مواضيع اليوم

شباب 24آذار في الاردن

شباب 24 آذار ..
مع الاعتراف بإخفاق رئيس الوزراء ( البخيت ) في إدارة أزمة الاعتصامات ودوار الداخلية ( وتأكيد مني على انه دوار الداخلية ) وليس ميدان جمال عبد الناصر ، مع احترامنا لشخص وتاريخ عبد الناصر .. مع الاعتراف بإخفاق ( البخيت ) في إدارة الأزمة .. وما صدر منه من تصريحات في لقاءه بالتلفزيون الأردني .. حيث بدا حديثه مفككا مرتبكا غير مخطط له ، غير واثق من نفسه على غير العادة .. نجد تصريحات وزير الداخلية ( سعد هايل السرور ) تصريحات واثقة ( ولا نقول بصحتها أو عدمه ) ولكنها تصريحات بلغة رصينة واثقة هادئة متزنة .. وما أعقبه من تصريحات لمدير الأمن العام ( المجالي ) تلك التصريحات المتزنة المدروسة الواثقة والتي تقدر الموقف . دون أن تلقي باللوم على جهة دون أخرى .. من منطلق الوحدة الوطنية التي بدا عطوفته مهتما بها ويحرص عليها .

اعجبني برنامج يقدمه الدكتور ابن الدكتور والشيخ ابن الشيخ محمد نوح القضاة .. كلام واع مدروس يخاطب العقل كما يخاطب القلب والوجدان وهو يقف على مسافة متساوية من الجميع .. ليصل خطابه العقلاني للجميع وبالوقت ذاته وبالقدر ذاته ..قال فيما قال :
( الجميع من( 24 لآذار ..ومن كانوا في حدائق الحسين ) ابناء وطن واحد .. ليس بينهم مولاة ومعارضة جميعهم متفقون على حب الوطن .. ملتفون حول القيادة الهاشمية ..يطالبون بالاصلاح ..ولكن بلغة مختلفة .. فالدم اذا سال في أي حادث لا سمح الله هو دم اردني عزيز على الجميع ...لغة الخطاب كان لها الأثر الأكبر في أنني بقيت استمع لهذا الخطاب الواع العقلاني والعاطفي في الوقت ذاته .. وهذا ما يفيد في الوقت الحاضر . وليس لغة التهميش والتجييش والنبذ والإقصاء وإلقاء التهم والأوصاف على الآخرين .

مع اعترافنا بكل هذا فأننا نؤكد على ان الاعتصامات ليست بريئة 100% وليست وطنية 100% ..كما ازعم في كثير من الثورات في الوطن العربي حاليا .. وهذا ليس والله هروبا إلى الأمام أو إلى الخلف .. ولكن بنظرة سريعة نجد أن الاعتصامات والتظاهرات مستنسخة عن الثورة التونسية ومن ثم المصرية .. من اختيار التاريخ كاسم لثورة الشباب في كل الثورات .. الى الشعارات المنادية بالإطاحة بالأنظمة والإصلاح والعدالة ومكافحة الفساد .. والمناداة بمحاكمة رموز كبيرة في الدول العربية ... إلى بناء الخيام في الميادين والتي دائما هي ميدان او دوار .. ومن ثم بناء المستشفى الميداني ( وهذا إعلان حرب مبطن ) إلى اسلوب الجزيرة الذي اصبح معروفا ومكررا ..

فما حدث في تغطية تونس هو ما حدث في تغطية مصر وليبيا واليمن وسوريا والأردن .. حيث يلجأ المذيع الى اختيار احد الرموز في الاعتصام ( عندنا في الأردن المحايدين وهو معصوب الرأس للتدليل على ما لقي من عنف ) وهو يطالب .. بأول لقاء له على شاشة التلفزيون ..يطالب بمحاكمة مدير الأمن العام ومدير المخابرات والأجهزة الأمنية إلى وزير الداخلية وعلى رأس القائمة ( البخيت ) رئيس الوزراء . ليصبح هذا فيما بعد احد قادة الحراك الشبابي او ثورة الشباب كما يسمونها .

وعلى غرار القيادات الحكومية العربية في الدول العربية التي حدثت فيها الثورات الشعبية ( الشبابية ) المطالبة بالإصلاح ، من اتهام الشباب بالعمالة والتعاون مع مجموعات مخربة ذات أهداف خارجية تهدف في مجملها الى زعزعة الاستقرار في الوطن ( وكالعادة في هذه الفترة الحرجة من تاريخ امتنا ) الى وصف الشباب وربما الشعب بانهم جراذين وحرادين ويعيث فيهم القمل الى اتهام المعارضة بالخيانة .. وصولا إلى ما
زعمه( البخيت ) ان ( شباب 24 آذار ) لهم قيادة .. والمح إلى أن القيادة اخوانية .. واتهم الأخوان والشباب بتلقي تعليمات من سوريا ومصر .. وكأن الدرس لم يكن كافيا لنتعلم جميعا كيف ندير الأزمات وكيف نتغلب عليها وكيف نجابه الثورات .. وكيف نلتقي مع الشباب على طاولة الحوار قبل فوات الاون .

نعم هكذا قال حسني مبارك وقبله زين العابدين ومن بعدهم القذافي ..هي لغة التخوين والتشكيك بالاخر .. والاخر قيادة من قيادات الوطن الأردني الذي نعتز جميعا بالانتساب اليه . ونقدم له الغالي والرخيص .. فالأخوان وليس دفاعا عنهم هم من أبناء الوطن الأكثر إخلاصا وانتماءا لثرى هذا الوطن العزيز .. وهم من أكثر الفئات التي تساهم في رفد المجتمع بكل الإشكال ..
فتخوين جهة في هذا الوقت الحرج من تاريخ وطننا الأردني خاصة والوطن العربي عامة هل يصب في خدمة الأردن ؟؟؟ ..وهل يصب في خانة تعزيز الانتماء والولاء للعرش والوطن والإنسان؟؟؟ .. وهل هذا ما نادى به جلالة الملك في خطابه الأخير ؟؟
لم أشارك مع شباب 24 آذار . ولم أكن ممن كانوا في حدائق الحسين أيضا . ولم أشارك في حراكهم الاجتماعي ولكنني ادعم مطالبهم... وفي معضمها مطالب شرعية بات ينادي بها الشعب كل الشعب .. بل نادى بها جلالة القائد الأعلى للاردنين جميعا .. وهو الذي سبق الحكومة والنواب الأحزاب والمعارضة والمولاة بالمناداة بالإصلاح .. بل هو الأكثر حرصا على الإصلاح ..وأكثر من ذلك هو الأكثر استعجالا لحدوث الإصلاح ..فجلالة حدد موعد يجب ان يتم فيه الإصلاح بحد أقصى ..مدتها ثلاثة أشهر .. وها قد مضى اكثر من 40 يوما .. ولم يحدث أي جديد .. ولم يلمس المواطن أي تغيير .. ليس هذا فحسب .. بل ينسحب من لجنة الحوار الوطني 15 شخصية أردنية مهمة .. وهذا يطرح سؤالا مهما : لماذا انسحبوا من هذه اللجنة ؟؟؟؟ سؤالا سيبقى معلقا على أبواب رئيس الوزراء لحين حدوث التغيير ..والتغيير الذي يجب ان يبدأ به دولته بداية .
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !