مواضيع اليوم

سينما نبيلة

علي جبار عطية

2014-01-15 12:33:27

0



علي جبار عطية
الأربعاء 11-12-2013
    طباعة المقال      Print

هل يمكن ان ينجذب المرء لفلم بالاسود والابيض وصامت انتج قبل نحو (85) سنة!
هذا بالضبط ما حصل معي الاسبوع الماضي حين شدتني الشاشة الفضية الى رائعة من روائع الفنان والمفكر شارلي شابلن وذلك من خلال فلم (اضواء المدينة) الذي بدأ العمل به سنة 1928م وعرض سنة 1931.
 والمدهش في هذا الفلم ان تأثيره على كاتب السطور هو نفسه في اغلب مراحل عمره الطفولة والصبا والفتوة والشباب والرجولة وفي الطريق الى الكهولة!
لا ادري اين اتوقف ؟  فالقصة البسيطة تتحدث عن بائعة زهور فاقدة للبصر تتعرف على متشرد وتبث له معاناتها فيتطوع بجلب مال بأية وسيلة لتجرى لها عملية ناجحة بينما يقضي مدة من حياته في السجن فاذا خرج ومر  بمحل الفتاة لم تعرفه وكانت تظن  ان لوردا من اللوردات ساعدها!
 ولا تدري ان الصعلوك المتشرد الذي يضحك عليه الاطفال والمارة هو نفسه صاحب اليد الكريمة.
ان اشد المشاهد تاثيراً هو ذلك المشهد الذي تتعرف فيه الفتاة على المتشرد من خلال اعطائه وردة فتقول له بدهشة (انت) فيرد عليها : هل ترين جيدا؟
انه بالفعل مشهد انساني مؤثر جدا لا يتمالك المرء نفسه من شدة الانفعال وذرف الدموع .
هل يتحدث المرء عن لقطات الفلم المعبرة عن الثراء الفاحش والفقر المدقع ام يتحدث عن مهارة الممثلين فلا تشعر بانهم يمثلون.
 ثم الاهم من ذلك القضية الانسانية الجوهرية التي يطرحها الفلم وهي انه يمكن مد المساعدة للاخر المحتاج قدر المستطاع وما كانت هذه الرسالة  لتصل لولا براعة فنان شامل وصاحب فكر متقدم على زمانه الا وهو  شارلي شابلن الذي يظل شاغل عشاق السينما الى زمن طويل لانه كان يقرن افكاره النبيلة بلغة سينمائية راقية ويتساءل المرء  ترى ماذا لو عاش شابلن حتى زمننا وبأي لغة سينمائية سيخاطب جمهوره؟
 وهل يمكنه أن يشد المشاهد الذي تشتت عقله وقلبه أمام قصف مستمر للفضائيات وأفلام الحركة والرعب والجنون!
 المظنون انه سينجح في أن مخاطبتهم بأرقى اساليب المخاطبة لانه يحترم عقل المشاهد ويراهن على وعيه وهذا ما نفتقده في الكثير من متابعي الدراما حاليا الذين تغير مزاجهم نحو المسلسلات الصابونية الطويلة الامر الذي يجعل صناع السينما الجادة ينتجون أفلامهم للمهرجانات وحسب مقاسات النقاد وهذا تحول ليس في صالح الفن السابع !





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !