كنا قد بحثنا موقف الولايات المتحده الامريكيه من صعود الصين كقوه عظمى ،وكيف بدأت الصين عصر التحولات الكبيره التي جعلتها لاعب مهم على الساحه الدوليه ،وكيف ان الصين قد ارتقت السلمه الثانيه للوصول الى العرش العالمي في مجال الاقتصاد والذي تحتله اليوم الولايات المتحده الامريكيه لكن هذه المرتبه العاليه في الاقتصاد العالمي الا تحتاج لقوة عسكريه تمتلك اسلحه متطوره لتحميها خصوصاَ وانها اصبحت تماهي الولايات المتحده الامريكيه لذلك اعتقد انه من المفيد ان نبحث في القوه النوويه الصينيه وبرنامجها الفضائي والعقيده العسكريه للصين،لكن قبل ان نتطرق للبرنامج النووي الصيني لابد من ان نتطرق لأحدث تقرير حكومي صيني حول التقدم الوطني في مجال الامن النووي في الصين فقد احرزت الصين تقدما ملحوظا في تحسين الامن النووي, وفقا لتقرير صدر تحت عنوان " تقرير التقدم الوطني في الامن النووي لجمهورية الصين الشعبيةProgress Report on The National Nuclear Security of The People s Republic of China" وذلك خلال قمة الامن النوويNuclear Security Summit , www.thenuclearsecuritysummit.org التي عقدت في مدينة سيئولSeoul العاصمة الكورية الجنوبيه خلال 26 الى 27 آذار/مارس 2012م. وقد اتخذت الصين تدابيرا فاعلة لتنفيذ المقترحات التي قدمت في قمة الامن النووي بواشنطن الامريكية عام 2010م, واحرزت تقدما ملحوظا في تعزيز امنها النووي الوطني, ووفقا لما قال التقرير ان السلطات انتهت من تخصيص انظمة امنية في محطات الطاقة النووية العاملة في كل انحاء الصين ، ومنذ نيسان/ابريل عام 2010م,وقد تعاونت الصين مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة ودول اخرى في اجراء عشرين دورة تدريبية وندوة لاكثر من 500 عامل امن نووي. ووفقا للتقرير, تقوم الصين والولايات المتحدة حاليا وبشكل مشترك ببناء مركز التميز في امن الطاقة النووية في العاصمة الصينية بكين, بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكندا ودول اخرى تتشاور مع الصين للمشاركة في البناء. "وستستخدم الصين المركز لتقديم تدريبات الامن النووي للدول الاخرى في منطقة" آسيا - الباسفيك ", وقال التقرير ايضاَ ان "الصين ستساعد الدول الاخرى في تحويل مفاعلاتها النووية البحثية بالاستفادة من التجارب والخبرات المكتسبة من خلال التعاون مع الولايات المتحدة". وقبل قمة سيئول للامن النووي تؤسس الصين والولايات المتحدة مركزا تدريبيا لرصد الاشعاعات لضباط الجمارك الصينيين بموجب اتفاقية شهر كانون الثاني/يناير العام 2011م. ووفقا للتقرير عملت الصين والولايات المتحدة بصورة مشتركة على القيام ببرنامج رائد في شانغهاي تحت اطار" مبادرة الموانئ الكبرى", وهي برنامج اطلق في عام 2011 م لغرض رصد الاتجار الغير قانوني للمواد النووية، وقال التقرير ان الصين شرعت عددا من القوانين والقواعد لتعزيز الامن لمرافق ومخازن التخزين الاشعاعي ، وبالتعاون مع الولايات المتحدة, قامت الصين بترقية المرافق الامنية لمراكز التخزين الاشعاعي المحلية, وتمركزت على تخزين عشرات المصادر الاشعاعية الخطيرة. وتحدث التقرير ان الصين طورت اجهزة فائقة التكنولوجيا لرصد المواد المتفجرة والاشعاعية داخل العربات. وتم عرضها في معارض دولية كبرى بما فيها معرض شانغهاي اكسبو 2010 م ودورة الالعاب الاسيوية بمدينة قوانغتشو 2010م. واشار التقرير الى ان الصين وقعت اتفاقية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الامن النووي, واجرى الجانبان بشكل مشترك عددا من الدورات التدربيبة والندوات حول الامن النووي لاكثر من 100 خبير من اكثر من 10 دول بمنطقة آسيا - الباسفيك.
في الخامس عشر من كانون الاول/ يناير من العام 1955م وفي اجتماع اللجنه المركزيه للحزب الشيوعي اعلن الزعيم الصيني الراحل "ماو تسي تونغ Mao Tso Tong " ولآول مره نية الصين تطوير اسلحه استراتيجيه من ضمنها القنبله النوويه والصواريخ ذات الرؤوس النوويه وتم تنفيذ قرار تطوير البرنامج النووي الصيني العسكري خلال اثني عشر عاماَ من وضع الخطه العلميه التي وضعها المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي في ايلول/سبتمبر العام 1956م مع ان البحث عن اليورانيوم Uranium واستخدامه الابحاث النوويه كان قد بدأ عملياَ قبل هذا التاريخ باكثر من عامين .
الخطوه الاولى للصين على الطريق النووي كانت عبر الاتصال بحلفائها السوفيت من اجل مساعدتهم في اعداد البرنامج النووي في اوائل الخمسينات الا ان موسكو رفضت الطلب وبعد وفاة الرئيس السوفيتي "جوزيف ستالينJoseph Stalin"في العام 1953م اعادت الصين الطلب على برنامج كامل لتطوير الاسلحه النوويه لكن موسكو وافقت على مساعدة بكين لتطوير برنامج مخصص للأغراض السلميه حصراَ، وفي العام 1955م وقعت الصين مع الاتحاد السوفيتي اتفاقاَ تقوم بكين بموجبه بتصدير اليورانيوم الى موسكو مقابل حصولها على المساعده السوفيتيه في مجال الابحاث النوويه حيث قامت موسكو بتزويد الجانب الصيني بمفاعل للأبحاث النوويه ووافقت على توفير جميع المعلومات التقنيه وبرامج التدريب المتصله بالبرنامج وبعد عام واحد فقط من توقيع الاتفاق مع الاتحاد السوفيتي أنشأت الصين الوزاره الثالثه لصناعة الالات التي اعيد تسميتها لاحقاَ لتصبح الوزاره الثانيه لصناعة الالات من اجل الاشراف على البرنامج النووي .
في بداية الامر كانت المساعده السوفيتيه محصوره في برنامج نووي مخصص للاغراض السلميه الا ان الموقف تبدل قليلاَ في العام 1957م عندما احتاج الرئيس السوفيتي في ذلك الوقت "نيكتيا خروتشوفNikita Khrushchev "مساعدة الحزب الشيوعي الصيني لمعالجة الصراع السياسي الداخلي بين اجنحة الحزب الشيوعي الروسي حيث وقع البلدان اتفاقية لنقل الاسلحه النوويه حصلت بكين من خلاله ايضاَ على صواريخ روسيه ارض-ارض Surface-the land of Missilesو ارض-جو Surface-to-Air Missilesوصواريخ مضاده للسفنAnti-Ship Missiles ، كما تعهدت موسكو بموجب هذا الاتفاق بتزويد بكين بقنبله ذريه كعينه تجريبيه لتوفير المساعده التقنيه في تصنيع الاسلحه النوويه واستقبلت بكين بعد ذلك العديد من المستشارين والخبراء السوفيت لمساعدتها في بناء وتجهيز منشأة الفصل الغازي الخاصه بتخصيب اليورانيوم Uranium Enrichmentوبدأ العمل فعلياَ في المفاعل النووي الذي قدمته موسكو في حزيران/يونيو 1958م ليكون هذا التاريخ العلامه الفارقه في مسيرة البرنامج النووي الصيني .
ومع نهاية العام 1958م كانت الوزاره الثانيه لصناعة الالات تغص باكثر من الف خبير ومستشار سوفيتي بالتوازي مع بدء عمليات بناء وتشييد منشأت الفصل الغازي لليورانيومChapter Gas Installations for Uranium وميدان اختبار القنبله النوويه وذلك قبل ان يواجه هذا البرنامج عثرات غير محسوبه بسبب توتر العلاقات السياسيه بين الحليفين حيث اوقفت موسكو تزويد بكين بقنبله نوويه كعينه تجريبيه وامتنعت عن تسليم المخططات والوثائق الفنيه الحاصه بصناعة القنبله،لكن الصين لم توقف نشاطها على العكس فقد تجاوزت هذه العقبات وواصلت برنامجها النووي بكوادر محليه وبدأ العمل فعلياَ على انتاج وتطوير اسلحة نوويه في العام 1960م من خلال معهد بكين للابحاث النوويه Beijjing Institute of Nuclear Research-BINE الذي كان يعرف بأسم "المكتب التاسع"وبعد ذلك بعامين سرعت بكين خطواتها النوويه واستكملت فعلياَ النموذج التصميمي لاول قنبله ذريه في آذار/مارس 1963م وبدأت منشأة "لانزهوLanzhou" في تخصيب اليورانيوم الى النسبه اللازمه لاستخدامها في السلاح النووي اوائل العام 1964م وخلال الفتره الواقعه مابين عامي 1960م و1964م اجرى العلماء الصينيون العديد من التفجيرات غير النوويه كنموذج عملي للتعرف على عملية التفاعل النووي ، وفي السادس عشر من تشرين الاول/أكتوبر عام 1964م نجحت الصين في اختبار اول قنبله ذريه لها من "نظير اليورانيوم 235"بقوة تفجير بلغت شدتها 22 كيلو طن،وفي ايار/مايو 1965م اختبر سلاح الجو الصيني قنبلة ذريه اسقطتها قاذفه استراتيجيه من طراز "توبوليف3Tupolev-3 "وبلغت قوتها التفجيريه نحو 35 كيلوطن ،اما بالنسبه لاول اختبار لرأس نووي فقد جرى على صاروخ متوسط المدى من طراز "دونغ فينغ2Dong Feng-2 " في السابع والعشرين من تشرين الاول/اكتوبر عام 1966م ،وهنا لابد ان نشير الى ان الصين قبل اجراء اول تجربه للقنبله الذريه كانت قد بدأت تطوير قنبله هيدروجينيه (او حراريه)واجرت اول اختبار لقنبله ذريه معززه بالعنصر الحراري النووي-ليثيوم6- في 14 آيار/مايو 1965م وكانت هذه التجربه تمهيداَ عملياَ لمواصلة برنامج القنبله الهيدروجينيه التي اجريت اول تجربه عمليه لها في السابع عشر من حزيران/يونيو 1967م وفي اواسط السبعينيات من القرن الماضي نجحت الصين في انتاج عدد من الرؤوس النوويه الحراريه كما تم الاعلان عن اختبار القنبله النيترونيه في التاسع والعشرين من عام 1988م ،وخلال الفتره الواقعه مابين عامي 1992م-1996م بدأت الصين برنامجاَ جديداَ لانتاج رؤوس نوويه اصغر حجماَ يزن الواحد منها تقريباَ 700 كيلوغرام وتم وضعها على جيل جديد من صواريخ (دونغ فينغ21 Dong Feng-21) و(دونغ فينغ31 Dong Feng-31) كما اعلنت بكين نجاحها في تطوير قنبله نيوترونيه عالية الاشعاع وفي الفتره الواقعه مابين 1992-1996م اجرت الصين سلسله من التفجيرات النوويه تحت الارض.
الصين لاتخفي تمسكها بالسلاح النووي كرادع استراتيجي ضد محاولات استهدافها بالرغم من انها وقعت على معاهدة حظر الانتشار النووي رسمياَ عام 1996م ،ويعتقد الخبراء ان التجارب النوويه الصينيه مستمره ولكن على مستوى منخفض لكون الصين تمتلك التجربه الكامله فيما يخص توازن النفقات العسكريه والاستراتيجيه وتستمد الصين تجربتها من خلال التجارب البريطانيه والروسيه التي انتهت امبراطوريتهما بسبب الانفاق العسكري والذي تعيشه الان الولايات المتحده الامريكيه.
في المجال الفضائي فالصين ادركت ان الفضاء الخارجي تحول فعلياَ في العقود الاخيره الى ساحة تنافس محموم بين القوى الكبرى للسيطره عليه وما الرحلات التي تجوب الفضاء الواسع الا احد المستلزمات التقنيه لتجربة ادوات السيطره المبتغاة ،والصين باعتبارها واحده من الدول الكبرى لاتخرج عن هذا الاستثناء بل ان ماهو معروف ومعلن في الاعلام عن البرنامج الفضائي الصيني اقل بكثير مماهو عليه كما تقول بعض التقارير المتخصصه في هذا المجال حتى ان بعض التقارير للعديد من مراكز البحوث والدراسات تؤكد ان الصين باتت قاب قوسين او ادنى من الوصول الى مرتبة فضائيه تظاهي الولايات المتحده وربما تتفوق عليها في العديد من المجالات وفي اجزاء مهمه منه هذا النشاط.
منذ ان ارسلت اول قمر صناعي لها الى الفضاء في العام 1970م حققت الصين خطوات متقدمه في برنامجها الفضائي ،فمع حلول الثالث والعشرين من كانون الاول/ديسمبر في العام 2008م كانت الصين قد اجرت (114) عملية اطلاق صواريخ الى الفضاء (103)منها حققت نجاحاَ كاملاَ،وفي العام 2003م نجحت الصين في اطلاق اول سفينة فضائيه مأهوله (شينزهزو Shenzou)لتصبح بذلك ثالث دوله في العالم بعد الولايات المتحده وروسيا تمتلك هذه القدرات بشكل مستقل واتبعت هذه الخطوه بخطوات مماثله في العامين 2005م و2008م حيث ارسلت الى مدار الارض خمسة من رواد الفضاء ،لقد رأى البرنامج الصيني النور لآول مره اواخر الستينات من القرن العشرين كتوأم لبرنامج الصواريخ البالستيه البعيدة المدى وجرت اول عملية اطلاق لمركبه فضائيه"تشانغزبينغ-1"على متن صاروخ بالستي من طراز (دونغ فينغ- 4Dong Feng-4 "المتوسط المدى ،وهذا لابد من الاشاره الى ان جميع منصات الاطلاق لمركبة الفضاء (تشانغزينغ)باجيالها 2و3و4 كانت ثمروة برنامج لتطوير الصاروخ (دونغ فينغ 5)العابر للقارات ومن المتوقع ان يدخل الخدمه الفعليه في العام 2014م الجيل الجديد من منصات اطلاق"0تشانغزينغ5" التي تعتمد على تقنية مطوره من الدافع النفاث الذي يسير بالكيروسين ،واطلقت الصين عبر مراحل تطور برنامجها الفضائي مجموعه من الاقمار الصناعيه المعده لاغراض مختلفه مثل الاتصالات والرصد المناخي والاستشعار عن بعد والملاحه والابحاث العلميه الفضائيه ويقال ان بعضها يخفي اهدافاَ عسكريه،لقد دخلت الصين سوق الاطلاق الفضائي اوائل التسعينات لكن هذا المشروع واجه العديد من العقبات خلال الفتره مابين 1992و1996م وكان اشدها عدم حصول الصين على التراخيص من الولايات المتحده لانتاج الاقمار الصناعيه المخصصه للاتصالات مما دفع الصين للخروج من السوق كلياَ اواخر التسعينات ،وفي الاعوام الاخيره استأنفت محاولاتها للعوده الى ساحة التنافس عبر تقديم العديد من العروض منها برنامج خاص لتطوير الاقمار الصناعيه وعمليات اطلاق الصواريخ وتمويل برامج الابحاث الفضائيه لدول العالم الثالث غير القادره على تسديد كلفة الفواتير الامريكيه الباهظة الثمن في هذا المجال.
وعلى اي حال اعلنت الصين نيتها خلال المرحله المقبله من برنامجها الفضائي ارسال مركبة فضائيه غير مأهوله الى القمر خلال الفتره الواقعه مابين عامي 2012و2014 م كخطوه تمهيديه لانتاج مركبه يتم التحكم فيها من المحطه الارضيه لانزالها على سطح القمر بهدف جمع عينات من تربته ومن ثم اعادتها الى الارض خلال المرحله الثالثه من البرنامج الذي يهدف في نهاية المطاف لآرسال مركبه فضائيه الى القمر بحلول العام 2025م،وهنا نشير الى ان البرنامج الفضائي الصيني يتكون من مجموعه من الهيئات والمؤسسات المتداخله والتي يقوم كل منها بجزء معين من البرنامج وتقع كلها تحت اشراف وزاره متخصصه هي وزارة شؤون الفضاءMinistry of Astronautics ،والحقيقه هنا بدأ العلماء الصينيين في بحث امكانية ارسال مركبه فضائيه مأهوله للهبوط على سطح القمر كان في العام 2000م ففي معرض اكسبوا 2000 في هانوفر –المانيا Expo2000 in Hanover-Germany فقد عرضت الصين نموذجاَ يظهر رائدي فضاء صينيين وهم يثبتون العلم الوطني لجمهورية الصين الشعبيه على سطح القمر وهي في الحقيقه اشاره واضحه الى الطموحات الصينيه لمنافسة الولايات المتحده وهي بهذا ترسل رساله العالم ان الصين تطمح الى المنافسه الشديده في مجال الفضاء وفي العام 2009م نشرت الاكاديميه الصينيه للعلومChina Academy of Science-CAS تقريراَ تحت عنوان "علوم الفضاء والتكنلوجيا في الصين :خارطة الطريق لعام 2050Space Science& Technology in China : A Roadmap to 2050 حيث ورد فيه ان الصين سترسل الانسان الى القمر بحلول العام 2030م وبناء قاعده فضائيه قمريه مؤقته Temporarily Man-Tended Lunar Base وانه في العام 2040م ستقوم الصين بارسال رحله فضائيه مأهوله الى المريخ ،خارطة التقرير هذه جاءت ايضاَ ضمن تقرير حمل عنوان "العلم والتكناوجيا ومستقبل الصين"فقد كان هذا التقرير عباره عن وضع استراتيجيه طويله الامد لتنمية البلاد العلميه والتكنلوجيه في الصين.
قال "جيو هوادونغGuo Huadong وهو احد زعماء الاكاديميه الصينيه للعلوم –CAS وايضاَ هو رئيس فريق البحوث الاستراتيجيه لتكنلوجيا الفضاء Space Technology Strategy Research Team:ان خارطة الطريق هي ليست خطه حكوميه رسميه لكن هي اكثر من توصيه استراتيجيه لصناع القرار في الصين وشدد على ان الحكومه الصينيه لم تعلن اي خطه او جدول زمني لأرسال رواد الفضاء الى القمر او بناء قاعده على سطح القمر.خلال خطاب القاه في العام 2009م "يودينغ ياين Yu Dengyun وهو نائب كبير المصممين في برنامج اكتشاف القمرThe China Lunar Exploration Programme-CLEP يكشف انه يجري تقييم لبرنامج ارسال رحلات فضائيه مأهوله الى القمر وبتلء قاعده على سطح القمر بالرغم من عدم وجود خطه رسميه حكوميه لتقرير البرنامج وقد كشف ايضاَ ان المؤسسه الصينيه للفضاء والعلوم والتكنلوجيا The China Aerospace Science&Technology Corporation-CASC تقوم بتطوير فكرتين لمركبة الاطلاق الثقيل Heavy Launch Vehicle and Manned Lunar Craft لارسال وحدات من المركبه الفضائيه للهبوط على سطح القمر مباشرة الى مدار حول القمر حيث سيتم تجميع المركبه الفضائيه من خلال عملية الالتحام في آن واحد هذه كانت الفكره الاولى اما الفكره الثانيه فهي عملية الاطلاق المتعدده باستخدام مركبات الاطلاق المصنوعه من قبل الصين في الوقت الحالي مثل"0تشانغتشنغ-5 Changzheng-5" مع العديد من عمليات الالتحام في منطقة المدار الارضي المنخفضLow Earth Orbit-LEO وفي وقت واحد مع عملية رسو السفن العمليه على مدار حول القمر لتجميع المركبات الفضائيه من اجل الهبوط.
في "الاوراق البيضاءWhite Papers " التي نشرت في العام 2011م حول الانشطه الفضائيه الصينيه China s Space Activities 2011 والذي نشر في كانون الثاني /يناير العام 2012م جاء فيه ان الحكومه الصينيه اكدت انها تجري دراسات اوليه عن الهبوط على سطح القمر لرحلات مأهوله وكانت هذه المره الاولى التي تصدر فيها وثيقه رسميه من الحكومه تورد صراحة ان الرحلات المأهوله الى القمر هدف من اهداف السياسات الصينيه ويعتبر هذا تحول كبير في السياسه الصينيه اتجاه موضوع البرنامج الفضائي وهو مايعني ان الصين قد اقتربت او عبرت حاجز الصمت حول برنامجها وهو مايفسر انها قد تجاوزت الريبه والخوف من استهداف برنامجها ربما بسبب تطور برنامجها الفضائي ولقوة اقتصادها الذي اصبح يدعم هذه البرامج بالشكل العملي والعلني.
ومع تنامي القوه الاقتصاديه للصين فقد اصبحت تلعب دوراَ مهيمناَ بصوره متزايده على الساحه العالميه وبدأت تصبح لاعباَ رئيسياَ في العديد من المجالات واحد هذه المجالات هو استكشاف الفضاء وقد لاحظنا ان الصين قد اخذت وقتاَ طويلاَ لتكون لاعباَ مهماَ في مجتمع الفضاء في العالم فلم تكن الصين قد دخلت عالم الفضاء حتى العام 2003م عندما ارسلت اول رائد فضاء صيني "يانغ لي ويYang Liwei" الى المدار حيث اقلعت المركبه الفضائيه "شينزو-5Shenzou- v Spacecraft " من مركز جيوتشيوان للفضاء Jiuquan Space Center ،منذ هذا الحدث فقد بدأ برنامج الفضاء الصيني وواصلت الصين احراز التقدم في برنامجها الفضائي وهي تتطلع الى تحدي الولايات المتحده الامريكيه في هذا المجال وتعيش تقدم مستمر في استكشاف الفضاء مما قد يجعلها في المرتبه الاولى ،ان المبدأ الذي تستند اليه الصين في كل المدخلات والمخرجات السياسيه مبني على اساس الصعود السلمي للصين وهم في الحقيقه يماهون بهذا سنن الطبيعه والحياة فقد لاحظنا ان الامبراطوريه البريطانيه قد انهارت وورثتها الولايات المتحده دون اي صراع انما بشكل سلمي وكذلك الاتحاد السوفيتي ومجمل الانهيارات في تلك الامبراطوريات كان السبب القاتل هو العامل الاقتصادي لذلك تعتقد الصين بانها ستهيمن على الارض مثلما ستهيمن على الفضاء بسبب قوتها الاقتصاديه وتقدمها العلمي والتكنلوجي .
التعليقات (0)