شاعر المليون
تأهّل كويتي وسعوديّ من الحلقة الثالثة وعايض الظفيري أوّل المتأهّلين بقرار لجنة التحكيم... وعامر الحوسني ثانياً...
سهام العدوان تثير ضجة على المسرح ودينا الحايك تطرب الجمهور
مروة كريدية من أبوظبي – 2 يناير 2009
شهدت الحلقة الرابعة من منافسة شاعر المليون منافسة قويّة بين مجموعة ناريّة من الشعراء، عكست قوّة التجارب الشعريّة لشعراء المليون فضمن فعاليّات الحلقة الرابعة، التي تمّ بثّها أمس الخميس على قناة أبوظبي مباشرة، وأُعيد بثّها في أوقات لاحقة على قناة شاعر المليون، تنافس ثمانية شعراء من بيئات عربيّة مختلفة، وقدّموا تجارب شعريّة ثريّة ومتنوّعة، وهم: سعود الحافي العتيبي، سلطان الدوسري، عايض الظفيري من السعودية، سهام العدوان من الأردن، عامر الحوسني من عّمان، فهمي التام من اليمن، مساعد بن جبران من الكويت، محمد منصور آل مبارك من البحرين.
في بداية الحلقة وقبل الإعلان عن نتائج التصويت الجماهيري على ستة من شعراء الحلقة الثالثة، شاهد الجمهور تقريراً تضمن مقاطع من مشاركات الشعراء ومقتطفات من تعليقات لجنة التحكيم، وتمّ بعدها الإعلان عن تأهّل الشاعر الكويتي بدر الضمني بحصوله على أعلى نسبة من تصويت الجمهور ودرجة إجماليّة (60%)، والشاعر السعودي عبدالخالق السلمي بحصوله على ثاني أعلى نسبة من تصويت الجمهور لتصبح درجته الإجمالية (59%), فيما أصبح الشعراء الأربعة الآخرين: المبروك بو درهيبة من ليبيا، سعد زبن وعمري الرحيل من السعودية، ناظم السلمان من سوريا، خارج نطاق المنافسة بعد أن تركوا بصمة مميّزة وذكرى طيبة في قلوب جماهير الشعر ومتذوّقيه.
وكان قد افتتح حسين العامري فعاليّات الحلقة الرابعة بأبيات قال فيها :
اشرقي يا ديرة الشعر وتباهي وانثري ضيّك على شطّ القصيد
لك غلا والله ما مثله.. يضاهي ساكنٍ فينا ومجراه الوريد
وقد حرص الشعراء على الحضور القويّ والأداء المميّز، وشاركوا بنصوص جميلة شكّلت مفاجأة، ونال أغلبها على استحسان وثناء أعضاء لجنة التحكيم، وإعجاب وتصفيق الجمهور.
وتضمّ لجنة التحكيم في شاعر المليون كلاً من : الأستاذ سلطان العميمي، الدكتور غسان الحسن، الأستاذ حمد السعيد، الأستاذ تركي المريخي، والأستاذ بدر صفوق.
ضجة و تنافس حاد :
بداية المنافسة كانت مع الشاعر السعودي الجميل سعود الحافي الذي ألقى نصّاً شعريّاً بعنوان (الأزمة الاقتصاديّة العالميّة) وصفه الدكتور غسان الحسن بأنّه نصّ ثقيل، وأشار إلى الصور الجزئيّة المبتكرة في الأبيات وتجانس هذه الصور الذي جعل جو القصيدة جواً واحداً، وأشاد حمد السعيد بالحضور القويّ للشاعر وترابط أبيات النصّ، ورأى سلطان العميمي أنّ النصّ مميز وحمل كمّاً كبيراً من الشعر، وأشاد بذكاء الشاعر الذي استطاع أن يطرح الموضوع بعيداً عن السطحية، وقال بدر صفوق:" إنّ النصّ متكامل، ووصف الشاعر بأنّه جميل ومتمكّن، فيما أشار تركي المريخي إلى تمكّن الشاعر الذي فتح كلّ الحدود بين المفردات المألوفة وغير المألوفة.
المتشارك الثاني سلطان الدوسري وهو أصغر المتأهّلين سنّاً في النسخة الثالثة، شارك بقصيدة عنوانها (تجارة المشاعر) أشاد بها السعيد ولاحظ أنّ ختام الأبيات الأخيرة خرج عن موضوع القصيدة، وأشار العميمي إلى الصور الشعريّة في الأبيات، ورسالة الشاعر من خلال القصيدة، التي تضمنّت استعارات وكنايات جميلة، ورأى صفوق أنّ التورية في أبيات القصيدة تحمل أكثر من معنى، فيما اثنى المريخي على سلاسة اللفظ، ونصح الشاعر بالنظر إلى الشعر من جميع زواياة، وأشاد الحسن بالتجربة الشعريّة الناضجة للشاعر وأشاد بالجزء الأوّل من القصيدة وما احتوته الأبيات من شاعريّة واضحة، وانتقد ذهاب الشاعر في الجزء الثاني إلى المباشرة في كثير من الأبيات.
ثالث المشاركات كانت مع الصوت النسائيّ الثالث والأخير في شاعر المليون بنسخته الثالثة الشاعرة سهام العدوان، التي أثارت ضجّة كبيرة في المسرح بتجاوزها الوقت المحدّد وإصرارها على إلقاء ثلاث قصائد رغم اعتراض أعضاء لجنة التحكيم وإدارة البرنامج، وألقت أخيراً قصيدة بعنوان (شوقه سجيّه) ورأى العميمي أنّ أبيات القصيدة فيها من الوصف أكثر من التجربة الشخصيّة، وأنّ التكلّف في الأبيات كان أكثر من السلاسة والعفويّة، وعلّق المريخي على قافية القصيدة، وأشار الحسن إلى أنّ القصيدة فيها الكثير من الصنعة الشعريّة، وأن الأسلوب فيها اختلف عدة مرات.
الشاعر العُماني عامر الحوسني كان رابع المتنافسين وشارك بقصيدة عنوانها (الساري) وصفها صفوق بأنّها رائعة بكلّ المقاييس، وعلّق المريخي على تكرار المفردة ورأى أنّها تضرّ بالقصيدة، فيما أشاد الحسن بالقصيدة ورأى أنّها تكرّست في أبياتها الأخيرة وتماسكت بطريقة جميلة، ووصف السعيد الشاعر بالذكي وأشاد بموضوع القصيدة الإنساني، وقال العميمي:" إن نصّ القصيدة محمّل بالكثير من المعاناة والشعر والرمزيّة" وأشاد بالخيال الواضح في القصيدة في بناء الصور الشعريّة.
خامس الفرسان عايض الظفيري، ألقى نصّاً بعنوان" فضّة كلام" ـ أشاد به المريخي وقال:"إن المقدمة مناسبة جداً وقد انتقل الشاعر بشكل جميل وشاعري الى موضوع النص"، وأشار الحسن إلى أنّ النص مليء بالصور الشعريّة الجميلة، وأنّ القافية فيها التزام ما لا يلزم، وأثنى السعيد على النصّ وأداء الشاعر وجماليّة الربط بين شخصيته ومدينة أبوظبي، وقال العميمي:" إن القصيدة رائعة وتحمل الكثير من الشعر رغم ما تحمله من شجن، وفيها الكثير من الصور الشعرية المميّزة".
سادس المتنافسين والمشاركة الثانية من اليمن في هذه النسخة، الشاعر فهمي التام، شارك بنصّ عنوانه (أهل اليمن) علّق عليه الحسن وقال:" إنّ المعنى قليل بالنسبة للشكل الذي كان جميلاً"، وأشاد العميمي بالإلقاء المميّز للشاعر وما احتواه النصّ من شاعرية، وأشار إلى "أنّ النصّ لم تكن فيه السلاسلة التي كنّا ننتظرها"، ورأى صفوق أنّ النص يثبت شاعريّة جميلة جداً، فيما رأى المريخي أنّ النصّ موهبة شعريّة فذّة وأرهق المتلقي في البحث عن المعنى.
المتنافس السابع في الحلقة محمد آل مبارك البحريني الوحيد المتأهّل في هذه النسخة، ألقى قصيدة عنوانها (مدبره .. معتمه) ورأى السعيد أنّ الحس العربي كان جميل جداً في الأبيات، وأشار العميمي إلى أنّ مطلع القصيدة كان ملفت للنظر واستمرت الصور الشعرية في بعض الأبيات ثمّ خفتت الشاعريّة في عدد من أبيات القصيدة، وأوضح المريخي أنّ النصّ لم يستطع احتواء الفكرة، فيما رأى الحسن أنّ النص مفعم بالشاعريّة.
ثامن الفرسان ومسك ختام الحلقة الرابعة كان الشاعر الكويتي مساعد بن جبران، وقصيدة بعنوان (رحلة الفارس الأخير) رأى العميمي أنّها فيها رمزية، ولم تخلُ من الإيحاءات والصور الشعريّة الجميلة، وأشار المريخي إلى أنّ الشاعر نجح في إبراز الصورة الشعريّة، فيما أشاد الحسن بالنصّ المفعم بالشعر، وأوضح أنّ الشكل والمضمون اتحدا في أداء هذه القصيدة المتماسكة.
