حين خرج شباب الثورة المصرية لتغيير نظام حسني مبارك في الخامس والعشرين من شهر يناير سنة 2011 خرج ليحقق المستحيل الذي حاول غيرهم على مر العقود الماضية تحقيقه دون جدوى ، وظن البعض وانا منهم ان ما يطلبه الشباب هو المستحيل الذي لا يمكن ان يتحقق ، ولكن الشباب تمكن في فترة قياسية وبدرجة خيالية تحويل المستحيل الى واقع وتمكنت الارادة الثورية من هزيمة كل اسلحة مبارك وشرطته وحرسه الجمهوري وامن دولته وقواته المسلحة بكل ما لديهم من امكانيات ، واجمل ما ميز اولئك الشباب بأنهم لم تكن لهم ايدولوجية ولا اهداف خفية ولا تنظيمات سياسية ولا حزبية ولا غيرها هم فقط شباب مصريون ضاقو ذرعا بنظام حسني مبارك وقمعه واستبداده فارادو اسقاطه ، وبعد ان نجحو في ذلك اختفو عن الانظار وبدأ الدور على المتسلقين والانتهازيين ولصوص الثورة يعملون وفق المقوله القائلة ( الثورة يقوم بها الشجعان ويستفيد منها الجبناء ) وكان من اكثر من استفاد من تلك الثورة التيار الاسلامي الذي قام بتسمية تلك الثورة بالثورة الاسلامية واصبح يعد العدة لتولي السلطة في مصر ، ونسى المجلس العسكري شباب الثورة بعد اختفاءهم عن الانظار واصبح يتفاوض مع التيار الاسلامي وكأنه الوريث الشرعي للثورة المصرية وتغيرت نبرة بعض اعضاء التيار الاسلامي الذين كانو يتحدثون بمسكنة ايام نظام مبارك فاصبحو يتحدثون بعنجهية وتعالي وتهديد في بعض الاحيان ، وحين اطمأن المجلس العسكري بعدم وجود قطب اخر غير التيار الاسلامي ، واطمأن التيار الاسلامي بأن لا صوت يعلو فوق صوته ، فاجأهم بركان الثورة الثانية في مصر ، خرج الشباب المصري الثائر وقال بقوة نحن هنا ما زلنا احياء لم نموت ولن نموت ، حاضرون لم نغيب ولا يستطيع احد تغييبنا ، ولا نحمل اي ايدولوجية سوى الوطنية المصرية ولن يستطيع احد سرقة ثورتنا ولا شراءها بالشعارات المقدسة ،هولاء هم شباب مصر الثائرون الذين لا يمكن هزيمتهم ولا خداعهم ولم يتاجرو بدينهم من اجل السياسة ولم يضعو الايات والاحاديث على ملصقات لشراء الاصوات ، هولاء هم شباب مصر الذين لم يخيفهم الغاز السام ولا الغاز الخانق ولا قنابل المولوتوف ولا بنادق الخرطوش ولا الرصاص المطاطي ولا الرصاص الحي ولا التهديدات بكل انواعها ، والمثير والغريب أنهم كلما تم الهجوم عليهم في الميدان كلما ازداد عددهم واصرارهم ، والغريب اكثر والمثير للدهشة والاعجاب ايضا أنهم لم ينقص عددهم بغياب التيار الاسلامي ،
فأين الان دعاة الثورة الاسلامية ؟ اين الان الذين ارادو الصاق الثورة بالاخوان والاخوان بالثورة ؟ لماذا صمتو الان وهم يرون شباب الثورة المصري الذي لا يتاجر بدينه ولا يستخدم المقدسات كوسيلة للوصول الى غايته ، أن شباب الثورة في مصر يقدم درسا اخر لمن اراد أن يستوعب الدرس
ابورفاد العليي
التعليقات (0)