مواضيع اليوم

شبيحة الأنظمة الفاسدة

nasser damaj

2012-02-06 07:38:25

0

شبيحة الأنظمة الفاسدة

خليل الفزيع


يبدو أن الشبيحة قد تسللوا إلى الإعلام بغفلة من المسئولين عن هذا الإعلام، وخاصة الإعلام الفضائي الذي أصبح مفتوحا للجميع لإبداء آرائهم حول ما يجري في عالمنا العربي من مخاضات، أدت إلى تغيير بعض الأنظمة العربية الفاسدة، والبقية في الطريق، فالليالي حبالى بما تقدمه الأيام من أحداث، ومن لا يسعى إلى الفضائيات فإنها تسعى إليه لتغطية فترات البث التي شغلت ساعات اليوم بكامله، فمن الطبيعي أن يجد الشبيحة لهم موطئ بل مواطئ قدم، هنا وهناك، خاصة في البرامج التي يعتمد مقدموها على الإثارة الإعلامية لجلب المشاهد، مع أن هذا الأسلوب قد تجاوزه وعي المتلقي العربي الذي أصبح يدرك الفرق بين الغث والسمين فيما يقدم من هذه البرامج، ذات المستويات المتفاوتة.
وقد وجد شبيحة الأنظمة الفاسدة فرصتهم الذهبية لممارسة أساليبهم الدعائية الممجوجة لأنظمتهم السياسية التي يتبنون الدفاع عنها باستماتة منقطعة النظير، غير مدركين لخطورة اللعبة التي يمارسونها، وغير مقدرين لنتائجها يوم ترحل تلك الأنظمة غير مأسوف عليها، ولسنا بصدد ذكر حادثة بعينها، فقد بلغ السيل الزبى في هذا الاتجاه للإعلام المنحرف الذي يستهين بوعي المتلقي وإدراكه لمجريات الأمور، ومعرفته باتجاه الرياح في كل بلد عربي أو غير عربي، لكن أولئك الشبيحة يأبون إلا أن يظهروا فسادهم المنسجم مع فساد الأنظمة التي يدافعون عنها رغم أنها آيلة للسقوط، وستأخذهم معها إلى جهنم وبئس المصير، وهو المكان المناسب لكل طاغية، وأعوانه وشبيحته سيئي السمعة.
ومع أن الثقافة هي المركب التي يمتطيها هؤلاء الشبيحة، فإنها ثقافة تكشف عن خلل ليس في المبدأ فقط، ولكن في إنسانية الإنسان بصفة عامة، فمن يتبع الظلم والفساد.. هو إنسان غير سوي، وقد حرم الله الظلم على نفسه وعلى عباده، وما من ظالم إلا وتكون نهايته أشد سوادا من لون الغراب، حتى وإن (استأسد) في حياته، متجاهلا حقيقة رفض الناس له، وشبيحة الأنظمة الفاسدة لا شأن لهم بالثقافة حتى وإن احتموا تحت خيمتها، وادعوا أنهم كتاب وأدباء وصحفيون كبارا، وهم في كل ذلك اقزام لا تلبث حقيقتهم أن تظهر إلى حيز الوجود لتسفر عن وجهها القبيح، من خلال الطرح الفج، والتطاول على الغير، والإساءة للأبرياء، وتبرير الخطيئة، والدفاع عن الشر، ومناصرة الظالم على ظلمه، وهم في ذلك كمن يبيع دينه بدنياه، ومن يضحي بمبدئه من أجل سواه، مع
أن الشك وارد في غياب الدين والمبدأ عن هذه المخلوقات المشوهة نفسيا وأخلاقيا، بدليل أنهم يعيشون حالة من غياب الوعي، وحالات أخرى من غياب الضمير.
ثمة فاصل بين ما هو معقول وما هو غير معقول، هذا الفاصل المرتبط بالحالة الإنسانية التي ينتمي إليها البشر، تكاد تكون ضعيفة إن لم تكن معدومة لدى هؤلاء الشبيحة الذين لا يكتفون بالإعتداء على غيرهم بالكلام، بل يتجاوزون ذلك إلى الاعتداء عليهم بقبضات أيديهم، وهكذا تعودوا على ممارسة حياتهم، ولو سمح لهم بالدخول بالأسلحة إلى منابر الحوار، لما توانوا عن ذلك، للقضاء على كل من يخالفم الرأي أو ينتصر للحق ويدافع عن المظلومين، ويطالب برحيل نظام دموي في عنفه وتسلطه، وفاسد في عقيدته ومبدئه، ولا يتعظ بما جرى لغيره من نهايات أليمة وسقوط مدو.
شبيحة الأنظمة هم من إفرازات تلك الأنظمة التي اعتمدت على القتل لإسكات معارضيها، والنفور من الإصلاح لمعالجة قضايا شعوبها، فلا مجال للشك في أن رحيل النظام أي نظام، يعني رحيل شبيحته معه. والله المستعان على كل ما يفعلون.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات