شاعر جزائري يذهب إلى الموت بقدميه
ليس مطلوبا منّي أن أبقى شاعرا مدى الحياة
علي مغازي
يقيم الشاعر الجزائري «عادل صياد» بمسقط رأسه في «تبسة»، تأبينية لروحه الشّعرية بحضور مراسلي الصحف الوطنيّة الجزائرية وبعض الأصدقاء من محبّي المرحوم (شعره).
وبمزرعة والده سيقوم صاحب رائعة «أنا لست بخير» رفقة الحضور بقراءة فاتحة الكتاب، ودفن مجموعاته الشعرية وبعض المخطوطات. ليضع بذلك حدّا لتجربة شعريّة تجاوزت العقدين من الزمن. ويقول «عادل» في بيان أصدره الأحد 16 ماي، "... أشعر بالحزن العميق لهذا الفقد فإنّ سعادتي كبيرة باتّخاذ قرار وأد الشّعر جرّاء الأضرار الجسيمة التي ألحقها بي". ويعتقد «عادل صياد» "أنّه من الصّدق الاعتراف بنهاية تجربة وبلوغها مداها". ويضيف في البيان ذاته "ليس مطلوبا منّي أن أبقى شاعرا مدى الحياة، أو متنقّلا بين الأنواع الأدبية اجترارا لنفس الحالة والسؤال".
وإليكم بقية نص البيان:
"لقد عرّفني الشّعر على أصدقاء رائعين وصديقات رائعات، تقاسمنا على مدار عقدين من الزمن مباهج الكتابة ونيرانها، كما اضطرّني لمعرفة أشخاص تافهين متسلّقين، ركبوا الموجة وباعوا شرف الكتابة من أجل فتات المناصب والمواقع. وأحمد الله أنّي بلغت موتي الشّعري وأنا في الثانية والأربعين من العمر وليس في أرذله، وبإمكاني خوض تجربة جديدة، من المرجّح أن تكون في الرواية.
وإذ أشكر والدي السيّد «أحمد صياد» الضابط السامي الأسبق في الجيش الوطني الشعبي على السماح لي بدفن الجثمان الرمزي لشعري بأرض العائلة، وتكفّله بنحر كبش للمناسبة السعيدة، فإنّ الشكر موصول للزملاء من الأسرة الإعلامية المحلية لولاية «تبسة» على أخذهم بالجدّ المطلوب للحدث، وتنقّلهم لعين المكان لإلقاء النّظرة الأخيرة على الفقيد، والشهادة على الواقعة. والشّكر لصديقي «أمير العربي» الذي تكفّل بالشاهد الرّخامي للقبر ونقشه بخطّ جميل للتدليل على ما كان يكنّه من حبّ وإعجاب لكتاباتي الشعرية. عادل صياد /شاعر سابقا.
وفي وقت سابق كان الشاعر «عادل صياد» قد أصدر هذا البيان على صفحته في موقع «الفيسبوك» هذا نصه:
"أيها الأصدقاء، أيّتها الصّديقات.
مثلما لكلّ بداية نهاية،ولكلّ حياة موت كما تقتضي الحكمة الإلهية من الخلق.فإنّني- وأنا في كامل قواي العقلية والنفسية- أعلن عبر هذا البيان عن موت الشّعر عندي، في حادث كتابة أليم، وجرعة كتابة زائدة عن الحدّ باستكمال مقاطع كثيرة من نصّي «أنا لست بخير» والذي سأصدره لا حقا.لقد انتقل الشعر عندي إلى رحمة الله، وإنّني من باب الواجب أن أطلعكم على الأمر، وأتقبّل تعازيكم وتعاطفكم معه.وأنوي إقامة مأدبة تأبين على روح الفقيد في غضون الأيام القليلة القادمة بمسقط رأسي بـ «تبسة»، حيث أنوي تنشيط ندوة صحفية للإعلان عن هذا الموت. ومن باب إكرام الميّت سأقيم للفقيد جنازة رمزية أدعوكم إليها جميعا. فمن استطاع الحضور فإنّ أجره على الله ومن لم يستطع فليتقدّم بتعازيه وطلب الرحمة للمغفور له بإذن الله عبر وسائط الانترنت.
لقد كان الفقيد وبصراحة، رفيقا عزيزا على قلبي..تحمّلته كثيرا مثلما تحمّلني هو أيضا. وكان لزاما أن نصل إلى لحظة الفراق الأبدية. وإيمانا منّي بقضاء الله وقدره أدعو لشعري بالرحمة..إنّا لله وإنّا إليه راجعون. وقد يخلف لي سبحانه هذا الفقد برفيق جديد قد يكون الرواية أو أيّ شكل آخر فأنا لا أؤمن بالجمع بين الأشكال الأدبية في مسار واحد. أرجو أن تأخذوا الأمر مأخذ الجدّ وشكرا لكم مسبقا على كلّ ما ستبذلونه من جهد للتّرحم وإبلاغ من لم يصله الخبر بالأمر. عادل صياد/ شاعر سابقا.
التعليقات (0)