ياه .. أخيراً .. بعد طول انتظار على جمر النار .. والملايين من الجماهير تتلهف شوقاً وتتحرق جمراً .. وتشرئب أعناقها انتظاراً لهذا القرار الحكيم الذي سوف يصب حتماً في صالح مصر القيادة والريادة وقلب العروبة النابض ..
أخيراً فإن المجلس الأعلى للجامعات سيتخذ قرارا في اجتماعه المقبل بالتوصية (بإغلاق ) قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية، وهو القسم الوحيد في جامعات مصر الذي يقوم بتخريج مهندسي الطاقة النووية .. لماذا يا سيد ؟!.. بسبب ارتفاع الأصوات التي تقول إن هذا القسم يكلف الجامعة أعباء مادية، وأنه لا يحظى بإقبال من طلاب الهندسة لأن خريجيه عاطلون عن العمل.. حيث تنتشر البطالة بينهم، فالدكتور منير مجاهد مدير موقع الضبعة النووي يؤكد أن الراتب الذي يحصل عليه الباحث بهيئات المحطات النووية ضئيل جدا ولا يكفي ثمن أربعة كيلو لحم، حيث يتقاضى 200 جنيها شهريا، مضيفا أن هيئة المحطات النووية مدينة لبنك الاستثمار منذ فترة طويلة، فنحن نتلقى تمويلنا ورواتبنا كقروض من هذا البنك وأصبحت هذه الهيئة مدينة بدلا من أن تكون منتجة، وأضاف: إذا نظرنا لوضع علماء الطاقة في مصر لأمكننا إدراك حجم المأساة، فعدد العلماء قليل ولا توجد منح أو بعثات لشباب الباحثين ولا أجهزة والمعامل بمعامل الطاقة الذرية في حالة خراب تام، ما دفع بالعديد من أبرز علماء الطاقة النووية المصرية إلى الهجرة، وتابع: المخزي أن دولة كالهند بدأت مشروعها النووي في الخمسينات في نفس الوقت الذي بدأنا فيه مشروعا وأصبحت تملك الآن 14 محطة نووية بالجهود الذاتية، كذلك كوريا الجنوبية وباكستان وغيرها.
وعلى ما يؤكد، فإن فهناك نحو 200 عالم مصري يشغلون مناصب مهمة في مشاريع الطاقة النووية بالولايات المتحدة وكندا وأوروبا، منهم الدكتور محمد الوكيل رئيس قسم الهندسة النووية بجامعة وسكنسون الأمريكية، والدكتور ممدوح شكري نائب رئيس جامعة ماكستم الكندية، والدكتور على مرتضى أحد أكبر القيادات بهيئة الطاقة النووية بكندا، والدكتور محمد الجنك رئيس قسم الطاقة النووية بإحدى جامعات كاليفورنيا، إضافة إلى 9 علماء في قسم الضمانات بالوكالة الأمريكية للطاقة الذرية، من بينهم الدكتور عادل طلبة والدكتور إبراهيم العسيري والدكتورة رندا حجي.
وقال متحدثا عن قسم الهندسة النووية بجامعة الإسكندرية، إن هناك من يريد تدمير هذا القسم الذي يقبل أضعف طلبة عن طريق التنسيق الداخلي ويقبل طلبة "شايلين" مواد ويدخلون القسم بدون رغبتهم، وأشار إلى أن هذا يأتي في الوقت الذي تعاني فيه هيئة الطاقة النووية من تآكل الطاقة البشرية بين العاملين فيها، بسبب تقدم عمر الباحثين بالهيئة وخروجهم على المعاش، وعدم وجود رافد جديد..
وتحدث مدير محطة الضبعة النووي عن كيف حولت الحكومة موقعا كان من المفترض أن يكون نوويا إلى منتجع سياحي حدث هذا عام 1984، حين تحول موقع سيدي كرير الحكومة إلى منتجعات سياحية حاولت، وقد حاولت تكرار الأمر مع موقع الضبعة النووي في عام 2004 إلا أن الرأي العام تصدى لهذه المحاولات...
(200ج) مائتي جنيه مرتب (مهندس الطاقة النووية ) في مصر .. يا بلاش .. في حين كشفت الأخبار عن تقاضي (الممثل) نور الشريف و(الممثل) يحيى الفخراني (14000000ج) أربعة عشر مليون جنيه بواقع سبعة ملايين جنيه لكل منهما نظير تمثيل "تمثيلية" شهر رمضان المبارك .. أجرة تمثيلية في شهر رمضان 7000000ج سبعة ملايين جنيه .. بينما مرتب عالم الطاقة النووية 200ج مائتي جنيه في الشهر.. حسبناها بالآلة الحاسبة لقينا أجرة الفنان نور الشريف أو الفنان يحيى الفخراني توازي مرتب 35000ج خمسة وثلاثين ألف شهر من مرتب مهندس الطاقة النووية ..
ولو طمع مهندس الطاقة النووية في مصر في الحصول على أجر أحد الفنانين السالفين فعليه أن يعمل بدأب وجد واجتهاد ومثابرة ومذاكرة لمدة 2916عام نعم (ألفان وتسعمائة وستة عشر عاما) وربما يكمل الثلاثة آلاف عام لو حدثت جزاءات أو خصومات من مرتبه طوال هذه الفترة .. بما يعني أن الممثل في مصر يتقاضى أجرأ عن مسلسل مدته شهر واحد ما يوازي مرتب مهندس طاقة نووية لمدة ثلاثة آلاف عام بالتمام والكمال ..
علشان كده المجلس الأعلى للجامعات المبارك فطن بكل ذكاء وحنكة لهذا الموضوع .. وقرر إنه يغلق موضوع النووي من أصله .. ويحولوا الضبعة إلى منتجع سياحي يشمل مدينة انتاج إعلامي وتمثيل وحاجات تشرح القلب .. وبالمرة يشغلوا مهندسين الطاقة النووية "كومبارس" ودوبليرات وظيفتهم ينضربوا بدال الممثلين .. وربما "يتباسوا " مكان الممثلات المحجبات .. وربما يموتوا تحت عجل العربيات بدال كبار الفنانين .. وإيه يعني لما يموت 10 من مهندسين الطاقة النووية الكومبارس في الفيلم الواحد .. ثمنهم ألفين جنيه ثمن قزازة مزاج لزوم الفن ..
وبذلك تكون صناعة السينما النووية في مصر هي الصناعة الرائدة التي تفوق جميع برامج أمريكا وإسرائيل وإيران والهند وباكستان النووية . .. وقالها الزعيم من غير ما يحلف .. عمر الزعيم ما يقول ويخلف .. والزعيم هنا طبعاً عادل إمام في مدرسة المشاغبين لما قال :( العلم لا يكيل إلا بالبدنجان)!!
وفعلاً كلامه صح .. وبما إننا بلد الأمثال .. وعلى رأي الشاعر الحكيم الذي لا أعرف اسمه ..
يا بلدنا يا عجيبة .. فيكي حاجة محيراني
نزرع "القمح" في سنين .. يطلع "القرع" في ثواني
ولا أراكم الله مكروها في "مهندس نووي" لديكم !! ..
التعليقات (0)