مواضيع اليوم

سيرة فتاة مراهقة يحكم عليها بالاعدام في سجن ايفين 0 طهران

روح البدر

2009-06-12 10:32:13

0

فيمايلي قصة واقعية لاحد الفتيات الايرانيات وهي نموذج حي لمايعانيه الشباب الايراني
تحت حكم رجال الدين الملالي وهي تصور القسوة والغلظة والسادية البشرية من
قبل اناس نزعت من قلوبهم الشفقة والرحمة وليس للحياة الانسانية عندهم اي قيمة
في ظل قيم دينية مزعومة يتبجحون بها ويرددونها في اذاعاتهم ومحطاتهم واعلامهم
وينخدع بها ملايين البسطاء من الايرانيين التعساء الذين يستغلونهم بدغدغة مشاعرهم
الدينية لتوجهها طغمة رجال الدين في تحقيق مصالحهم الشخصية وزيادة نفوذهم على
حساب هذا الشعب المغلوب على امره 000

 

سيرة فتاة مراهقة يحكم عليها بالاعدام في سجن ( ايفين) -طهران

جاكلين سلام/تورنتو


كتاب" سجينة طهران" الصادر بالانكليزية في كندا عن دار "بنغون" سيرة
ذاتية وليست فيلما هندياً ولانصاً فانتازياً. المراهقة الصغيرة الشابة الإيرانية مارينا
نعمات، الطالبة في المدرسة في رمشة عين، تصبح "سجينة سياسية" تساق إلى أكثر سجون ايران
شهرة وقسوة، تودع طفولتها وواجباتها المدرسية، لتتلقى أشكال التعذيب هناك في سجن " آفين"
حيث تلتقي مع عدد من بنات صفها اللواتي لم يكن سياسيات بالمعنى الحقيقي للكلمة. واحدة
منهن كتبت مقالاً ووضعتها في جريدة الحائط عن المظاهرات الشعبية وتدخل حراس الثورة
الإسلامية في فض التجمع، بإطلاق الرصاص والغازات المسيلة للدموع. وواحدة قرأت المقالة
وتعاطفت معها، وأخرى خرجت للتظاهر من غير أن تكون منظمة في حزب أو تجمع معارض. ردود فعل
"شبابية" أصبح ثمنها السجن المؤبد أو الإعدام في بعض الحالات. وهذا كان حال الكاتبة
مارينا نعمات في "سجينة طهران" الكتاب الذي ترجم إلى لغات عالمية عديدة، وحقق أعلى
المبيعات.
تم القبض على مارينا نعمات وأدخلت السجن عام 1982. كان عمرها في ذلك الحين 16 عاما فقط،
ولم يكن للأهل أي علم بتواجدها في أكثر من مظاهرة معارضة للحكومة الجديدة، وبعد إسقاط
حكمة الشاه في إيران.
الاستثنائي في هذه الحكاية القادمة من سجن رهيب شبيهة بالفنتازيا التي صورتها مارغريت
اتوود في نصها الذي أشرت إليه. فالشابة ذات الست عشر ربيعاً، تقاد إلى السجن، ويجري
التحقيق معها، وتخضع للتعذيب الشديد، بالضرب بالسوط " الكبل " على أسفل قدميها إلى أن
تسقط مغمياً عليها. ثم يصدر بحقها حكم بالإعدام بالرصاص.
المحقق الأول " حامد" يكرهها ويريد التخلص منها سريعاً. أما المحقق الثاني " علي موسوي"
فيقع في غرامها منذ اللحظة الأولى. يتعاطف معها رغم أنه يعرف أنها "مسيحية مؤمنة" وهو
متطوع لخدمة الحكومة الجديدة والتخلص من أعداء الإسلام والكفار. يحاول الفرار من حبه
لها، يغيب عن السجن فترة ويذهب للالتحاق بالخطوط الأمامية حين اندلاع الحرب الأيرانية-
العراقية. ثم يعود بعد إصابته في قدمه. ويذكر أنه كان سجينا سابقاً في نفس هذا السجن
وعانى أشكال التعذيب وآثار سياط أنصار " الشاه" ماتزال ماثلة على ظهره.
تخضع مارينا للتعذيب ولا تعرف عن قدرها ومستقبلها شيئا. تعيش في الزنزانة رقم " 246" مع
نساء أخريات. تعرف أن بعضهن ذهبت إلى حتفها وتجد أن بعض السجينات يختفين ولا يعرف عنهن
شيئا، وترى أيضا سجينة تنجب داخل السجن وترعى وليدها في أقسى الظروف.
ذات يوم يطلب حضورها مع نساء اخريات عبر مكبر الصوت، فتخرج للنداء... تساق مع الأخريات
وسط الثلج إلى رقعة ما، مغمضة العينين. تسمع صوت طلق الرصاص وهو يقضي على صديقتها التي
في جوارها والتي حاولت الفرار وهي في مثل عمرها. إنها محكومة بالإعدام من غير محكمة
حقيقية. في اللحظة التي يحاول المحقق " حامد " أن ينفذ حكم الإعدام بها، يصل المحقق
