سينما العاهرات
الفنون وسيلة تقارب وتعارف وتواصل وفهم للأخر ترسل رسائل بلا حواجز أو خطوط , تدفع المجتمعات نحو المعرفة عبر التحفيز وتسليط الضوء على الإبداع , مميزات كثيرة للفنون فهي الواقع والحلم والمستقبل وهي صورة المجتمع المصغرة بأحلامة وطموحاتة وقضاياه . من الفنون هناك الفن السابع الذي أخذ تسميته من إستخدامه للصوت والصورة في وقت واحد وجعلها في شريط خلوي , أنها السينما التي فتحت أبواب كثيرة وأغلقت أخرى , وحلقت بالمجتمعات في فضاءات متعددة , فن يعيش على إبداع المبدعين ويموت بضربات الدخلاء , فن أصبح صنعة من لاصنعة له بعدما كان أداة ووسيلة تسلط الضوء على تفاصيل دقيقة داخل المجتمع الواحد , ذلك الفن " السينما" يغيب عن مجتمعات لأسباب ثقافية ضمن سياق فكري محدد ويتواجد بمجتمعات اصبحت رائدة في صناعة السينما وتحفيز الأخرين , من المجتمعات الرائدة في تلك الصناعة على مستوى الإخراج والإنتاج والعرض والتأليف وتأدية الأدوار المجتمع المصري الذي يحلق في فضاءات المعرفة والإبداع والفنون منذ أن وجد على أرض البسيطة , السينما المصرية فتحت شهية المبدعين منذ أن قدم أول عرض سينمائي بمقهى زوانى بالإسكندرية عام 1896م وتتابعت العروض حتى وصلت لقمة وهجها في الستينات الميلادية من القرن الماضي فتناولت السينما قضايا الفقر والفساد والسياسة والمشاركة الشعبية والبطالة وتعقيدات الحياة والأبواب المغلقة للمجتمع حتى وصل الأمر لأن ظهور جيل الواقعية الجديدة في الثمانينات الميلادية من القرن الماضي جيل تغلب على كثير من التقاليد الإنتاجية وصنع خط جديد في عالم ممتليء بالنماذج والمدارس الإبدعية , فكانت النتائج مذهلة على صعيد الإنتاج وعلى مستوى الأفكار , تلك المحطات الماضية لم تكن بمنأى عن دخلاء الصناعة الإبداعية فكانت مشاهد الإغراء الجنسي تطغى على بعض الأفلام , وكانت بعض الأفلام تدور في فلك الجنس والخيانات الزوجية والمغامرات العاطفية والجنسية بل أن بعض الأفلام قدمت المرأة المصرية على أنها إمرأة عاهرة لا يهمها الإ الجنس وبيع العرض في سوق النخاسة بثمن بخس أو بلقمه سائغة المذاق ! ليست الأفلام القديمة وحدها أفلام الستينيات والثمانينيات فقط بل حتى الأفلام الحديثة ركزت في مجملها على الأجساد لا على القضايا وتلك هي نواتج الدخلاء الذين أوجدوا بيئة فنية بعيدة كل البعد عن الإبداع , بيئة تشوه التاريخ وتشوه الوسيلة , وتقدم صورة مغايرة عن المجتمع المصري الذي بات متيقظاً ومناهظاً لتلك الحفنة من دخلاء الصناعة والإبداع . فيلم حياة روح الذي تقوم بدور البطولة فيه المغامرة هيفاء وهبي لن يكون الأخير كما أنه ليس الأول في عالم الإثارة والجسد وقلب الحقيقة وتصوير المرأة المصرية في صورة العاهرة الباحثة عن كل شيء في هذه الحياة بوسيلة الجنس لا بالمعرفة والصبر , فنقابة السينمائيين غائبة عن الواقع غياباً كاملاً مشلولة العقل مقطعة الأوصال , فدخلاء الفن يرتكبون جريمة بحق نسيج المجتمع الواحد وبحق تاريخ أمة عظيمة جريمة متستره بستار الإبداع والحرية , وهي في الحقيقة جريمة أخلاقية ليست من الإبداع ولا من الحرية , "بإمكان المبدع مناقشة أي قضية مهما بلغت حساسيتها باسلوب لا يسيء للمجتمع ولا للقضية لكن الدخيل لا يجيد ذلك الأسلوب "يتساءل البعض أين دور الرقابة وأين النقابة عن سينما العاهرات التي صورت وتصور المجتمع المصري على أنه عاهر بلا شرف وأين المبدعين الحقيقيين عن تلك الفيروسات التي باتت تهدد تاريخ فني كبير وعريق وأين مقص الرقيب الذي بات يشاهد الخلاعة والإساءة دون أن يتحرك , وأين الصحافة الفنية النقدية عن كل ذلك فسينما مصر الإبداعية تحولت شيئاً فشيئاً لسينما عاهرات ؟؟
التعليقات (1)
1 - أصلحك الله
مصطفى فهمى - 2014-05-01 05:24:39
أستاذ /رياض أصلح الله حالك ...من يقرأ ومن يسمع ؟ هؤلاء الناس صاروا يتمتعون وياكلون كما تأكل الأنعام ...وأنت تعرف الباقى ....تحياتى لك على غيرتك الصادقة