مواضيع اليوم

شارع المتنبي .. بين المشاكل والهموم .. هم كبير وجهد قليل

شيركو شاهين

2010-10-04 07:26:50

0

شيركو شاهين

sherkoo.shahin@yahoo.com

هو رمز الحركة الثقافية في العراق وهو من اكثر الأسواق التي عانت من الاضطهاد والحصار الأمني ليعبر تعبيرا صادقا عن اسر العقول في زنزانة الوطن , وبعد زوال النظام البائد اختلفت الأوضاع جذريا فحرية الرأي والكلمة ازدهرت وأينعت على آمل ان يتم قطف ثمارها في المستقبل القريب .
في البداية نحب ان نؤكد على ان جميع الذين التقينا بهم اشتركوا جميعا في ان الشارع في الوقت الحالي يعيش افضل أيامه منذ ما يقارب (35 عاما ) وحرية البيع والشراء بعيدا عن أعين كلاب السلطة وسيفها الذي كان مسلطا على رقاب الأدباء واصحاب المكتبات والباعة البسطاء .
لكن هناك بعض النقاط السلبية وبعض المظاهر المضرة بجمالية الشارع قد ظهرت بوضوح في العصر الجديد .

حالة الشارع مؤلمة
الأستاذ نعيم الشطري :
وهو من أصحاب المكتبات القديمة في السوق ومن الأوائل الذين أسسوا سوق الجمعة ويعتبر من أهم المراجع التاريخية الحية للشارع تحدث قائلا : ان لشارع المتنبي تاريخ قديم يرجع الى العصر العباسي حيث كان يسمى بسوق الوراقين واستمر تطور الشارع الى حد يومنا هذا وقد اختلف الشارع بعد زوال النظام وتحول الى اكثر المراكز حيوية بعد ان امتلك حرية البيع والشراء وكذلك فقد اصبح خامس شارع ثقافي في العالم من بينها لندن والقاهرة , ولكن من المآخذ على وضع الشارع الحالي هو الإهمال الواضح فلا أمانة العاصمة ولا البلديات قامت بآي عمل يساهم في تطوير الشارع , فالتصريف الصحي للشارع سيئة جدا واعمال الإدامة والتنظيف معدومة وخاصة وان زيارة وسائل الأعلام زادت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة مما يودي لنقل صورة مشوهة لهاذا الشارع وتاريخه فنرجو الاهتمام اكثر بهاذ الشارع العريق واعتباره من المعالم التاريخية والتراثية المهمة للعاصمة.

السيد عماد عبد الله:
الانفتاح والحرية اكثر ما يميز الشارع بعد زوال الطاغية ولكن من مساؤه الظاهرة هي عدم الاهتمام بالشكل الجمالي للشارع وتراجع الاهتمام به ، ومن ناحية أخرى تفشت ظاهرة بيع المجلات المخلة بالآداب وخاصة من قبل الدخلاء يوم الجمعة لذلك ندعوا لوجود رقابة أخلاقية لمثل هذه الأمور

السيد احمد حسين :
ان موسم الأمطار قادم مما يعني ان الشارع سوف يغرق بسبب مياه المجاري والتصريف الصحي وبما أننا نفترش الأرض فهذا يعني وقف عملنا وقطع الأعناق ولا قطع الأرزاق , ومن ناحية أخرى لماذا لا يتم كل جمعة غلق الشارع بالنسبة لمرور السيارات وخاصة ان المحلات والمطابع مغلقة وذلك لسهولة زيارته وخاصة ان الشارع يزوره الكثير من الأجانب بالإضافة الى المشاكل الكثيرة الحاصلة بسبب ازدحام السيارات .
تحف و أثار على الأرصفة
الحاج آبو علي :
من اكثر الأمور السلبية التي ظهرت بعد زوال الطاغية هي بيع الكتب المخطوطات التاريخية القيمة دون مانع او رادع وهي ظاهرة دخيلة على شارع المتنبي والذين يقومون بها غرباء عن السوق ويشكلون عصابات مما يمنعنا من ردعهم, وبما ان الحدود مفتوحة ويمكن لآي شخص إخراج ما يريد قام العديد من العرب والأجانب بشراء المجلات التاريخية المهمة مثل مجلتي (سومر و المورد) التي تعتبران مرجعا أساسيا للتحف والآثار العراقية وأدى ذلك اختفائها نهائيا عن السوق وهي خسارة كبيرة للثروة الثقافية لذلك ندعوا لمنع إخراج الكتب والمصادر مثلما كان معمولا به في الماضي.
السيد فريد :
من المظاهر السلبية بعد سقوط بغداد وخاصة في السنة الأولى لزوال النظام كانت التحف والآثار تباع( عيني عينك ) على الأرصفة وآنا رأيت بعيني أختام سومرية ترجع الى آلاف السنين تباع هنا , ولحد ألان هذه الظاهرة موجودة لاكنها تباع سرا (من جوه العباية ) لذلك ندعوا لإيجاد محققين سرين لردع هذه الأمور لأنها ثروة البلد وابناء العراق.

