شخير الكيا!

علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com

كاتب وصحفي عراقي

كنت أظن ان الاختناقات المرورية وبطء حركة سير السيارات من مميزات مدينة بغداد لكن احد زملاء مهنة المتاعب ممن اضطر الى الهجرة الى مصر قبل خطة فرض القانون قال لي ان الذي يقطع المسافة سيراً على الاقدام في شوارع القاهرة يصل الى المكان الذي يريده قبل راكب السيارة لان أي طريق في القاهرة التي تتسع لنحو عشرين مليون ساكن يمكن ان يتجاوز وقت السير فيه اكثر من ساعتين مع العلم ان شبكة الطرق هناك متطورة والسواق ملتزمون بالاشارات الضوئية! الا ان مالفت انتباهي في حديثه هو تأكيده على وجود ظاهرة النوم في السيارة واستغلال بطء حركة السيارات للاستفادة من هذا الوقت المهدور في زحمة الانتظار!
ابتسمت في سري وتذكرت اغلاق تسعة وثلاثين طريقاً في بغداد لاسباب امنية الذي ادى الى وصول المسافر من بغداد الى كربلاء قبل ان يصل المسافر بين جانبي الكرخ والرصافة! اما تحول سيارة الكيا الى برلمان متحرك فهذه من خصوصيات الشعب العراقي ويدور في الغالب سجال حاد يبدأ من دفع الاجرة الى تحميل الحكومة الانخفاض الحاد في درجات الحرارة وسقوط الوفر! بل حتى التمزق الغضروفي ليونس محمود وطرد نشأت اكرم في مباراة العراق والصين!
قبل ايام قطع علي راكب خلوتي في اثناء قراءة فصل من كتاب في سيارة الكيا اما كيف حصل ذلك فالجواب انني سمعت شخيراً متقطعاً وقد ظننت ان في الامر مزحة حتى استدرت فوجدت الرجل مستغرقاً في شخير متواصل وربما في احلام وردية بعد ان اعيت السبل سائقنا وهو(يجاهد)لايجاد منفذ يجتاز منه الحواجز الثابتة والمتحركة ولم يبق للركاب بعد استنفاد الاحاديث سوى النوم جلوساً تذكرت قول احدى المجندات الامريكيات عندما زارت اهلها في ولاية كاليفورنيا واقترحوا عليها ان تترك الجيش وتستقر في بلدها وتتزوج فاجابتهم انها لاتستطيع العيش من دون المخاطر والمفاجآت فقد اصبحت جزءاً من حياتها اليومية.ويبدو اننا اعتدنا على الحياة المنغصة فمن دون المنغصات يصبح العيش مثل الماء المقطر للضفادع طبعاً!!.
///////////////////////////////////////