيران .
صحوة مهمة .. وان جاءت متأخرة كثيرا .. شريطة أن تبقى الجمرة مشتعلة لا تنطفئ، وهذا يستدعي حزمة من الاجراءات والفعاليات تؤكد ارتباط الامة بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ارتباطا عقيديا ،حتى يرث الله الارض ومن عليها.
وبوضع النقاط على الحروف .. فنحن لا نطالب “الان“ من هذه الجماهير بالزحف على القدس وتحريرها، وان كان هذا واجبها ، وعنوان إيمانها، فهذا غير ممكن في الوقت الحاضر لانها لا تملك ارادتها، ولا تملك حريتها ، ولم تستعد بعد لهذا اليوم القادم لا محالة. ومن هنا فالمطلوب من هذه الجماهير التي التقت “ لتشد الرحال الى القدس” . بداية، ان تشدد من حملة مقاطعة العدو على المستويات كافة، بدءا من تحريم زيارة الاقصى الاسير، لأن هذه الزيارة هي جزء من التطبيع مع العدو المحتل، واعتراف بالاحتلال، الذي عليها ان تعمل على اقتلاعه من فلسطين كلها ، لتعود عربية اسلامية كما كانت، وكما يجب ان تكون.
وهذا يستدعي من هذه الجماهير اذا ارادت ان تترجم غضبها للقدس الى فعل مؤثر، ان تقاطع جميع منتوجات العدو : الزراعية والصناعية..الخ، وتقاطع المطبّعين الذين باعوا ضمائرهم مقابل المال السحت الحرام، وعصبوا عيونهم، وسدوا اذانهم عن الاستماع الى فتاوى كبار علماء المسلمين الذين حرموا التطبيع والاتجار مع العدو الذي يحتل الاقصى ويهوّد القدس ، ويزج بآلاف الاسرى في غياهب السجون ويعتدي على حرمات المسلمين وعلى حرائرهم.
ندعو هذه الجماهير ان تخرج في تظاهرات غاضبة ضد سفارات العدو وخاصة في الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية أو تجارية مع الكيان الغاصب، وتشدد بضرورة الغاء هذه الاتفاقات التي استغلها العدو لتهويد القدس واستباحة الاقصى ونفي الشعب الفلسطيني في اربعة رياح الارض .
وبهذه المناسبة فاننا ندعو الرئيس مرسي ان يقوم بتجميد اتفاقية الذل والعار “كامب ديفيد” مع العدو ، ونذكره بمواقفه وخطاباته وجماعة الاخوان المسلمين التي طالما دعت مبارك الى الغائها، في ضوء العدوان الصهيوني على القدس والاقصى، ولتحرير سيناء من الارتهان للامن الصهيوني .
ان الغاء “كامب ديفيد” ستكون مقدمة لالغاء وادي عربة “واسلو” والمعاهدات التجارية مع كيان العدو، لأنها اساس الداء والبلاء ندعو جماهير الامة وخاصة مؤسسات المجتمع المدني ان تعمل على دعم صمود اهلنا في القدس المحتلة وخاصة النقابات الهندسية وان تؤسس صندوقا للقدس يتولى ترميم المدارس والمساجد والكنائس، والمؤسسات العامة والتاريخية والوقفية والمستشفيات وتبليط الشوارع..
الخ، وان تقوم بدفع الضرائب عن اهلنا المقدسيين لانقاذ منازلهم من الهدم والتدمير، وان تتولى انشاء مشاريع سكنية في القدس العربية للحد من الهجرة خارج المدينة بحثا عن السكن، على غرار ما يفعله المليونير الصهيوني الروسي “موسكوفتيش” الذي مول ويمول اقامة “12” مستعمرة حول القدس لقلب معادلة الديمغرافيا وفصلها عن محيطها العربي.
باختصار..... “شد الرحال الى الاقصى”... يجب ان لا يكون حدثا عابرا، بل يجب أن يتأسس ويقوم باتخاذ الاجراءات الفاعلة لدعم صمود أهلنا في القدس المحتلة.. والحفاظ على عروبة المدينة وقطع العلاقات مع العدو و وقف التطبيع ومقاطعة المطبّعين ...الخ.
مقالات للكاتب رشيد حسن
التعليقات (0)