سيف السعدي يلقي قصائده ...
شارك ضيف الحلقة الشاعر الإماراتي سيف السعدي بفقرة جميلة وممتعة، ورأى السعدي أنّ الإعلام له دور كبير في صناعة نجوميّة وجماهيريّة الشاعر، وأكّد أنّ خمس دقائق في شاعر المليون تعادل خمس سنوات في مسيرة أيّ شاعر،
ثمّ ألقى السعدي واحدة من أجمل قصائده الغزليّة من قصائده المغنّاة.. وأمام إلحاح الجمهور وحسين العامري ألقى السعدي قصيدة غزليّة أخرى أطرب فيها جمهور الشعر ومتذوّقيه، وأضفى وجود السعدي المزيد من الجماليّة والمتعة على مجريات الحلقة.
الفنانة دينا حايك تطرب الجمهور...
كما شاركت الفنانة المعروفة دينا حايك بفقرة غنائيّة جميلة أطربت خلالها جمهور مسرح شاطئ الراحة وجمهور الشعر، وأكّدت أنّ وجودها أمام جماهير الشعر يعتبر إضافة جميلة إلى مسيرتها الفنيّة، وعبّرت عن سعادتها بالمشاركة في فعاليّات شاعر المليون.
لحظة الإعلان عن النتائج
في نهاية الحلقة وبعد أن راهنت الجماهير على شعرائها المفضّلين للتأهّل، ومع الترقب والانتظار، تمّ الإعلان عن تأهّل الشاعر السعودي عايض الظفيري بعد أن حصل على أعلى درجة بتقييم لجنة التحكيم (49 من 50) والتي تعتبر أعلى درجة تمنح لشاعر مشارك في النسخة الثالثة إلى الآن من قِبل لجنة التحكيم، كما أهّلت اللجنة الشاعر عامر الحوسني ومنحته ثاني أعلى درجة ( 45 من 50)، ومنحت الشعراء الستّة الآخرين درجاتها كالتالي : سعود الحافي العتيبي (44 من 50) سلطان الدوسري ( 36) سهام العدوان (28)، فهمي التام (44)، مساعد بن جبران (36)، محمد منصور آل مبارك (36). لينتقل الشعراء الستّة إلى مرحلة التصويت الجماهيريّ الذي يستمر أسبوعاً وتعلن نتيجته مع بداية الحلقة الخامسة يوم الخميس القادم، ويتأهّل من خلاله اثنين من الشعراء الحاصلين على أعلى نسبة من الأصوات.
كما تمّ في نهاية الحلقة الإعلان عن أسماء الشعراء الثمانية المتنافسين في الحلقة القادمة، وهم: أسعد الروابة من سوريا، حمدان المحرمي من الإمارات، رشيد الدهام، زياد حجاب بن نحيت وعلي الحارثي من السعودية، عطية أبو مرزوقه من مصر، محمد شباب القحطاني من قطر، ومشاري المري من الكويت.
الجدير بالذكر أنّ مشروع "شاعر المليون" تدعمه وتنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتنفّذه شركة بيراميديا بإشراف الإعلاميّة نشوة الرويني، ويُعدّه الشاعر والإعلاميّ عارف عمر والشاعر والإعلاميّ إياد المريسي، ويبثّ مباشرة كل يوم خميس على قناة أبوظبي الفضائيّة الساعة العاشرة والنصف ليلاً بتوقيت الإمارات، ويعاد بثّه في أوقات لاحقة عبر قناة شاعر المليون التي تبثّ على مدار (24) ساعة على تردد (11804) ميجا هيرتز على القمر الصناعي عرب سات استقطاب أفقي الترميز (27500) التصحيح ¾، وعلى قمر النايل سات التردد (11919) ميغا هيرتز الاستقطاب أفقي الترميز (27500) التصحيح ¾، والبرنامج برعاية كل من موبايلي وبنك أبوظبي الوطني.
أما جوائز المسابقة فقيمتها للفائزين الخمسة الأوائل (15) مليون درهم إماراتي، حيث يحصل صاحب المركز الأول والفائز بلقب شاعر المليون على خمسة ملايين درهم، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على أربعة ملايين درهم، والثالث على ثلاثة ملايين درهم. إضافة لمنح الفائز الرابع مليوني درهم، والخامس مليون درهم، ويُضاف إلى ذلك جوائز ماديّة قيّمة لجميع الشعراء الـ (48) المتأهّلين في النسخة الثالثة، بحيث يبلغ إجمالي جميع الجوائز (22) مليون درهم إماراتي
التعليقات (0)