مواضيع اليوم

شاعر الثورة فاروق جويدة

الدكتور صديق

2011-07-27 20:18:08

0

فاروق جويدة

ولد فاروق جويدة فى فبراير 1945م بمحافظة كفر الشيخ وعاش طفولته فى محافظة البحيرة وتخرج من كلية الاداب قسم الصحافة عام 1968م وبدأ حياته العملية محررا بقسم الاقتصاد بصحيفة الاهرام... وبالتوازى مع الصحافة برز فاروق جويدة كواحد من أهم الشعراء وله العديد من الدواوين منها (حبيبتى لا ترحلى) و (يبقى الحب) و (للاشواق عودة) و (دائما انت بقلبى) و (لانى احبك) و(شىء سيبقى بيننا) و (طاوعنى قلبى فى النسيان) و (لن ابيع العمر) و (زمان القهر علمنى) و (كانت لنا أوطان) و (اخر ليالى الحلم) و (أوراق من حديقة اكتوبر) فضلا عن مسرحيات شعرية مثلت علامات فى تاريخ المسرح المصرى الحديث (الوزيرالعاشق) و (دماء على أستار الكعبة) و (الخديوى)
ولم يترك فاروق جويدة أى مناسبة أو حادثة لفضح النظام المخلوع وخطاياه ... فهو من سجل مأساة الشباب المصرى الذى اضطر للهجرة غير الشرعية فوقع فريسة لظلمات واعماق البحر بعد ان افترسهم الفساد والظلم وغياب الامل...
ففى قصيدته (أحلام طائرة) يقول :
الموج يجذبني إلى شيء بعيد
و أنا أخاف من البحار
فيها الظلام أنتظر النهار و لقد قضيت العمر.......
أترى سترجع قصة الأحزان في درب الحياة؟
فلقد سلكت الدرب ثم بلغت يوما.. منتهاه
و حملت في الأعماق قلبا عله
ما زال يسبح.. في دماه
فتركت هذا الدرب من زمن و ودعت الحنين
و نسيت جرحي.. من سنين

