مرحبا يا السيد البدوي·· أنا غضبان منك·· ليس هكذا يتصرف رجالنا·· لقد بلغنا أن مقالا لـ هذا الذي يسمى البرادعي، سينشره غدا هذا الذي يسمى إبراهيم عيسى·· أريد أن أخبرك أن الرجل الكبير سيستاء حقا·· وأنت تعرف ماذا يعني أن يستاء الرجل الكبير... |
قبل شهرين تقريبا باع أحمد عصام فهمي جريدة الدستور المصرية بـ 16 مليون جنيه لمجموعة من المساهمين على رأسهم السيد البدوي شحاتة؛ الراكب موجة العهد الجديد في مصر، فهو أحد أكبر المليارديرات الجدد، كما أنه رئيس حزب الوفد المعارض، ومعه شريكه المربي الفاضل رضا إدوارد القيادي بالحزب أيضا، واتفق الجميع على تجديد الثقة في الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى؛ رئيسا للتحرير، وعلى أن تظل الدستور واحدة من أهم منابر الحرية الشجاعة والرأي المستقل في مصر·· لكن الذي حدث غير ذلك تماما·· فقد خطر برأس البدوي الراكب رأسه أن يطور الدستور ويجعلها تقضي على كل الجرائد بما في ذلك جريدة الوفد التي هي لسان الحزب الذي هو رئيسه· وهذا الكلام لا يصدقه إلا المعتوهين طبعا. الذي حدث بالفعل أن الحزب الوطني الحاكم في مصر أبرم صفقة (كانت سرية) مع حزب الوفد؛ بموجبها يحصل هذا الأخير على عدد من المقاعد متفق عليه في مجلس الشعب القادم بشرط أن يتم تحويل الدستور إلى جريدة حزبية (مأمونة الجانب) تدخل ضمن شروط اللعبة الجديدة، فلا يكون هناك مكان للمعارض الليبرالي محمد البرادعي الذي كان مقاله قد عجّل بإبعاد إبراهيم عيسى. والسؤال الذي يجب طرحه: هل كانت إقالة عيسى بسبب مضمون مقال البرادعي أم لأن المقال كاتبه البرادعي بغض النظر عن مضمونه؟.. المقال جاء بعنوان؛ (حرب أكتوبر·· ما هو أكبر من الانتصار)؛ إعتبر فيه البرادعي أن الذكرى السابعة والثلاثين لانتصار أكتوبر مناسبة عظيمة لاسترجاع طريق النصر، وتحدث عن روح المسؤولية التي يجب أن يتحلى به كل قائد معركة·· وما إلى ذلك من هذا الكلام العادي.. إذن، فإن مضمون المقال لم يكن السبب الحقيقي للإقالة، وهذا ما اعترف به السيد البدوي ذاته في اتصال له مع قناة الجزيرة القطرية· وبقي لدينا الشق الثاني من الاحتمال وهو أن المقال مرفوض مهما كان مضمونه؛ لمجرد أنه يحمل توقيع البرادعي. النتيجة التي بين أيدينا الآن مفادها أن مقال البرادعي ممنوع من النشر: مشهد 1 : -مرحبا يا السيد البدوي·· أنا غضبان منك·· ليس هكذا يتصرف رجالنا·· لقد بلغنا أن مقالا لـ هذا الذي يسمى البرادعي، سينشره غدا هذا الذي يسمى إبراهيم عيسى·· أريد أن أخبرك أن الرجل الكبير سيستاء حقا·· وأنت تعرف ماذا يعني أن يستاء الرجل الكبير... مشهد 2 : -يا أستاذ عيسى المقال الذي وصلك من البرادعي بلاش تنشره·· أريد الإطلاع عليه أولا. -لكن المقال أكثر من عاد. -أنا في السيارة (تحت)·· أرسلْ إلي المقال مع واحد من (الأولاد).. مشهد 3 : - أستاذ عيسى أنا فعلا اطلعت على المقال وهو مقال جيد وهادئ ولكن أرجوك أجّلْ نشره حتى تمر الاحتفالات.. -حسنا·· لا مشكلة.. بعد يوم إضطر البدوي للإستعانة برفيقه رضا إدوارد ليوصل الرسالة واضحة لـ إبراهيم عيسى بطريقته الخاصة، وكانت هذه المرة الأولى التي دخل فيها المربي الفاضل مكتب الجريدة، واجتمع الإثنان؛ رئيس التحرير والرئيس التنفيذي لمجلس الإدارة·· لكن·· بلا اتفاق.. مشهد 4 : -مرحبا أنا رضا إدوارد·· يجب أن نقيل إبراهيم عيسى حالا·· هكذا نرتاح من وجع الرأس وننتبه إلى عملنا، إنه يرفض كل الحلول الوسطى ولا يريد الوصول إلى حل يرضيه ويرضي جماعتنا·· جاء الوقت لنخبره بالحقيقة·· الإنتخابات على الأبواب·· لا يليق أن نترك مستقبلنا على كف عفريت. -حسنا·· سنفعل هذا·· ونبدأ المرحلة الجديدة·· بالفعل إن (الجماعة فوق) إتصلوا بي قبل قليل، يريدون أن يروننا نبلي البلاء الحسن. -دعني أتصرف·· سأرتب السيناريو المناسب·· إلى اللقاء.. فاصل·· ونترك المهزلة تتواصل·· في أم الدنيا التي تحولت على أيدي هؤلاء إلى أرملة العواصم.. بقلم: علي مغازي - شاعر |
التعليقات (0)