خاص بلادي اليوم/ مصر/ مصطفى احمد
يسود الانقسام الشارع المصري مع اقتراب الذكرى الاولى لثورة يناير التي اطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك حول المشاركة في فعاليات هذا اليوم
ومع ازدياد حالة الاحتقان بين بعض الثوار والقوى السياسية من جهة والمجلس العسكري من جهة أخرى وخصوصا بعد اعتقال عدد من الناشطين السياسيين ومداهمة مكاتب منظمات المجتمع المدني وبعد إحساس قطاع عريض من الشباب المصري أن الثورة بعد لم تؤت ثمارها أصبح عدد كبير ينتظر يوم الخامس والعشرين من كانون الثاني ليخرج في ثورة جديدة ضد حكم العسكر لمطالبة المجلس العسكري بتسليم السلطة فورا للمدنيين .
مواطنون مصريون تحدثوا لبلادي اليوم عن الذكرى الاولى لاندلاع الثورة وهل استطاعت تحقيق تطلعات الشارع المصري؟ . محمد ابراهيم طالب بجامعة عين شمس تحدث قائلا " لقد قمنا بالثورة من أجل أن يعيش المواطن المصري حياة كريمة ووعدنا المجلس العسكري بأن يسلمنا السلطة في غضون ستة أشهر وهو ما لم يتم والأكثر من ذلك أن مصر تسير نحو الأسوأ في ظل حكم العسكر لذا فسأكون أول المشاركين في يوم الخامس والعشرين لأطالب المجلس العسكري بالعودة إلى ثكناته "
في السياق نفسه ترى أسماء العباسي أن التواطؤ والتباطؤ في محاكمة الرئيس المخلوع وأعوانه سيكون سببا في ثورة ثانية في يوم الخامس والعشرين " ليقول الشعب المصري أن ثورته لن تضيع طالما أن الثوار فيهم قلب ينبض "
وشددت العباسي على ضرورة أن تكون الثورة سلمية وأن تستمر سلمية كما بدأت منذ عام وأن يستمر الثوار في اعتصام مفتوح داخل ميدان التحرير حتى تلبى مطالب الثورة التي لم تحقق حتى الآن .
من جانبها قال طارق الخولي عضو ائتلاف شباب الثورة وحركة شباب السادس من ابريل أن " قرار الدخول في اعتصام بميدان التحرير يوم الخامس والعشرين من كانون الثاني القادم أو الامتناع عنه سوف يصدر من داخل ميدان التحرير فى هذا اليوم الذى ستنزل فيه القوى الثورية من أجل المطالبة باستكمال مطالب الثورة ومسيرتها "
ويشير الخولي الى أن ائتلاف شباب الثورة وحركة شباب السادس من نيسان وعدداً من القوى والحركات الثورية اتفقوا حتى الآن على مطلبين رئيسين يتم رفعهما داخل ميدان التحرير يوم الخامس والعشرين . المطلب الأول يتمثل فى تشكيل لجنة تحقيق من عدد من القضاة المستقلين لكشف أحداث وملابسات وقائع قتل المتظاهرين من بداية أحداث الثورة انتهاء بأحداث شارع مجلس الوزراء ومحاسبة المتورطين فيها والمطلب الثاني يتمثل فى التعجيل بالانتخابات الرئاسية وتسليم السلطة لرئيس منتخب فى موعد أقصاه نيسان القادم عبر فتح باب الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية فى الخامس والعشرين من كانون الثاني ليتم إجراء انتخابات الرئاسة بالتزامن مع انتخابات مجلس الشورى.
ويبين أن إصرار القوى الثورية على ضرورة سرعة تسليم السلطة لرئيس وبرلمان منتخبين يأتى نتيجة سوء أداء المجلس العسكرى خلال الفترة الانتقالية وللتخوف من تكرار أحداث القصر العينى ومجلس الوزراء ومحمد محمود مرة أخرى.
