مواضيع اليوم

شبح يونـس ؟!

عبدالسلام كرزيكة

2011-12-14 15:56:48

0

 لكل حربٍ ملفاتها السّرية، أو إنتهاكات بعض أطرافها وتجاوزاتهم ضد الإنسانية التي يُمارسونها تحت شعار (الغاية تبرر الوسيلة) !.. وواقعة (إغتيال) العقيد عبدالفتاح يونس، هي إحدى الملفات السرية في الحرب الليبية التي دارت رحاها بين المواطنين الذين سموا أنفسهم بالثوار ضد ديكتاتورية القذافي وكتائبه من الموالين والمرتزقة !..

فيونس مات وسكن باطن الأرض نعم، لكن شبحه لايزال يحوم في أرجاء ليبيا، مُعكّرا بذلك الصفو والهدوء النسبيين اللذين تشهدهما بعد توقف المعارك التي كانت ضارية وعنيفة وطويلة، وبعد توقف نزيف دماء آلاف البشر .. منهم مَن قاتل ومات على بيّنة وبقناعة، ومنهم مَن قاتل ومات إمّعة لايدري أهو مع الحق أم مع الباطل !.. لكن يونس لم يكن كأي ضحية من ضحايا تلك الحرب، لأنه كان أبرز القادة (المخضرمين)، الذين كانت خسارتهم كبيرة لرفيق سلاحهم المُتأله الذي إنقلبوا ضده وخرجوا عن طوع أمره !.. وكبيرة أيضا للثوار الذين خسروا فرصة الإستفادة من خبرته في دولة ليبيا الحرة !..

نعم الأعمار بيد الله، ويونس لن يستطيع تلافي مصيره، لكن ماذا دفع الثوار إلى (تصفيته) ؟!.. أكان إنضمامه إلى صفوفهم لهدف التضليل ؟!.. وهل كان فعلا على إتصال بصديقه حين كان قابعا بباب العزيزية، وكان يُطلعه على آخر الخطط التي كان يضعها بنفسه للثوار ضد كتائبه لتتفاداها ؟!..

تحت الضغط الكبير الذي وُضعت تحته القيادة الليبية الجديدة، وأمام مُطالبات عائلة يونس بالتحقيق في قضية مقتله، أعلن عن قائمة بأسماء المُتهمين بقتله، وقد أنكر هؤلاء ضلوعهم في العملية، ورفضوا مثولهم أمام القضاء، (مُهددين) برفع السلاح الذي لم يضعوه أصلا، ومُتهمين المجلس الإنتقالي بـممارسة (التعسف) ضدّهم، هو نفسه التعسف الذي ثاروا ضده في المقام الأول على حد قولهم ؟!.. وأمام كيل الإتهامات التي يتبادلها الأطراف، بدأت الحقائق تتكشف شيئا فشيئا، ومن أهم ما تكشّف أن يونس تسلم أمرا بالمثول أمام لجنة تحقيق ؟!.. وأنه حاول الإتصال بقيادات المجلس الإنتقالي لأربع ساعات كاملة، دون أن يلقى إستجابة من أحد ؟!.. وأنه قال حين تسلم الأمر (إن ليبيا لا توجد بها مؤسسات لتتم محاكمته) ؟!...

فلماذا تم توجيه أمر المثول أمام لجنة تحقيق ليونس في المقام الأول ؟!.. علما أنه لم يكن مجرّد قائد ميداني فقد كان رئيسا للأركان، إن لم يكن للأمر علاقة بخيانة عظمى ؟!.. وإذا كان يونس فعلا عميلا للقذافي مدسوسا بين الثوار، وإذا كانت خيانته ثابتة، فلماذا أجهد نفسه في محاولة الإتصال بقيادات المجلس الإنتقالي ولأربع ساعات متتالية ؟!.. وإذاكان المجلس الإنتقالي واثقا من خيانة يونس فلماذا رفض الرّد على مكالماته ؟!.. ولماذا تم تجاهله تماما ؟!.. وإذا كان يونس بريئا فلماذا رفض الإنصياع لأمر إقتياده للمثول أمام لجنة التحقيق ؟!.. ولماذا أطلق ذلك التصريح الذي يُنم عن إحتقار لثورة الشعب، ووصفها بالفوضوية ؟!..

الأكيد أن حل لغز إغتيال يونس ليس بالأمر الهين، لكن وحده (الزمن كفيل بحل أكبر القضايا)، لذلك لامناص من ظهور الحقيقة يوما !.. وإلى ذلك الحين، تبقى قضية مقتله تدق ناقوس خَطر تقويض مكسب الشعب الليبي في العيش بحرية وسلام، تماما كما تفعل مظاهر التسلح العشوائي المنتشرة في جميع مدن ليبيا .

14 . 12 . 2011

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات