مواضيع اليوم

سيسقط عن غد الأطفال ذئب.

ميساء هاشم

2014-03-09 12:06:47

0

 
 


على نوافذ هذا الزمن تُفتَحُ قصصاً وحكايا،
ما تراكم من خيباتٍ أثقلتْ وجوه الكائنات،
صدى أوجاع أمةٍ ضاعتْ،
تناست أنَّ المحبة حبلٌ يربطُ الأشياء والأكوان،
أنّ الموت صار خنجراً يرتدُّ من روحٍ لأخرى
ويكتبُ الأحلام في صدر التراب ..!
أنّ أشجار الحياة جرّدت أعمارها من الخضرة
ثم نامت تستجدي نبوءاتٍ تورقُ أملاً فيها،
كلاماً ينتمي للحبِّ،‏
نافذةً يغرّدُ فوقَها صوتُ فرح‏..!
فلمْ تجِدْ غير أشباه وجوهٍ تنامى الجهلُ في أرواحها دهراً
‏وموتٍ يقتاتُ من الأجساد الغضّة زمناً،
وخرابٍ يرتمي في أحضان الأرض مثل الخرافة ..!

يا هذي النوافذ ..!
إقرأي ما تبقّى من دماءٍ في الأصابع ..!
فهذي أمّةٌ نامتْ على أكفانِها ..
ولا تسألي من يُتاجر في دماء الأبرياء
ويُشعل الحرائق ..!

هذا أبٌ تبكي حياة أطفاله موتها في صوته الموجوع،
وهذي أمٌ مثل الحمائم ترمي نوحها فوق الدماء ..
وهذي طفلةٌ ترسلُ لله دمعةً تحنو على جرح الغيوم
وتسألُ عن أخيها الذي نام في كفنه ليلاً ويوجعها صدى التساؤل ..!

يا هذي النوافذ ..!
هذي المدائن ترتدي قبورها
وهذي الأرض أيقظت كل الفجائع ..!

بعد الآن
كيف نُغني مواويل الفرح ..؟
كيف ترمي أرواحنا جمرة هذه المواجع ..؟!
نحن المفجوعون بإنسانيتنا،
كيف نرفعُ نجمةً أخرى في سمائنا
وأرواح الأطفال تبكي في العراء ..؟!

هذي الأرواح/ الشواهد على خيباتنا،
كيف تُصدِّقُ أنّ واحداً فينا لم يدركه بعد الظلام ..!
وكيف نُجمِّلُ اليأس المعتّق داخلنا
وفي هذا الزمن تتكسرُ مرايا الفرح كلها فينا
وينكسرُ الهواء ..!
ومن أرواحنا تسقطُ الألوان في ميناء لوعتها،
ويُصبح لوننا ثوب الحداد ..!

يا هذي النوافذ ..!
فلتأذني للأطفال تكتبُ الفرح بيدٍ
ويدٌ تدافع عن طفولتها المؤجلة في الحياة ..
لعلّ أملٌ يجيء، يُوسّع الأكوان في عيوننا
ويمسحُ بكفيّه وجوه أوطاننا
ومن صوته نُعيدُ تكوين الحكايا،
نسدُّ جوع الحقول بولادة ربيعٍ يضيء احتمال الحياة،
نُشيِّدُ نهرَ محبةٍ هنا أو هناك،
ونصنعُ شموساً من أغنيات ..!

هكذا تفعلُ قلوب الصغار ..!
فـ لنعُدْ صغاراً
نُكسرُ ظلمة الحياة بأصابع القمر
ونزرعها محبةً حتى ينبت مكان حجارة الطرقات قلب ..!
ونظلُّ نحلمُ بالحرية
حتى وإن كان الحلم قوافلاً للوهم توغلُ في الزمان ..
ومن قلب الحلم ستقوم أرواحٌ ولن تموت ..!
من غبار الحلم .. من وجع الأمنيات .. من عذابات الموتى
ستُبنى للحرية بيوت ..
وسيضحك الياسمين في مدائن الحزن ..!
فـ لنحاولْ أن نُغني للأمل، للحرية،
من قلب الوجع نُغني ..
كي يظلّ غناؤنا معنا يُناضل ..
صوتنا شمسٌ ستُسقط عن غد الأطفال ذئب ..!
والوصول إلى هذا الدرب ليس بصعب ..!
أنا منكَ .. وأنتَ مني
وسنحيا سوياً ما دام في قلوبنا ينبضُ شيءٌ إسمه " الحبّ " ..!





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !