هجْر البلاد مع الأصحاب قد وجـــــــبا
فلنركــب النهر بات اليمّ مضـــــــطربا
قد شـــــرّدوا بظلام الليل أنجـــــــــمنا
الـــكلّ يصمت ،لا من قال أو عتـــــــبا
و الكـــــــلّ يســـجد للأصنام لا عجـب
و الكلّ يصنع مجــدا باطـــــــلا كذبـــا
تأرنبت بشــــــــــيوخ الأرض أفئـــــدة
الخوف يسكنها،قد نافــــــست خشــبا
ورغم بعد لعطـــــر الحب عن مهـــجٍ
سأنــــــشر الحرف إن الله من وهــبا
إنّي هنا ببلاد القـــــــــلب نورســــــة
فليحزن الحزن إنّ الحّب قد غلــــــــــبا
من ذا الذي كبت الأنــــــــفاس معتقدا
أنّ الهواء هواء النــــــــفس لا الأدبا
الحب مدرستي قد علّمــــــت قــــــــيما
حيث اليراع هنا قد مات أو صـــــــلبا
جمعت عطرا وأشــــــــــعارا للقـــــيتكم
فأُمنح النجـــــــــمَ والأنوارَ والــــــشهبا
فقد أتتني هنا الأقــــــــلام ُ باســـمةً
و طفلة ٌ عشــــقت حـــــــرفا لنا سلبا
كنتم معــــــــي بحقول القمــــــــح أفئدتي
أبكي فتـــــبكون يا للحـــــــسن إذ خطبا
فأزهرت بعـــــــيون الشــّعر قافــــــــية
و أوقد الشمــــــــع بات الفجر مقـــتربا
هنا أنا وربيــــــــــــعٌ بات مزدهـــــــــرا
يابن الأصــــــولِ تركتُ المالَ و الذّهبـــا
من أجل مئذنة كان الشمــــــــــوخ بها
و أذّن الكــــــلّ يحـــــيا العزّ إذ خطبا
شعري وحرفي بــــــناء يا معـــارضه
أسّـــــست صرحا به سكـنى لمن رغبا
قد حطّموا بقـــصيد الشــــــــعر أحرفه
من لي يهــــدهد حـــــــــرفا إنّه تعبا
و يرســــــــم القمـــح في حقل بريشته
إنّ السنابل راحت تلهم الســــــحــــبا
فأمطرت بحــــــــقول الشـــــعر قافية
خمرا حلالا هنـــــــــيئا للذي شــــــربا
و أعطت العــــــطر أنــــوارا بمكتبتي
إن الحروف سلاح يــــــسكن الكــــتبا
يثور إذ نطق النّخـــــل المعـــــــدّ به
جذعا تـــــــهزّه عذراء لــــــها اقــتربا
هناك يهتّز طوعــــــا قد أتــى فرِحــــا
فيســـقط الثـــــمر رطبا لــــلذي طلــبا
ويولد الضوء بـــــين النــــخل لؤلؤة
تمحو الظلام بفيض الــشوق مثل صبا
الله يعلم ما أحلى الحـــــــــياة بـــكـــــم
يا أهل أرضي ولا لـــــن أذكر الســــببا
الكلّ يعلم حـــــــــــبّي للتي ولــــــــدت
و الكلّ يعرف إصــــــــراري و إن عُتبا
فكم دعتـــــــني لأحــــضان أحنّ لــــها
وأدفأتـــــني يثوبٍ حــــــــــيّر الــــعربا
فـــــــقيل عنّي بداء الأرض مغرمـــــــة
قلت الحبــــــيب بسكنى القلب لو هربا
ولو اراني حــــكايـــــات ملغّـــــــــــمة
يبقى الـــــفؤاد بكلّ الــحال مقــــــتربا
أدمنت شوقي معاناتي لرؤيـــــــــــــته
بات الــــــفؤاد بأشــــــواق غدت لهبا
فلتــــــحملوني إلى بيــتي بزورقـــــكم
وليهدإ البحر يا موســــى ومن ركـــبا
سعاد.س
التعليقات (0)