تندفع السيول مع بطون الأودية بقوة ، فتقتلع الشوارع من مكانها حتى لم يبقى لها أثر ، وكأنها لم تكن من قبل ، وتحشُر السيارات بمن فيها في زاويا متفرقة وكأنها نفايات لعب أطفال بعضها فوق بعض ، وتدفن المئات من الناس الغرقى ، وتدمر كل ما في طريقها من الممتلكات .
ثم وبعد كل هذا ، يعاد رصف بعض الشوارع تماما كما كانت دون تغيير ، ويغلق بعضها ، وما يزال البعض الآخر يستخدم مكانه حتى أنه ليُقال :
كان هنا " أسفلت " !
ويعود السكان بعد إيوائهم لبضعة أسابيع إلى منازلهم المتضررة
وكأن شيئا لم يكن ! .
وحينما تثير تلك المشاهد السؤال لدى أحدهم بأدوات
استفهامية وتعجبية متعددة .. كيف ؟ ولماذا ؟ وماذا بعد ؟
وعجبا ! و...... غريبة .!! يشعر بعد الشعور باستعصاء
فهم ما يحدث بشيء من تأنيب الضمير ، يشعر بعده بقشعريرة
جسدية فيُخيّل له أن مناديا داخليا يؤنبه على التفكير بمثل
هذه التساؤلات والتعجب قائلا : يا أخي ، ربما تم الاتفاق على
بروتوكول سري يقضي بتوقيع معاهدة " سيلسولية " يتعهد السيل
بموجبها بعدم التعرض مرة أخرى لحياة المواطنين وممتلكاتهم
وألا يعتدي مرة أخرى على أي ( هذال ) آخر حتى لو لم تتوفر
له أدوات السلامة .
تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com
التعليقات (0)