علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
ضمتني منتصف التسعينيات جلسة مع الشاعر فالح حسون الدراجي وسألته عن اسباب منع اذاعة الشعر الشعبي او طباعته بدعوى الحفاظ على سلامة اللغة العربية!
قال لي: لقد سألت هذا السؤال نفسه عند مقابلتي لوزير الثقافة والاعلام السابق الشاعر شفيق الكمالي فاجابني ما مضمونه: لان اغلب الشعراء الشعبيين شيوعيون ولو كانوا غير ذلك لرأيت الشعر الشعبي في المقدمة.
اذكر هذه الحكاية بمناسبة بروز الشاعر رياض الوادي وهو شاعر شعبي بالمعنى الحرفي لكلمة (الشعب) فهو يكتب من قلب الواقع ويعايش الاحداث اولا باول وقد لمع نجمه قبل سنتين في المناسبات الاجتماعية فاذا بقصائده تطبع على اقراص مدمجة وتتداولها الناس لحسها الكوميدي والتراجيدي العاليين وما يميز رياض الوادي هو كثرة استخدامه للمفردات المتداولة البسيطة واسباغه عليها معاني كثيرة بروح ساخرة جريئة فهو لم يتوان عن مهاجمة الارهاب بجميع اشكاله ومسمياته غير ابه للنتائج.
مالفت انتباهي في الاونة الاخيرة وانا امر بسوق الكاسيت في الباب الشرقي هو شيوع اخر قصيدة له التي اهداها للفريق العراقي ومدربه (فييرا) بمناسبة فوزه بكأس امم اسيا فحين تمر في السوق ترى مجاميع من الناس تقف امام محال لتستمتع بقصيدة رياض الوادي وهو يقدم وصفا تفصيليا لمباراة العراق والسعودية خاتما كل مقطع باهزوجة (عمي خلف الله عليك فييرا).
وكم افرحني الخبر الذي نشرته صحيفة الصباح في ملحقها الرياضي يوم الثلاثاء 28/8/2007 اذ ذكرت فيه ان المدرب (فييرا) اتصل هاتفيا بالشاعر رياض الوادي وعبر عن شكره وامتنانه له لانه رفع منزلته في اوساط الشعب العراقي معربا عن امله في ان يلتقي الشاعر في بغداد قريبا. اليست هذه شهادة واضحة على ان الشعر الاكثر صدقا هو الاكثر تأثيرا في النفوس؟
ويتساءل المرء: مَنْ من الشعراء استطاع ان يؤثر في الناس مثلما فعل رياض الوادي برغم صرف ملايين الدنانير على مهرجانات ادركتها الشيخوخة مثل (المرابد) ومن دار في فلكها وهي مهرجانات تفتقد حتى للاستعراضات في ادنى تقدير ولماذا هذا الاصرار على الفشل؟
والامعان في اذلال المثقف والثقافة بدعوتهم الى هذه المهرجانات وعدم القيام حتى بواجب الضيافة؟
التعليقات (0)