في المقابل هناك عدد كبير من ابناء الشعب المصري يرى أن ذكرى الثورة يجب أن تكون مجرد احتفال يتم بعده إخلاء الميدان وإعطاء الفرصة للمجلس العسكري ولحكومة الجنزوري لاستكمال مسيرة التحول نحو الديمقراطية والتي بدأت بالانتخابات البرلمانية .
ومن مؤيدي هذا التوجه حلمي محمد الذي قام بطبع بعض المنشورات وتوزيعها على السيارات والمارة داخل ميدان التحرير يطالب فيها الجميع بالنزول لميدان التحرير للاحتفال بما حققت الثورة من نتائج ثم الإنصراف بعد ذلك دون المساس بالمنشآت العامة أو الصدام مع الشرطة والجيش .
محمد السيد صاحب شركة سياحة في ميدان التحرير يرى ضرورة الاحتفال بمثل هذه المناسبة لكنه يستدرك في الوقت نفسه بضرورة احترام رأي الأغلبية و إخلاء الميدان بعد الإحتفال حتى لا تحدث أية أعمال عنف أو شغب تؤدي إلى الإضرار بمصالح مصر الإقتصادية وخصوصا بعد أن بدأت البورصة المصرية تتعافى من حالة الركود التي كانت تعيشها .
هذا ويعيش المصريون حالة من التخوف والترقب في آن واحد ما سيتمخض عنه الاحتفال بذكرى الثورة وكان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عقد لقاء بينه وبين القوى السياسية أسفر عن ما عرف بوثيقة الأزهر للحريات حيث أكدت القوى السياسية المجتمعة على ضرورة الإلتزام بالفترة الإنتقالية وجعلها تمر بسلام . وقد وقعت القوى السياسية على هذه الوثيقة مؤكدين أنها ستكون ضمانا حقيقيا لعدم حدوث أية أعمال عنف في الاحتفال بذكرى الثورة
هذا ولا يزال ميدان التحرير يشهد حالة من الهدوء الحذر وسط ترقب لما ستسفر عنه فعاليات يوم الخامس والعشرين من كانون الثاني مما جعل المصريين يتساءلون هل هو الهدوء الذي يسبق العاصفة ؟
وفي سياق ذي صلة اعتبر حزب النور السلفي انسحاب محمد البرادعي خطوة تفتح الباب أمام الإسلاميين للوصول بسهولة إلى كرسي الحكم فى مصر حيث جاءت هذه الخطوة بعد صعود التيار الإسلامي والذي معه شعر البرادعي أنه لن يتمكن من الوصول إلى الحكم على حد تعبير الحزب .
من جانبه اعتبر رئيس حزب التجمع المصري الدكتور رفعت السعيد أن البرادعي صحح خطأه بهذه الخطوة وعاد إلى صوابه.
فيما اعرب الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسي والمرشح المحتمل لرئاسة مصر عن أسفه لانسحاب البرادعي من سباق الرئاسة مؤكدا ثقته في أن البرادعي سيعمل جاهدا من أجل تحقيق مصلحة مصر.
من جانبه أكد الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق والمرشح المحتمل لرئاسة مصر أن وجود البرادعي فى المنافسة كان إثراء لها .
كان البرادعى قد أعلن انسحابه من الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية ظهر يوم السبت فى بيان صحافى أكد خلاله أن الربان الذى تولى قيادة سفينة الثورة دون اختيار من ركابها ودون خبرة بالقيادة أخذ يتخبط بها بين الأمواج دون بوصلة واضحة، ونحن نعرض عليه شتى أنواع المساعدة، وهو يأبى إلا أن يمضى فى الطريق القديم، وكأن ثورة لم تقم، وكأن نظاماً لم يسقط، فى إشارة منه الى المجلس العسكرى القائم على إدارة شؤون البلاد منذ تنحى مبارك عن الحكم وحتى الآن.
http://www.beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=893
التعليقات (0)