مواضيع اليوم

سٌنة وشيعة

Riyad .

2016-06-20 16:03:42

0

      سٌنة وشيعة

لظروف فكرية وسياسية أنقسم المسلمون لشيع وفرق وبات الانقسام والتوالد أمرٌ عادي فالمجتمعات متعددة متنوعة ولا يقف ضد ذلك عاقل , لم يحكي لنا التاريخ القديم أن صراعاً حدث بين المسلمين لأسباب مذهبية أو طائفية وهذه ليست سابقة بل في تاريخنا الاسلامي النبوي لم يقتل الرسول عليه الصلاة والسلام المنافقين رغم عداوتهم وبغضهم للإسلام وأهله , تلك الحقيقة لم تصمد طويلاً بل انهارت أمام الصراعات السياسية التي وظفت كل شيء وحولت التعددية المذهبية والطائفية لأدوات صراع دموي بغيض وهذا حدث قديماً ويحدث مؤخراً خاصةً بعد الربيع العربي الذي لم يزهر بعد , أكثر طائفتين حضوراً على الساحة الاجتماعية والسياسية والفكرية هي الطائفية السٌنية والطائفة الشيعية طائفتان لهما ثقل ووزن وحضور وتشغلان مساحة لا يٌستهان بها من النسيج الاجتماعي للبلدان والمجتمعات , كل طائفة تلعن أختها لسببٍ بسيط وهو تحول الصراع الكلامي الذي حوته المؤلفات والكٌتب أبان العصر العباسي ونشئت علم الكلام في تلك الحقبة إلى صراع دموي وتصفية حسابات فكل فئة تٌريد إلغاء الأخرى بأي طريقة ووسيلة وكل فئة تلعن الأخرى , السبب هو التشدد والتطرف الذي أصاب عقول بعض السٌنة وبعض الشيعة وتوظيفهم للإسلام السياسي لتحقيق أحلام وخيالات ما أنزل الله بها من سٌلطان , الإسلام السياسي السٌني يقوم على دينية الدولة بمعنى أسلمة الجميع على منهج واحد وإدارة الدولة على منهجية الفئة الواحدة الحاكمة المتحكمة في القلوب والعقول والثروات الخ , والحال كذلك ينطبق على الإسلام السياسي الشيعي .

هنالك دعوات متفرقة للحوار بين السٌنة والشيعة والهدف منها ليس وضع اليد على الجرح وتصحيح مسار المجتمعات وتحقيق الوئام والسلام بل تخطئة الأخر وإرغامه على الدخول في الإسلام من جديد , السنة والشيعة ليسوا بحاجة لحوار لا منطقي بل بحاجة لوأد للصراعات والخلافات البغيضة التي لولا الظروف السياسية لم تكن لتوجد وبحاجة لتجفيف منابع التطرف والتشدد الفكري الذي يٌغذي التباعد والتباغض وقبل هذا وذاك بحاجة للتعايش والتسامح داخل الوطن الواحد والأمة الواحدة تعايش وتسامح بلا تمييز أو تفرقة وأساس ذلك كله الدين لله والأرض للجميع , هذه الأمنية لن تتحقق في ظل بقاء الصراعات السياسية والطائفية الدموية مشتعلة ولن تتحقق في ظل بقاء المتطرفين والمتشددين يعيثون فساداً بالعقول ويهيمون يمنةً ويسرة , فالمسألة بحاجة لوعي وصبر وبداية جادة ركنها الأساسي المواطنة ونبذ كل من يوظف الطائفية والمذهبية والدين توظيفاً سياسياً مصلحياً لأهدافِ هلامية لا تجني من ورائها المجتمعات أي فائدة فمتى تتحقق هذه الأمنية لتبقى المجتمعات سٌنة وشيعة وما إلى ذلك في مأمن من القتل والتكفير والتفسيق والتخوين والتوظيف الدموي البغيض !




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات