مواضيع اليوم

سيول جارفة

محمد ابو طبق

2009-12-15 21:28:35

0

سيــــــــــــول جارفـــــــــــة

في أوتار قلبي لحنت أجمل الألحان على الطريقة الكلاسيكية لأنها دائما تبقى حيـــــة لا تموت حتــــي ولو مضت عليها قرون وقرون فالملاذ الأخير بالرجوع إلى القواعد القديمة.
وفي أوتار قلبي أيضا صممت أجمل الأغاني وهي كلمات هادئة رزينة، كلمات تبعث روحك إلى التحليق بين طيور النورس بكل تقل العشق والحب العفيف.
وبين هذه الأوتار لمسات حزينة تعم أجواءها في شبه حلم في لحظة شوق وفي لحظة ارتيــــــاح عسى أن تأخذ هذه الألحان طريقها نحو القلب كي تزج بالأحاسيس في سجن يتحمل الهزات.
وفي أوج استعدادي للبداية كانت النهاية.
تمزقت فجأة تلك الألحان، وتبعثرت فوق قمم الجبال، كي لا أجد للصعود وسيلة إلا بعد فوات الأوان، لكن تكسرت الأجنحة وسقط الطائر الحزين جريحا بين ألسنة اللهب.
إن حاولت الشرح فهل سيقبل شرحي؟
إن حاولت الشرح هل يمكن فهمي؟
إن حاولت الشرح هل يمكن استيعاب أفكاري؟
لكن لا مع كل الأسف.
هذا واضح.
كم استفزني شعوري نحوه ووجدته باردا.
كم اعتصمت أجزائي عن محاكاتي فرضخت لها ولم يكن سوى باردا.
كم غرتني النظرات لكنها لم تكن سوى باردة
والأكيد أنها الحرب الباردة داخلي تعم نواحي دربي وتتخطى الوصول إلى النهاية.
ونعم كانت النهاية.
نعم كانت النهاية ويا لها من نهاية.
كجبل مكسو بغطاء ثلج بمعنى أنه زائف والحقيقة داخل الغطاء.
كسماء مغطاة بحرير السحاب والحقيقة تكمن في انتشال هذه السحب.
كنظرة مستعارة تحملك فجأة إلى ممرات غريبة ومزينة لكن هذه النظرات ذات طابع زائـف كونها ليســـت الحقيقة.
الكل يعلم أن الرياح تظل تداعب أوراق الشجر، لكنها غير مخلصة كونها تداعب غيرها، والكــل يعلــم أن النظرات غير مخلصة كونها لا تخص شخصا واحدا بل تخص الجميع.
والأكيد أن الحقيقة تكمن في العمق.
الآن أريد أن استفيق من سباتي الذي بمداعبته تجرفني إلى سيول تحملني من مكان إلى مكان والأكيــد أن نهايتها غير محدودة.
يجرفني هذا السيل بجراح غائرة إلى تحمل ما ليس لي، وليس نسيان ما هو لي.
ليتني أستفيق اليوم من هذا الحلم المزعج الذي دخلته دون قصد ولم أكــــن أي شيء فيــــه، لا كلمـات ولا أحاسيس لا مفاجئات ولا حتى نظرات والأكيد أني كانت فترة عصيبـــة مرت وحــان الوقت آن تذهب وكم يحزنني أن أعلم بأني لم أكن شيئا، بل كنت مجرد لحظة غطت فترة من الزمن والأكيد أن الخطأ ليس بخطاه بقدر ما كان خطئي حين رميت بنفسي وسط دواسة الزمن الدي لا يعترف بالحب البثة.

توقيـــــــــــــــــــــــــع

رشــــــــــــــاد الرايـــــــــس

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات