تاريخ النشر : السبت 29/8/2009م
كتب : ابوكرم:ترددت كثيرا في كتابة هذه القصة وطالما انتهت هذه الأحداث المأساوية كان لابد لنا من وقفة جدية ازاء التدهور الأخلاقي والعسكري لحركة كانت تدعي الدين والإسلام منهاج صحيح لها، حركة استطاعت بفضل التستر بالدين كسب عدد كبير من مؤيديها من الدول العربية والإسلامية، إنها حركة حماس التي استطاعت الإنقلاب على أبناء جلدتها كي تقيم شرع الله وتقيم الخلافة أو الإمارة الإسلامية في غزة، بالتحديد لما نقصده ألا وهي أحداث مسجد ابن رفح بمدينة رفح، وهنا لم نتناول ما جري بالتفصيل ولكننا سنعالج القصة من زاوية أخرى لعلها تصل بطريقة مبسطة إلى العاقل من أبناء هذه الحركة الشاردة ذهنياً عن واقع المجتمع الفلسطيني .
ونتحدث هنا عن أمرين غاية في الغرابة في الأسلوب والتعامل وسنبين فيها كيفية تعامل جيش الإحتلال الإسرائيلي ومليشيات حماس أو حكومة حماس سميها كما يحلو لك أن تسميها ، لنسترجع قليلاً أحداث كنيسة المهد في ربيع 2002م والتي كان يتحصن فيها ما يقارب من 237 محاصر معظمهم من الأجهزة الأمنية للدفاع عن المدينة من ألة البطش الإسرائيلي، حيث قامت قوات الإحتلال بمحاصرة كنيسة المهد زهاء 39 يوما للقضاء على المقاومة الفلسطينية في هذه الكنيسة، استشهد خلال هذه الأحداث 9 من المقاومين منهم اثنان من قطاع غزة اضافة إلى عشر اصابات ، وبعد تدخل الوساطات التي سمحت بها اسرائيل تم حلها بإبعاد وترحيل ثلاثة عشر مواطناً خارج وطنهم وستة وعشرون مواطناً إلى قطاع غزة.
ومن الجدير ذكرة أن اسرائيل تمتلك ترسانة عسكرية تفوق أي قوة عربية في منطقة الشرق الأوسط إضافة إلا أنها تستطيع قتل كل من تحصن بكنيسة المهد والغريب في الأمر أن هؤلاء المبعدين والمقاومين قد نفذت دخيرتهم بعد اطلاقها على جيش الإحتلال، وأن المصابين أيضا هم ممن كانوا البعض منهم مقاومين ويطلقون النار على الجيش الإسرائيلي ، ونعلم ايضا أن هناك كان مدنيين يقطنون بجوار الكنيسة لم يتعرضوا لهجوم ناري عليهم ولا قصف منازلهم.
