قبل سيطرة التيار الديني المتطرف في إيران على مقاليد الثورة الايرانية و إقصاء کل التيارات السياسية الاخرى التي شارکت في صناعة و نجاح الثورة، لم يکن هنالك في المنطقة و العالم مفردات و مصطلحات من قبيل "الصحوة الاسلامية"و"الاسلام الامريکي"و"الاسلام الحقيقي"و"الاسلام الاصيل"، لم تکن هنالك أحزاب اسلامية بمقدورها أن تحدد المسار السياسي و الفکري في البلاد، وانما کانت مجرد أحزاب"لاحول لها و لاقوة"، بل وقد کانت تعاني من الاضطهاد وکان إدعاء الانتماء لها يحقق مکسب الحصول على حق اللجوء السياسي في بلدان الغرب.
قبل هبوب الرياح الصفراء السامة من عبائات و عمامات ملالي طهران و قم، لم تکن هنالك مشاحنات و مواجهات و فتن دينية و طائفية، ولم تکن کلمة الاسلام تشکل"أرقا"و"صداعا"و"توجسا"في مختلف بلدان العالم، و لاسمعنا بحجيج يثيرون الفتنة و الفوضى في موسم الحج بإسم"الاسلام المحمدي الاصيل!!"، ولم تکن هناك وحوش بشرية تذبح أناس آخرين کالخرفان و الدجاج بالجملة، لم يصادف أن قرأنا خبرا عن إکتشاف علب کارتونية و في داخلها رؤوس بشرية مقطوعة من أجسادها!
قبل تأسيس جمهورية القمع و القتل و الکذب و الدجل في إيران قبل أکثر من ثلاثة عقود، لم يشهد العالم هکذا خوف و رعب من العمليات الارهابية، ولم يتوجس أحد ريبة من صعود تيار ذو محتوى إسلامي للسلطة، لم يکن هنالك في العالم کله حزب عميل کحزب الله اللبناني يقف بکل صلافة و وقاحة ضد دولة بحالها و يتصرف و کأنه هو بحد ذاته الدولة الحقيقية.
بعد إستتباب الامر لملالي إيران و إختطافهم لثمرة کفاح و نضال الشعب الايراني و نمو شجرة الخبيثة في طهران، حدث کل ذلك الذي ألمحنا إليه آنفا!
شجرة الملالي الخبيثة في طهران، ومنذ أن وقف على رجليه و هو يمتص کل اوکسجين المنطقة و ينفث بدلا عنها سمومه الکريهة المهلکة للروح الانسانية و حيويتها، وهي الشجرة الوحيدة التي کل شئ فيها أصفر، جذورها صفراء حالکة، اوراقها صفراء، عودها حتى عودها أصفر، فهي کانت و ستبقى رمز للموت و الفناء و الدمار، وهي ضد کل شئ أخضر او أبيض، إنها بإختصار ضد کل مظاهر و معاني الحياة.
هذه الشجرة الخبيثة، هي نبتة الشر و السوء في المنطقة و العالم، وببقائها واقفة على قدميها فإن ذلك کان و سيکون على حساب حياة و راحة و امن و استقرار شعوب المنطقة و العالم، حيث أن شجرة الخبث و الشر و السوء هي کالشيطان تماما، ليس بإمکانها أن تعيش من دون إثارة الخباثة و الشرور و الفتن و الموت و الدمار، فهل سيعي العالم کله هذه الحقيقة و يبادر الى قلع و إجتثاث شجرة الملالي الخبيثة من الجذور و ينجي الانسانية من شرورها؟
التعليقات (0)