شبابنا المسلم الواعد و مهمة إحياء تراثنا الاسلامي العريق . فاجعة البقيع انموذجا
الشباب عِماد الأمة، و قادة مستقبلها المشرق، و عنوانها الاجتماعي الزاهر، و سلاحها بوجه رياح للأفكار المنحرفة، فالشباب هم القاعدة الاساس التي تنطلق منها الامة نحو بناء مجتمع صالح يتنعم بكل مقومات العزة و الكرامة الانسانية، فيكما تكون هذه الشريحة تكون الامة، ولعلنا نجد المصداق الحقيقي لهذه الشريحة المِعطاء ما يقدمه في وقتنا الحاضر شبابنا المسلم الواعد من خدمات عظيمة تسعى لجمع الصف العربي و العالمي و توحيد الرؤى و الافكار وتحت عنوان واحد و بغض النظر عن الاختلاف و الانحدار الاجتماعي و المعتقدات، و التوجهات الفكرية لكل شعب أو إنسان أو حتى المجتمع، فمن خلال ما ينشرونه من توجهات عقلانية و تطلعات منطقية تهدف إلى إنهاء مظاهر التدني الفكري و القضاء على دهاليز الشر و ظلمات الفساد و مستنقعات الإفساد الاخلاقي و تحاول السمو بالنفس الانسانية إلى مصاف الاخلاق الحميدة و ديمومة نقائها بالمجالس التربوية الصالحة، و ترويضها بالشكل الصحيح، و جعلها تسير وفق منهاج التربية التي شرعتها السماء، فهذا المشروع الشبابي العريق بتطلعاته المستقبلية ما زال يواصل خطواته الايجابية، و على نسق مستقيم، فبعد أن تصدى لقوى الفكر الضال، و كشف حقيقته للعالم من خلال النقاشات العلمية، و المناظرات التي ألزمت أعداء الدين و المذهب الشريف بالاعتراف بفساد بضاعتهم و عدم الجدوى منها في المجتمعات البشرية، فضلاً عن دورهم الكبير في دفع الشبهات التي ضربت العقلية الانسانية و استخدام المجادلة بالحسنى المدعمة بالبرهان القوي الذي كشف زيفها و ارغمها على ضرورة التخلي عن كل ما تحمله من كذب و زيف و افتراء على الحقيقة و عناوينها الصادقة، و اليوم نرى أن الشباب ذخيرة الحق و أمل الأمة الزاهر ينهض بأعباء رسالته الإصلاحية و التي تستمد أصولها من قيم و مبادئ السماء السامية وقد تجلت آثار تلك المهمة الانسانية الكبيرة ذات المرود الايجابي بإحياء التراث الاسلامي العريق بإقامة المجالس التربوية و تضمينها المحاضرات العلمية و الدروس الاخلاقية و مجالس الافراح و الاحزان ولعل آخرها إحياء ذكرى جريمة هدم قبور أولياء الصالحين و أئمة المسلمين من أهل بيت النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و ذكرى شهادة العبد الصالح عم النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) حمزة بن عبد المطلب تلك الشخصية التي قدمت كل شيء من تضحيات بالنفس و بذل المال في سبيل نصرة الاسلام فضلاً عن حماية خاتم الانبياء و السهر ليل و العمل نهاراً على بعث الأمن و الطمأنينة لعرى الدين و قائده المغوار رسولنا الكريم حتى أن تلك الشخصية لم تبخل بما يحفظ بيضة الاسلام من كل شر و مكروه يحاول النيل منها و بذلك استحق حمزة بن عبد المطلب أرفع درجات الشهداء و نال أسمى رفيع المستويات الايمانية فنال خير الجزاء على ما قدمه من خدمات كثيرة و سجل حافل بالتضحيات الشريفة و لذلك لقبه نبينا الكريم بأسد الله و أسد رسوله (( صلى الله عليه و آله و سلم ) وهذا ما دعا شبابنا المسلم الواعد إلى إحياء تلك الذكرى العطرة و غيرها من المناسبات الدينية و التي هي من صميم تراثنا المجيد فنراهم يقيمون المجالس التربوية و الاخلاقية و التهذيبية التي تعمل على استنقاذ شبابنا من مخاطر الارهاب و مستنقعات الرذيلة و الادمان على المخدرات و الخمور و فحقاً تلك المجالس بما تقدمه من منهاج اسلامي بحت جديرة بقيادة الامة و شبابها نحو بناء القاعدة الاساس لبناء المجتمع الصالح .
بقلم الكاتب احمد الخالدي
التعليقات (0)