وفي الحدث الآخر لمسجد ابن تيمة في حي البرازيل بمدينة رفح نجد أن الشيخ عبداللطيف موسي وفي خطبة الجمعة أعلن عن امارة اسلامية في مدينة رفح وذلك بعد رؤيته الشمولية للواقع الفلسطيني ولواقع حكومة حماس التي لا تقيم شرع الله إلا اعلامياً وفي وسائل الإعلام، فقامت حماس بالتعبئة بين صفوفها لمحاصرة المسجد الذي بقى فيه الشيخ عبداللطيف موسى وعدد لا يتجاوز عشرون من أبناء جند انصار الله ، حيث قامت حماس بإعداد العدة لهم فقاموا بمحاصرة مدينة رفح ونشر الحواجز العسكرية وانتشار واسع لمليشياتها من الأمن الداخلي والقسام والقوة الخاصة ، واشتد تضييق الخناق حول مسجد ابن تيمية ، وقامت الوساطات وجالت بين الطرفين آلت بعدم التوصل إلى حل، ولكن أصرت حماس على أن تستولي على مسجد ابن تيمية كباقي مساجد قطاع غزة ، وأن تنهي فكرة إقامة إمارة اسلامية ، فقامت بإطلاق نيران أسلحتها الرشاشة المتنوعة كلاشنكوف- إم 16 – 9 دوشكات على كل شي يتحرك داخل المسجد كما الإحتلال في كنيسة المهد ، ثم قامت بنصب الهاون واستخدمت الأربي جي والياسين واستخدام العبوات الناسفة الموجهة اتجاه المسجد اضافة للقناصة على أسطح المنازل، على الرغم من علو مكبرات الصوت بالمسجد بأن دم المسلم على المسلم حرام، فأطلقوا النيران على هذه المكبرات لتخرس كل شي ليبقي أزيز الرصاص الذي يطلق باتجاه المسجد هو سيد الموقف لا خيار عنه، ودفعت حماس بتعزيزات أكثر إلى منطقة الحدث لثكف من وجودها فقامت حماس بتفجير بيوت الأمنين بجوار المسجد وأستشهد عدد من المواطنين الآمنين في منازلهم ، كما احتلت عدة مباني رغم عن ساكنيها وعندما وقعت الإصابات في صفوف جند أنصار الله جاءت الإسعافات لتنقلهم إلى مستشفى أبويوسف النجار فكانت الحواجز القسامية لها بالمرصاد فأعدمت العديد منهم داخل هذه الإسعافات، ومن وصل إلى المستشفي أعدم داخلها تحت اسفاف وشتائم القسام بأنهم كفار، وبتوالي الأحداث قامت حماس بالقضاء على كل من كان يتحصن داخل المسجد عدما بالرصاص ولم تبقي منهم أحداً ، حتى أبوعبدالله السوري الذي درب أبناء حماس على كيفية اعداد العبوات وكيفية تصنيع الصواريخ والمقاومة أعدموه وقاموا بالتنكيل بالجثت واطلاق عشرات الرصاصات داخل أجسادهم ، وسقط في هذه المجزرة ما يقارب 30 من أبناء الشعب الفلسطيني، اضافة إلى اعتقال المئات ممن هم مناصروا لجند أنصار الله.
هذه الأحداث تجعل المواطن في حيرة من أمره في كيفية تعامل جيس الإحتلال الإسرائيلي رغم أنه العدو مع الشعب الفلسطيني، وكيفية تعامل حماس مع أبناء الشعب الفلسطيني، كليهما يمتلك ترسانة عسكرية وكل حسب امكانياته ولكن ليس كليهما تصرف بنفس التصرف.
كنيسة المهد ومسجد ابن تيمة مكانان دينيان الأول مسيحي والآخر اسلامي والقاتل للشعب الفلسطيني واحد ، كلاهما تحصن فيهما فلسطينيون الأول لمقاومة الإحتلال والثاني لإقامة إمارة اسلامية؟!!!
فما هو المكسب الحقيقي لحماس باستخدام القوة المفرطة ازاء مسجد ابن تيمة هل هو القضاء على ولادة الإمارة اسلامية في حين يتبجح أحد قادتها بأنهم أسلموا 75% من قطاع غزة وكأننا أغراب في أوطاننا، أم هل هو محاولة لكسب اسرائيل وأمريكا؟! أم تريد أن توضح أنها الأقدر على قيادة السلطة الوطنية الإسلامية!!!!، أم هي رسالة إلى الشعوب العربية والإسلامية؟!!.
شتان بين ما قامت به اسرائيل وما قامت به حماس داخل بيوت الله ، حيث نلتمس لاعداء الله عذراً لأنهم أعداء للدين والإسلام ، أما حماس فلا عذر لها حتى ولو ماروجت له من خطأ الدكتور عبداللطيف موسي بإعلان الإمارة مع العلم بأن الدكتور له مؤلفات دينية قيمة وهو من المفتيين على المستوى الإسلامي، أي أن اقدامه على خطوة مثل هذه تمت من خلال دراسة لها بعناية فائقة من خلاله تمحصه للواقع الإسلامي والفلسطيني.
التعليقات (0)