الثورة العربية التي شهدت تونس انطلاقتها الأولى ثم امتدت لتشمل العديد من الدول العربية الأخرى تمثل حتمية تاريخية لا يمكن تجاهلها ووقف التحول التاريخي المرتبط بها وهي أشبه ما تكون بالثورة الصناعية والثورة التكنولوجية في ذلك وليست كالثورات التي يقودها أفراد أو مجموعات وتكون أشبه بالانقلاب على أنظمة الحكم القائمة وبذلك فهذه الثورات يمكن أن يتقبلها النظام القائم ويتقبل التحولات التي تتطلبها كوسيلة للبقاء والتعامل مع اللحظة التاريخية بدلا من القيام بمحاولات عبثية لتجاهلها أو قمعها. أقدم فيما يلي مجموعة من النقاط التي تمثل وجهة نظري كأحد المشاركين في اعتصام 24 آذار تجاه أحداث اليومين الماضيين وما قد يمثل وسيلة لتجاوز الأخطاء التي حدثت التي نسأل الله أن لا تتكرر على ثرى الأردن العزيز.
1-الدم الذي سال أمس دم أردني سواء كان من معتصمي 24/3 في ميدان جمال عبد الناصر أم من المشاركين في مسيرة نداء وطن وندعو الله أن يرحم الشهيدين (إن صدقت الروايات التي تحدثت عن وجود شهيدين) ونأمل أن يكونا آخر شهداء الانتفاضة الأردنية .
2- أن أفراد قوات الدرك والأمن العام إخواننا وأبناؤنا ولا نرغب بالتعامل معهم على أنهم في خندق غير خندق المواطنين الذين جاءوا يعبرون عن رأيهم في اعتصام شباب 24/3 ونأسف للمصابين منهم كما نأسف للمصابين من المواطنين.
3- حدثت أخطاء من جهات حاولت توجيه الاعتصام السلمي منذ بدايته عبر التقليد الكبير للأيام الأخيرة من الثورة المصرية في ميدان التحرير فتم إنشاء خيمة لمداواة الجرحى وتجنيد أطباء وإعلان إقامة صلاة الجمعة في الميدان وإعلان إقامة قداس يوم الأحد ودعوة أفراد الأمن العام والدرك للانضمام إلى المعتصمين رغم اختلاف المرحلة التي وصلتها انتفاضتنا من اجل الحرية عن المرحلة التي كانت قد وصلتها ثورة الشعب المصري عندما قام فيها المشاركون بإجراءات مماثلة, إذ لا يمكن القول بأننا قد وصلنا إلى مرحلة القطيعة الكاملة مع النظام كما كان الحال في الأيام الأخيرة من الثورة المصرية.
4- درءا للفتنة وبعد انسحاب عدد كبير من أعضاء لجنة الحوار الوطني وإعلان رئيسها طاهر المصري إلغائها رسميا نطالب بإعلان إجراءات إصلاحية حقيقية وكبيرة من جانب السلطة التنفيذية والملك الذي نأمل بان يبادر بتقديم خطوات متقدمة نحو الإصلاح الدستوري الذي غدا مطلب شعبي عام لم يعد من المحتمل تأجيله درءا للفتنة للوصول إلى مجلس نيابي يمثل إرادة الشعب الأردني بكافة أطيافه بشكل حقيقي مع أخذ الكثافة السكانية بعين الاعتبار وتشكيل حكومة برلمانية تكون مسئولة أمام الشعب وتكون منبثقة عن ذلك المجلس.
التعليقات (0)