" يبدو لي أن السلطة تعني بادىء ذي بدء علاقات القوى المتعددة التي تكون محايثة للمجال التي تعمل فيه تلك القوى، مكونة لتنظيم تلك العلاقات ؛ إنها الحركة التي تحول تلك القوى وتزيد من
حدتها وتقلب موازينها بفعل الصراعات والمواجهات التي لا تنقطع ، ... وهي أخيرا الاستراتيجيات التي تفعل فيها تلك القوى فعلها ، والتي يتجسد مرماها العام ويتبلور في مؤسسات أجهزة الدولة وصياغة القانون وأشكال الهيمنة الاجتماعية .- إن السلطة ليس شيئا يحصل عليه وينتزع او يقتسم ، شيئا نحتكره أو ندعه يفلت من أ يدينا ؛ إنها تمارس انطلاقا من نقط لا حصر لها ، وفي خضم علاقات متحركة لا متكافئة ."
... لا تقوم علاقات السلطة خارج انواع أخرى من العلاقات ( العلاقات الاقتصادية والعلاقات المعرفية والعلاقات الجنسية ) ، وإنما هي محايثة لها ؛ إنها النتائج المباشرة التي تتمخض عن التقسيمات واللاتكافؤات والاختلالات التي تتم في تلك العلاقات ؛ وهي الشروط الداخلية لتلك التمايزات . لا تقوم علاقات السلطة في بنية عليا ، ولا يقتصر دورها على الحظر والتجديد ، بل إن لها ، حيث تعمل عملها ، دورا خلاقا .. "
التعليقات (0)