وللكتب الدينية حديث
الحاج ابو محمد :
بعد زوال الطاغية انتشرت الكتب الدينية في عموم شارع المتنبي لان اكثر العراقيين كانوا متعطشين لمثل هذه الكتب بسبب منعها من قبل الطاغية , ولاكن من المآخذ عليها قيام بعض المطابع بطباعة كتب مدسوسة الى شيوخ ومرجعيات ليس لهم علاقة بها لامن قريب او بعيد مستفيدين من عدم وجود جهات مسؤولة عن التدقيق في الكتب قبل طرحها في المكتبات الغرض منها هو الربح المادي فقط ,لذلك يجب على القارئ التأكد من صحة الكتاب قبل شرائه .

السيد أب أذر إبراهيم :
مع الآسف ظهرت في السنة الأخيرة كتب دينية مدسوسة تدعو لنشر ثقافة الإرهاب وتشجيع التناحر بين المذاهب والطوائف المختلفة, البعض منها كان موجود قبل زوال الطاغية ولكنها ممنوعة من تداولها علانية, والقسم الثاني قد جاء بعد زوال النظام وخاصة من الدول المجاورة التي تتمنى تفشي العنف في العراق , ومن هذه الكتب على سبيل المثال بعض كتب السلفيين والوهابية التي تدعو جهارا لمحاربة الشيعة وتكفيرهم بطرق عجيبة .
وللمكتبات همومها
السيد عمار :
صاحب مكتبة راقية من حيث الكتب والمراجع الرزينة في كافة الاختصاصات تحدث قائلا : ظهرت في الفترة الأخيرة وعند مشاركتنا في بعض المعارض الحكومية ان السلطات منعت بعض الكتب والعناوين من المشاركة وطبعا بدون تعليل مقنع وهذه بادرة لرقابة فكرية قد تنمو لتعيد السوق الى سابق عهده ,ومسالة أخرى نعاني منها هي ان الدولة أقرت قانون الإعفاء الضريبي عند استيراد الكتب وغيرها ولاكن مع الآسف فان المعابر الحدودية تفرض علينا رسوم تحت مسميات مختلفة كل مرة كان آخرها (إعادة أعمار العراق) والمشكلة ان هذه المبالغ المستوفاة بدون وصولات استلام مما يعني أنها لوي لذراع التاجر وهذا كله له تأثير سلبي على سعر الكتاب ونوعيته.

 

السيد خليل جمال :
فقدان سلطة لحماية أصحاب المكتبات والمطابع فنحن نتعرض أحيانا لبعض التهديدات بخصوص كتب معينة معروضة لدينا مثل الكتب الدينية والسياسية مما يضطرنا للنزول عند أوامرهم خوفا من العواقب .
وللطلبة آرائهم
الطالب احمد الجبوري هندسة كهرباء ):
اعمل في بيع وشراء الكتب خاصة أيام الجمع وقد اصبح سوق الكتاب العلمي رائجا في الشارع اكثر من قبل خاصة بعد سرقة الكتب وحرقها وقد ساعدت قوات الائتلاف الجامعات بتوفير احدث المصادر أهمها ولكن لم تكن كافية لتغطية حاجة الطلبة , وآنا كطالب قبل ان أكون بائع اطلب إدارة المكتبات باستنساخ الكتب وزيادتها داخل المكتبات وذلك لكي نرفع عنهم مصاريف شراء الكتب واستنساخها .

الطالب مهند إسماعيل : (كلية إدارة واقتصاد)
يحتاج الطالب لمصادر معينة ولكن لفترة محددة من السنة ثم تسقط الحاجة لها والمشكلة عند رغبة الطالب لمصادر يصدم بان سعر الشراء الكتاب يختلف كثيرا عن سعر البيع (أبيع لك ذهب واشتري منك فضة) لذلك آنا اعمل سمسارا لتبديل الكتب بحكم علاقتي بطلبة الجامعات والباعة في السوق مع إضافة هامش ربحي بسيط على كل كتاب , لذلك أتمنى من الأساتذة الآخذ بهذا الموضوع بعين الاعتبار بدل إجهاد الطالب في البحث عن مصادر قد لا تنفعهم آلا في كورس معين ثم تسقط الحاجة أليه بعد ذلك.
الخاتمة
شارع المتنبي لا يتجاوز طوله ( كيلومتر واحد ) يعاني من إهمال شديد من الناحية الاعمارية واصبح ارض خصبة لبيع التحف والآثار ما ظهر منها وما بطن آما الكتب والمراجع النفيسة فهي آخذة في الاختفاء رويدا وقد آثرت به أيضا ظاهرة الإرهاب الفكري والكتب المحرضة على العنف والاقتتال , هذه المشاكل بعضها كان موجود وقت الطاغية وبعضها ظهر بعد عمليات تحرير العراق ولكن المهم هو ان ينظر المسئولين والمعنين بجدية لحل هذه المشاكل وان يظهر الشارع بأبهى صورة وان يكون فعلا رافدا لنشر ثقافة التطور وبناء قاعدة ثقافية لبناء المجتمع وان يكون مثالا يحدثا به بين اغلب دول العالم .

نشر بتاريخ 5/3/2006




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !