القاهرة - صفا - قال القيادي في كتائب القسام الذي اغتيل في دبي مؤخراً محمود المبحوح في مقابلة تلفزيونية أجريت قبل اغتياله بفترة إنه تعرض لثلاثة محاولات اغتيال، قائلاً :إن الأعمار بيد الله.
وأوضح أنه تعرض لمحاولة اغتيال ثانية في الفترة التي اغتيل فيها القيادي في كتائب القسام عز الدين الشيخ خليل في دمشق الذي حملت حركة حماس جهاز الموساد الإسرائيلي المسئولية عن اغتياله في شهر نيسان/ أبريل 2004.
وذكر أن محاولة الاغتيال الثالثة كانت بعد اغتيال القائد العسكري لحزب الله اللبناني عماد مغنية في دمشق في شباط/ فبراير 2008 بنحو شهر، وقال: الحمد لله فإنني أتمتع بحس أمني عالٍ ولا أغفل عن أمني الشخصي، لكن الأعمار بيد الله ومن يختار هذا الطريق يعرف نهايته.
واستعرض المبحوح علاقته بالقائد العام لكتائب القسام الشهيد صلاح شحادة وبدايات العمليات ضد الاحتلال بشكل موجز، وأن شحادة كان يتابع العمليات التي كانت تنفذ ويصدر الأوامر حتى من داخل سجنه، ومنها عمليات الأسر للجنود.
أسر الجنديين
وتطرق إلى عمليات أسر الجنود وكيفية تنفيذها والملاحقة التي تمت عقب التعرف على هويته كمنفذ للعملية والقائد في الكتائب محمد الشراتحة الأسير حالياً لدى الاحتلال بالإضافة إلى زميله الذي أشار إليه باسم أبو صهيب.
وأوضح المبحوح – الذي يتقن اللغة العبرية بشكل ممتاز- أن التخطيط كان يتم لكل خطوة بشكل دقيق لتنفيذ العملية، ومن ذلك أن العمليات كانت تنفذ لقتل الجنود ومن ثم التقدم تدريجياً لتتحول من أجل أسر جنود أحياء.
وأشار إلى أن التخطيط كان يشمل وجود قطعة أرض في مكان زراعي بوجود دفيئات للدواجن أو للفواكه والخضراوات، ويتم حفر سجن سري فيه.
وذكر أن العملية الأولى نفذت باستهداف الجندي آفي سسبورتاس في شباط/ فبراير 1989، حيث تخفى المبحوح وزميله بزي متدينين، حيث أوقفا السيارة له فيما كان ينتظر أحداً ليقله وأجلسوه في الكرسي الخلفي ومن ثم أطلق عليه أبو صهيب النار ما أدى إلى مقتل الجندي.
وقال إنه تم نقل سسبورتاس إلى المكان المتفق عليه، حيث تم دفنه، وأخذ كل ممتلكاته وأوراقه الثبوتية وسلاحه الخاص من نوع أم 15، ومن ثم رحلت المجموعة بشكل طبيعي من المكان.
وأضاف إن محاولات جرت من أجل نشر الخبر والبيان، لكن كافة وكالات الأنباء رفضت ذلك، ومن ثم تم كتابة الإعلان على الحوائط، فيما حاول الاحتلال نشر معلومات كاذبة من أجل معرفة الجهة التي تقف وراء العملية لكنه لم ينجح.
وفي شهر مايو/ أيار من نفس العام، قررت المجموعة تنفيذ عملية أسر أخرى، وتم ذلك بأسر الجندي إيلان سعدون وبنفس الطريقة وذلك عند دوار المسمية- القدس، حيث طلب منهما نقله إلى دوار المجدل.
وتم نقل الجندي في السيارة وقتله أيضاً ودفنه في المكان المعد لذلك، ومن ثم انتقلت المجموعة إلى قطاع غزة عبر الحدود الشرقية وتم وضع السيارة في منطقة جبل الكاشف، شرق بلدة جباليا شمال غزة، حسب المبحوح.
وأوضح أنه كان من المقرر أن يغلق القيادي في القسام محمد الشراتحة الثغرة التي دخلت منها السيارة ويزيل أثرها، لكنه لم يتمكن من ذلك، حيث تزامن ذلك مع اشتباه الجيش بحركة في المنطقة وبدأ الجنود بإطلاق النار باتجاه المنطقة.
وذكر أن المجموعة غادرت المكان وجرى اعتقال الشراتحة بعد ذلك وتعرض لتعذيب شديد للغاية اعترف على إثره على أفرادها فضلاً عن اكتشاف السيارة وإمكانية كشف بصماتهم من قبل الاحتلال، ومنذ ذلك اليوم لم يتمكن المبحوح من دخول منزله بسبب المتابعة الأمنية ومراقبة الاحتلال وعملائه للمنزل.
وبعد معرفة الاحتلال بعد أيام بمسئوليته ومجموعته عن العملية بدأت المطاردة التي تواصلت طوال التسعة عشر عاماً الماضية، وتنقل لمدة شهرين ونصف في القطاع، حتى جاءه القرار بالمغادرة إلى الخارج.
وأعرب عن أمله بأن تتمكن المقاومة الفلسطينية من النيل أكثر وأكثر من الاحتلال الإسرائيلي، وأن هذه الجرائم والمجازر يجب الرد عليها عاجلاً أم آجلاً.
التعليقات (0)