الموج يجذبني إلى شيء بعيد
حب جديد!
تعلمت الهوى و عشقته منذ الصغر إني
و جعلته حلم العمر
و للأزهار و كتبت للدنيا...
إلى كل البشر
الحب واحة عمرنا
ننسى به الآلام في ليل السفر
و نسير فوق جراحنا بين الحفر..
وهو من تساءل ماذا اصابك يا وطن معلقا على كارثة العبارة (السلام 98) فى قصيدة تدور حول عمى فرج احد الغارقين فى الكارثة ومن بين كلماتها:
يوما تقلـب فـوق ظـهر الحزن
أخـرج صفحة صفراء إعلانا بـطـول الأرض
يطلب في بـلاد النـفـط بعض العاملين
همس الحزين وقـال في ألم‏:‏
أسافر‏..‏ كـيف يا الله
أحتمل البعاد عن البنية‏..‏ والبنين ؟‏!..‏
لم لا أحج‏..‏ فـهل أموت ولا أري
خير البرية أجمعين‏..‏
لم لا أسافر‏..‏ كلـها أوطـانـنـا‏..‏
ولأنـنـا في الهم شـرق‏..‏ بيننا نسب ودين‏.‏
لـكنه وطـني الـذي أدمي فـؤادي من سنين
ويسجل فاروق جويدة اللحظات الفارقة بين الموت والحياة قائلا:
كـل شيء فيك يامصر الحبـيبة
سوف يـنسي بعد حين‏..‏
أنا لـست أول عاشق نـسيته هذي الأرض
كم نـسيت ألوف العاشقين‏..‏
عمي فرج‏..‏
قـد حان ميعاد الرجوع إلي الوطـن
الكـل يصرخ فـوق أضواء السفينة
كـلـما اقـتـربت خيوط الضوءعاودنا الشـجن
أهواك يا وطني‏..‏
فلا الأحزان أنـستني هواك ولا الزمن
عمي فرج‏..‏
وضع القميص علي يديه
وصاح‏:‏ يا أحباب لا تتعجبوا
إني أشم عبير ماء النـيل فوق الباخره
هيا احملـوا عيني علي كفي
أكاد الآن ألمح كل مئذنة
تطـوف علي رحاب القاهره‏..‏
هيا احملوني
كـي أري وجه الوطـن‏..‏
دوت وراء الأفق فرقـعة
أطاحت بالقـلوب المستـكينه
والماء يفتـح ألف باب
والظـلام يدق أرجاء السفينه
غاصت جموع العائدين تناثـرت
في الليل صيحات حزينه
عمي فرج‏..‏
قـد قام يصرخ تـحت أشـلاء السـفينه
رجل عجوز
في خريف العمر من منكم يعينه
رجل عجوز آه يا وطني
أمد يدي نحوك ثم يقطعها الظـلام
وأظل أصرخ فيك‏:‏ أنقذنا‏..‏ حرام
وتسابق الموت الجبان‏..‏
واسودت الدنيا وقـام الموت
يروي قصة البسطاء
في زمن التـخاذل والتنـطـع والهوان‏..‏
وسحابة الموت الكـئيب
تـلف أرجاء المكـان
عمي فرج‏..‏
بين الضحايا كان يغمض عينـه
والموج يحفر قبره بين الشـعاب‏.‏
وعلي يديه تـطل مسبحة ويهمس في عتاب
الآن يا وطـني أعود إليك
تـوصد في عيوني كل باب
لم ضقـت يا وطني بـنـا
قد كـان حلـمي أن يزول الهم عني‏..‏ عند بابـك
قد كان حلمي أن أري قبري علي أعتابـك
الملح كفـنني وكان الموج أرحم من عذابـك
ورجعت كـي أرتاح يوما في رحابك
وبخلت يا وطني بقبر يحتويني في ترابك
فبخلت يوما بالسكن
والآن تبخـل بالكفـن
ماذا أصابك يا وطـن‏..‏.
وخاطب فاروق جويدة القناصة الذين قتلوا الشهداء فى ثورة يناير قائلا:
يا أيها القناص
ثمن الرصاصة يشتري خبزاً لنا
وشبابنا قد سال نهراً من دماء بيننا
لم لا يكون سياج أمن حولنا
هذا الوطن؟
لم لا تكون ثماره ملكاً لنا؟
لم لا يكون ترابه حقاً لنا؟
يا أيها القناص..انظر نحونا
سترى بُطوناُ خاوية
وترى قلوباً واهية
وترى جراحاً دامية
فالأرض ضاقت
ليس لي فيها سند
والناس حولي
لا أرى منهم أحد
حتى الجسد
قد ضاق بى هذا الجسد
وهومن قال على لسان الشهيد:
إني أحبك صدقيني
رغم أن الحزن في قلبي
مليك ظالم
فالسجن بيتي
والأسى سلطاني
كم نمت واليأس العنيد يهزني
فإذا صحوت أراه في أجفاني
كم همت في صمت الشوارع
أسأل القطط اللقيطة
عن بقايا الخبز..عن عنواني
كم طفت فوق موائد الطرقات
تلفظني الشوارع مرة
ويعود يلقيني طريق ثان
