مواضيع اليوم

شجرة الديكتاتورية العربية:من عبد الناصر الى..القذافى.

zedan elkenawy

2010-06-26 19:24:21

0

يمكننا القول هنا دون مقدمات ان شجرة الديكتاتورية العربية  انبثقت من النظام الناصرى والايديولوجيا السياسية التابعة له خلال فترة الخمسينيات بعد الانقلاب العسكرى وسيطرة الجيش على الحكم فى مصر ،حيث اسس عبد الناصر القاعدة والاسس الرئيسية لدكتاتورية الانظمة السياسية العربية عبر الخطاب السياسى الناصرى الذى يستند اساسا فى مجمله على مبادىء الدعاية السياسية والشعارات التى تبرر القمع والاستبداد المطلق  وعلى راسها شعارات القومية العربية الزائفة التى الغت الاحزاب فى العالم العربى  وانتجت التخريب الشامل للحياة السياسية  حيث تركزت كافة السلطات فى يد الحاكم المطلق  وحده هذه الايديولوجيا الناصرية التى يهلل لها الكثير من القوميين الفاشيين العرب هى السبب الاول فى كافة الالنتكاسات والهزائم  السياسية والعسكرية والثقافية المتكررة للعالم العربى وقد اثبت التاريخ مدى فشل الناصرية التى ادت الى هزائم عسكرية منها 1956 و1967 وغيرها من الاخفاقات المتلاحقة  وقد افرزت الناصرية السياسية الكثير من نماذج الاستبداد السياسى المطلق والتى ما زالت قائمة تتعلق بالناصرية وتسير على نهجها  ومنها نظام صدام حسين بالعراق الذى كان يعتبر جزء من النظام الناصرى  وفلسفة البعث القومى الفاشلة والتى اثبتت المتغيرات مدى فشلها ايضا حيث سقط نظام صدام وبقوة عام 2003 لانه كان يعتمد فقط على الخطاب الدعائى  والايديولوجيا الكلامية وخداع الشعب العراقى باوهام القومية والبعث والتحرر  وغيرها من مفاهيم الحرب الباردة وخلق نظرية المؤامرة  التى تصور للشعوب العربية ان الغرب يتربص بها  ومن ثم الهاء هذه الشعوب التى تمتاز بالغباء السياسى عن ممارسات النظام القائم  وافرزت التجربة القومية ايضا نظام البعث فى سوريا والتى قادها الشيشكلى والاسد حيث ادى الخطاب البعثى السورى الى ضياع الجولان عام 1967 فالخطاب القومى والبعثى  هو ايضا صاحب مقولة القاء اليهود فى البحر  وتفرعت شجرة الديكتاتورية العربية لتفرز نظام القذافى  الذى ما زال قائما فى ليبا وهو امتداد طبيعى للديكتاتورية التى تتميز بها الانظمة القومية الفاشلة  ولا يختلف خطابه السياسى عن الخطاب الناصرى والبعثى  مما ادى الى فشل مثل هذه الانظمة البالية فى التعامل مع متغيرات العلاقات الدولية  الراهنة  التى تعتمد على لغة الحوار  والمصالح المتبادلة اكثر من لغة الدعاية السياسية  التى اصبحت جزء من تراث الحرب الباردة.

ومثلما توجد شجرة الديكتاتورية  توجد ايضا شجرة للانظمة السياسية الجديدة والديمقراطية التى تعتمد على خطاب الواقعية السياسية  والوعى بالمتغيرات الاقليمية والدولية هذه الشجرة الديمقراطية بدات بنظام الرئيس السادات الذى كان خطابه يعتمد على ادراك المتغيرات والبعد عن التهويل السياسى  خلال السبعينات فثورة التصحيح خلال 1979 كانت البداية الحقيقية للديمقراطية وتعددية الاحزاب  والافراج عن معتقلى السجون الناصرية  اضافة الى اقامة العلاقات مع مراكز القوى الجديدة وهى الولايات المتحدة بديلا للقيصرية الروسية المتهاوية  وسار نظام الملك حسين بالردن على نفس الدرب التصحيحى والديمقراطى  فالملك حسين بن طلال  كان بطلا للحرب والسلام فى الوقت ذاته وكان يتمتع بدهاء سياسى وعسكرى فريد  وادت سياساته الناجحة بالفعل الى انفتاح الاردن  وبرز دورها الاقليمى والدولى كدولة محورية مهمة فى الشرق الاوسط بجوار مصر  ويعتبر نظام الرئيس مبارك امتداد طبيعى للديمقراطية الحرة التى ارساها السادات  بل ان رؤية مبارك الجديدة والفريدة انتجت تجربة اكثر انفتاحا  فى الحياة السياسة المصرية  وافرزت تعددية حزبية وصحف مستقلة  والغاء كثير من العقوبات المعرقلة للحريات  بمبادرة رئاسية يطرحها مبارك ومنها الغاء عقوبة حبس الصحفيين  وتعديل المادة 76 من الدستور المصرى  كل ذلك بجانب الرؤية الموضوعية  والمستنيرة لمبارك فى ادارة وحل ملفات الصراع فى الشرق الاوسط  والتى يسىء البعض فهمها لضيق الرؤية السياسية لديهم  او لتعلقهم بانظمة الماضى الفاشلة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !