الرئيس السوداني عمر حسن البشير، الذي تنتظره مذكرة توقيف دولة، وقد يكون في قبض الأنتربول في أي لحظة يغادر فيها تراب السودان أبزز من حضروا قمة الدوحة العربية، في حين أن رئيسي دولتين عربيتين على الأقل، سيتغيبون عن القمة العربية التي تعقد حاليا في الدوحة، ويتعلق الأمر بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة المنهمك في حملة انتخابية من أجل ولاية رئاسية ثالثة، والرئيس المصري محمد حسني مبارك الذي كان غيابه مفاجئا بعض الشيء ورغم أن وزير خارجيته أحمد أبو الغيط صرّح بأن سلطة مبارك «تتمسك باستمرار السعي من أجل تحقيق اكبر قدر من التضامن العربي»، فإن الوفد المصري الذي يشارك في الدوحة في غياب مبارك لا يقوده رئيس الحكومة ولا حتى وزير الخارجية في الظروف العادية التي تمنع هذا الزعيم العربي أو ذاك عند أي قمة واجتماع مهم، وإنما يرأسه وزير الشؤون القانونية والبرلمانية مفيد شهاب، وهو المؤشر الواضح عن موقف رسمي مصري من القمة التي تعقد في العاصمة القطرية المحسوبة على «محور الممانعة» في مقابل «محور الاعتدال» الذي تقوده مصر والمملكة العربية السعودية. والحديث عن الغائبين من الرؤساء يقود حتما إلى الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي كان حاضرا في «قمة غزة» التي عقدتها قطر دون مظلة الجامعة العربية، والذي وصف بعض الملاحظين حضورا ساخرين أن إيران التي يمثلها تكون قد «انضمت إلى العالم العربي في انتظار طلب رسمي منها للانضمام إلى الجامعة العربية، وقد تطالب لاحقا بنقل مقرها الدائم إلى طهران»، في إشارة واضحة للدور الإيراني المتعاظم في العالم العربي، في عدة بؤر كالعراق، وجنوب لبنان، وتحالفها في حركة حماس الفلسطينية، والحديث عن دورها المثير للجدل في اليمن ودول أخرى، دفعت المملكة المغربية على قطع العلاقات الدبلوماسية معها.
ولئن كان إيران غائبة عن القمة التي تعقد تحت مظلة الجامعة العربية وإيران ليست بالبلد العربي ولا يمكن لها عمليا الانضمام إلى تلك الهيئة، فإن شبح إيران يحضر بقوة، وقراءة بين سطور الموقف المصري تبين أن لإيران دور في غياب مبارك، وهو الموقف الذي علّق عليه رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بالقول: «لا نستطيع أن نأخذ إذنا من أحد لإقامة علاقات مع إيران أو غيرها»، إضافة إلى حديث البعض عن منطقة عربية خالية من الأسلحة النووية التي تجعل من إيران الحاضر الأكبر في قمة الدوحة رغم عدم حضور وفد رسمي يمثلها.
الخير شوار
التعليقات (0)