لم تسأليني مرة
من يا ترى أبكاني؟
لم تسأليني كيف أصبح
حزن هذا الكون من أحزاني
لم تسألي الوطن الجميل وقد نمت
في وجهه الأحقاد كيف رماني؟
حقي عليه رغيف خبز آمن
وكرامة الإنسان للإنسان
عبثت بنا أيدي الزمان..وأظلمت
فينا القلوب .. وليلها أعماني
عمر لقيط .. وارتعاشة عاجز
وأنين بطن..وانكسار أماني
تلك الرؤوس تهيم في أوكارها
ويصيدنا القناص كالفئران
فأنا شهيدك رغم أني عاشق
ودمي حرام .. وأسألي سجاني
قد جئت يا أمي
لا طلب ثوب عرسي
من يديك بفرحتي
أعطيتني..أكفاني
وفى قصيدته (إرحل كزين العابدين) يقول جويدة مع الثوار:
ارحل كزين العابدين وما نراه أضل منك
ارحل وحزبك في يديك
ارحل فمصر بشعبها وربوعها تدعو عليك
ارحل فإني ما أرى في الوطن فردا واحدا يهفو إليك
لا تنتظر طفلا يتيما بابتسامته البريئة أن يقبل وجنتيك
لا تنتظر أمّا تطاردها هموم الدهر تطلب ساعديك
لا تنتظر صفحا جميلا فالخراب مع الفساد يرفرفان بمقدميك
ارحل وحزبك في يديك
ارحل بحزب امتطى الشعب العظيم
وعتى وأثرى من دماء الكادحين بناظريك
ارحل وفشلك في يديك
ارحل فصوت الجائعين وإن علا لا تهتديه بمسمعيك
فعلى يديك خراب مصر بمجدها عارا يلوث راحتيك
مصر التي كانت بذاك الشرق تاجا للعلاء وقد غدت قزما لديك
كم من شباب عاطل أو غارق في بحر فقر وهو يلعن والديك
كم من نساء عذبت بوحيدها أو زوجها تدعو عليك
ارحل وابنك في يديك
ارحل وابنك في يديك قبل طوفان يطيح
لا تعتقد وطنا تورثه لذاك الابن يقبل أو يبيح
البشر ضاقت من وجودك.. هل لابنك تستريح؟
هذي نهايتك الحزينة هل بقى شيء لديك؟
ارحل وعارك أي عارْ
مهما اعتذرتَ أمامَ شعبكَ لن يفيد الاعتذارْ
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
للأرضِ.. للطرقاتِ.. للأحياءِ.. للموتى..
وللمدنِ العتيقةِ.. للصغارْ؟!
ولمن يكونُ الاعتذارْ؟
لمواكب التاريخ.. للأرض الحزينةِ
للشواطئِ.. للقفارْ؟!
لعيونِ طفلٍ
مات في عينيه ضوءُ الصبحِ
واختنقَ النهارْ؟!
لدموعِ أمٍّ لم تزل تبكي وحيدا
فر أملا في الحياة وانتهى تحت البحار
لمواكبِ العلماء أضناها مع الأيام غربتها وطول الانتظارْ؟!
لمن يكون الاعتذار؟
ارحل وعارك في يديكْ
لا شيء يبكي في رحيلك..
رغم أن الناس تبكي عادة عند الرحيلْ
لا شيء يبدو في وجودك نافعا
فلا غناء ولا حياة ولا صهيل..
ما لي أرى الأشجار صامتةً
وأضواءَ الشوارعِ أغلقتْ أحداقها
واستسلمتْ لليلِ في صمت مخيف..
ما لي أرى الأنفاسَ خافتةً
ووجهَ الصبح مكتئبا
وأحلاما بلون الموتِ
تركضُ خلفَ وهمٍ مستحيلْ
ماذا تركتَ الآن في أرض الكنانة من دليل؟
غير دمع في مآقي الناس يأبى أن يسيلْ
صمتُ الشواطئ.. وحشةُ المدن الحزينةِ..
بؤسُ أطفالٍ صغارٍ
أمهات في الثرى الدامي
صراخٌ.. أو عويلْ..
طفلٌ يفتش في ظلام الليلِ
عن بيتٍ توارى
يسأل الأطلالَ في فزعٍ
ولا يجدُ الدليلْ
سربُ النخيل على ضفافِ النيل يصرخ
هل تُرى شاهدتَ يوما..
غضبةَ الشطآنِ من قهرِ النخيلْ؟!
الآن ترحلُ عن ثرى الوادي
تحمل عارك المسكونَ
بالحزب المزيفِ
حلمَكَ الواهي الهزيلْ..
ارحلْ وعارُكَ في يديكْ
هذي سفينَتك الكئيبةُ
في سوادِ الليل تبحر في الضياع
لا أمانَ.. ولا شراعْ
تمضي وحيدا في خريف العمرِ
لا عرش لديكَ.. ولا متاعْ
لا أهلَ.. لا أحبابَ.. لا أصحابَ
لا سندا.. ولا أتباعْ
كلُّ العصابةِ تختفي صوب الجحيمِ
وأنت تنتظرُ النهايةَ..
بعد أن سقط القناعْ




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !