سيرة
1
أحبَّ الأرانب وانتظر كثيراً أمام جحورها ليرى مشهد خروجها بيضاء كالثلج متراكضه داخل الحوش وتـأكل أوراق الخس.
بدت له الأرانب دائماً سعيده هانئة، وكم حمله التماهي معها على محاكاتها، وكم غمره شعور بـأنه واحد منها، بل كثيراً ما تمنى أن يصير أرنباً صغيراً أبيض كالثلج يدخل الجحر متى شاء ويخرج منه متى شاء ويأكل الخس.
2
عندما كبر وأخذته الغربه نسي الأرانب والجحور وسحرته النجوم، صار يتمنى أن يكون هناك. تعلم مراسيم التجديف فحملته الطريق إلى الزخام، ولفه الضجيج وتعالقت خطاه مع المدلجين ومع السارين وأغواه المسير فأغرق فيه ونسي حكايه الأرانب.
3
أمس تاقت نفسه للهواء وللشمس فأطل برأسه من فتحة الجحر الذي أوى إليه أخيراً ليتوارى عن الأصوات التي ظلت ألوانها تتداخل أبداً ولا ترعوي حتى ابتلاه العجز عن سماعها بالغباء ، فلفح الدخان وجهه وأربكه الضجيج. نظر الى فوق فرد لمعان الشمس بصره وتذكر أن النجوم لا تكون في الهاجره. أحس لأول مره منذ عهد بعيد بحنينه للأرانب ذات اللون الأبيض الناصع كالثلج والتي تأكل الخس.
التعليقات (0)