علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
يقول المثل العراقي (نايم ورجليه بالشمس) كناية عن الشخص اللا ابالي وهو مأخوذ من العادة التي ينفرد بها العراقيون الا وهي النوم على السطح تلك النعمة التي افتقدها الكثير من الناس مع دخول التكنولوجيا الحديثة وعصر المكيفات شبه العاطلة لاتساع ساعات القطع غير المبرمج للكهرباء الحكومية مع ارتفاع درجات الحرارة وازيز الطائرات وطنين الذباب ومواويل البعوض!
لم يقل المثل (نايم ورجليه بالقمر)!.
لان التلوث البصري والسمعي وقصف الفضائيات جعل من الحديث عن جمال القمر او تشبيه الحبيبة او (الافعى) بالقمر محض خرافة وترهة من الترهات فما القمر الا صحراء قاحلة يستمد ضوءه من الشمس ليس الا والدليل انه في حالة حدوث الخسوف الكلي او الجزئي تظهر حقيقته ويصبح التغني به كمن يتغنى بفحمة!
مع ذلك فان القمر يرتبط ظهوره واتساعه وتمامه وغيابه بالكثير من المناسك والاحداث بل انه يحظى باحترام الباحثين والعلماء والمتدينين والعلمانيين والبسطاء لذا فقد اولوا عناية فائقة بقمر بغداد وهو يتعرض لخسوف جزئي مساء السبت 16-8-2008 ودخل الخوف قلوب بعضهم وهم يرون اكثر من نصف قمرهم اسود ومن حسن حظ الناس ان الكهرباء مقطوعة لتظهر اهمية قول الشاعر (وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر) فمن يدري كيف يكون حال العراقيين ومدى اهتمامهم بمثل هذه الظواهر الكونية لو كانت الشوارع مبلطة ومفتوحة والانارة متوفرة طوال ساعات الليل والاسواق مشرعة الابواب مترعة بالسلع الرخيصة والازمات محلولة ابتداء من ازمة المحروقات وانتهاء بازمة تيار الحداثة والتسول والتنطع والتبجح واستعراض العضلات الثقافية والمهاترات الاعلامية!
واغلب الظن ان عراقا خالياً من الازمات سيخلو من الشعراء والنحاة والخطباء والنايمين للظهر!
التعليقات (0)