عبره
قال الاول للثاني : اراك دائما تقرأ التاريخ ولا شيء غير التاريخ فهل هي هواية نشأت لديك منذ الصغر ام ماذا ؟
اجاب الثاني : انا اقرأ التاريخ بعد ان اخذت عهدا على نفسي بدراسة افعال واقوال الانسان منذ الازل وحتى يومنا هذا.
قال الاول : الذي اعلمه ان التاريخ عبره للافراد والشعوب ولكني اتسأل لماذا لا يأخذ الافراد في وقتنا الحالي العبر والدروس من الشعوب التي سبقتهم ؟
اجاب الثاني : في اعتقادي اننا في الوقت الحاضر لا نفهم معنى العبره ولا كيف نستفيد من اخطاء ودروس الماضي همنا الوحيد هو المستقبل المجهول .
قال الاول : انت على حق ، لكم اتمنى ان نأخذ العبر والدروس من الشعوب التي سبقتنا بمئات السنين ، الشعوب التي استفادة من اخطاء الماضي لتبني لها أسس متينة في الحاضر ولتعيش تترقب مفاجآت المستقبل.
جمهورية افلاطون
ابي العزيز
لكم تمنيت ان ارى بأم عيني المدينة الفاضلة التي دعا اليها افلاطون منذ قرون، ولكم تمنيت ان ارى احيائها واعيش وسط اناسها واشاركهم العيش واشاطرهم الحكمة واتمتع كما يتمتعون بالعدل والمساواة فيما بينهم .
مدينة يحكمها العقل والحكمة لا الشهوات والرغبات ، كما قال افلاطون ، مدينة ترى ان الانسان هو اخ للانسان له ماله من واجبات وعليه ماعليه ، مدينة يعمل الجميع فيها على ان تكون فاضلة للابد لا ان تكون غير فاضلة .
اذكر عندما كنت صغيرا ، كنت تتحدث لي عن المدينة الفاضلة وعن الحياة السعيدة التي يحياها كل من عاش هناك ، وكنت اتمنى ان نحيا نحن تلك الحياة ولكن احلامي وامالي ذهبت ادراج الرياح فبعد ان بلغت من العمر مايكفي لتوسيع مداركي ومفاهيمي للحياة ادركت حقيقة واحدة لا جدال فيها انه لاوجود للمدينة الفاضلة وان ما كان ينادي به افلاطون لم يتحقق ، واذا شأت الاقدار وتحقق حلمي بالعيش في جمهورية السعادة ، جمهورية العدل ، جمهورية الحكمة ، عندها سأكون مدركاً لحقيقة واحدة هي ان المدينة الفاضلة معجزة من معجزات الخالق عز وجل وليس الانسان .
ابنك المخلص
دعاء
بعد ان شرب حتى الثمالة حدثته نفسه ان يقضي ليلته مع احداهن ، ومع انه لا يتقن الانكليزية ويتحدث بطلاقة بالفرنسية اختار احداهن وكانت فرنسية الاصل .
كانت الفرنسية واسمها ماري ، فتاة بائعة هوى ذات طول نسبي وشعر قصير وبشرة حنطية اللون وعينان جميلتان ، وكانت جميلة الى حدا لا يوصف لولا الوهن والضعف وخطوط السهر البادية على محياها .
جلست بجانبه على سريره وقالت له بفرنسية باريسية صرفة :
- سيدي لقد اوصاني مدير الفندق بالسهر على راحتك وانا تحت امرك في اي شيء تطلبه او اي شيء من شأنه يجلب الراحة لك .
لا حظ انها تسعل كثيرا وكانت تتألم بشدة من كثرة السعال ومع هذا كانت البسمة لا تفارق شفاها .
سألها قائلا :
-هل انت مريضة ؟
اجابت بتردد:
-مجرد سعال خفيف سيزول عما قريب وارجو ان لا تكون منزعجا من هذا .
-انا لست منزعجا بتاتا وانما ارى من المناسب ان تذهبي الى الطبيب ليكشف عن مصدر السعال وسببه.
بدأت ماري بخلع ثيابها دون ان تبس بكلمة ، لولا انه قال لها:
-ماري ارتدي ملابسك فالجو باردا هنا وتعالي اتسلقي على سريري وخذي قسطا من الراحة .
-ولكن ياسيدي ؟
قاطعها قائلاً :
-اطمئني سادفع لك دون مقابل .
-سيدي ان مدير الفندق اوصاني بك ويجب ان اسهر على راحتك .
-ماري تعالي واستلقي واتركي الامور جانبا فصحتك تتدهور شيئا فشيئا .
جلست الى جانبه مطأطة الرأس وقالت له
-سيدي الكريم كيف لي ان ارد صنيعك معي ؟
اجابها :
-لا أطلب منك شيء سوى الدعاء .
جلست ماري امام الصليب الذي كان مركونا على احدى جوانب الغرفة وبدأت بالترتيل بلغة لم يفهمها هو ، ثم قالت له ، أتمنى من الرب ان يرعاك دوماً .
ووضع بيدها مبلغ من المال وقبلها على جبينها وخرج من الغرفة ، بعد ان أكد عليها بأن تأخذ قسطا كافياً من الراحة .
راميار فارس
كاتب وصحافي من العراق
14/2/2011
التعليقات (0)