الآخر " علي موسوي" ويعطيه ورقة ليقرأها فيجد فيها قرارا من " آية الله الخميني" بتخفيض
حكم الإعدام إلى السجن المؤبد.
هذه الخطوة التي أنقذت حياتها من الموت قام بها المحقق علي الذي يحبها من غير أن يتعرف
لها بهذا. وهو قد طلب من والده، الذي تربطه علاقة وثيقة " بالخميني" للتدخل في شأنها.
لماذا فعل المحقق علي ذلك، وماذا يريد مقابل إنقاذها من الموت؟
يطلب منها الزواج بشرط أن تعلن اسلامها أولا. ويعدها بأنه سيحقق لها كل ما تحلم به.
ويشترط عليها ألا تخبر أحدا من السجينات. يهددها بأنها إذا رفضت طلبه، سوف يقوم بتعذيب
والديها، وكذلك الشاب " اندريه" الذي كانت تبادله حباً صامتاً منذ أن التقت به وهو يعزف
الأورغ في الكنيسة.
الكتاب يقع في 274 صفحة من القطع الكبير، تسرد فيه تفاصيل من حياتها مع أسرتها، رفاقها
في المدرسة، الكنيسة، السجن، ثم ألمها وخوفها من هذا المصير الجديد " أن تصبح سجينة علي
إلى الابد" . بعد طول عذاب ومرض وهزال، تخضع لشرطه وتقبل الزواج من "المحقق علي" ذو
السطوة الكبيرة. تجري مراسيم ‘شهار إسلامها، ثم تتعرف على عائلة زوجها المستقبلي، وتتعرف
على البيت الذي اشتراه لها. تتزوج، أو يتم اغتصابها بعد عقد زواج رسمي في منزل والد
العريس وبحضور أهل العريس.
يجري هذا كله سراً تقريباً، ويبقى عليها أن تواصل حياتها موزعة مابين السجن، ومابين بيت
الزوجية السري.
يقوم زوجها، الضابط في السجن بتقديم التماس آخر لدى المحكمة الدينية، لتخفيض مدة
سجنها....باعتبارها قد أصبحت امرأة " مسلمة صالحة" وزوجة ضابط مخلص للدين والحكومة
الجديدة. ثم يتم النظر في أمرها وتحظى بتخفيض العقوبة من المؤبد ألى ثلاث سنوات.
تصور في كتابها السيري/ السجالات والحديث بينها وبين زوجها، والألم الذي تعيشه في
داخلها، كونها خانت دينها ووالديها والصديق الذي كانت تشعر بحبه الكبير، والذي وعدها أن
ينتظرها حتى تخرج من السجن. وخلال هذه الفترة العصيبة، لايعرف أهلها عنها شيئاً سوى "
أنها أصبحت مسلمة" ودون أن تخبرهم بأي تفصيل آخر.
تأخذ حياتها مجرى آخر، إذ يقتل زوجها بتدبير غادر من إصدقائه. وتكون معه لحظة إطلاق
الرصاص عليهما، لكن علي يدفعها إلى الخلف ويتلقى صدره الرصاص، فيموت بين يديها. كأنه
ينقذها من الموت للمرة الثانية. وتكون حينها في بداية حملها، فتجهض الجنين أثر الصدمة
والخوف. علي ، زوجها لحظة موته يوصي والده "أن يعيدها إلى عائلتها ويحسنوا معاملتها" .
تعود إلى السجن لتكمل المدة المقررة. يتدخل والد زوجها وأسرته التي تكن لها محبة كبيرة،
ويتم الإفراج عنها بعد أن تكون قد قضت في سجن "أفين" سنتين وشهرين و12 يوما.
تتحدث باحترام وحب حقيقي عن عائلة زوجها التي كانت كريمة وطيبة معها منذ البداية وحتى
النهاية. تصف لحظات قلقها وارتباكها اتجاه مشاعرها الحقيقة. يأتون لوداعها حين تخرج من
السجن. تقرر أن تعود إلى أهلها، فيرحب والد زوجها بقراراها، لأنه كان الوصية الأخيرة
لأبنه الوحيد.
تعود إلى بيتها الأول، وتصف غربتها ومشاعرها الداخلية، صمتها وحزنها وهي تحمل كل هذه
الأثار من تعذيب وزواج وإجهاض وهي لم تبلغ بعد الثامنة عشرة من العمر. يصمت الأهل ولاأحد
يطلب منها شرحاً عن حياتها في السجن، وتستغرب ذلك كثيراً. الكل يخاف ويتهرب من معرفة
الحقيقة وهي كذلك. تبقى الحقيقة الوحيدة أمامها أن الشاب الذي التقه عدة مرات قبل دخولها
السجن مايزال يحبها وهي تبادله الحب أيضاً. وتقدم لطلبها للزواج أخيراً. وسط الجدل
والخوف والقلق، تقرر أن تتزوج من " اندريه"، رغم أنهما يعرفان بأنه هناك تحظير وخطر على
حياتهما، إذا أقدما على الزواج. فهي الآن امرأة مسلمة ولايحق لها الزواج من رجل مسيحي،
وإلا فهي معرضة للموت. لكنها تغامر هي وحبيبها ويعيشان معا وينجبان طفلا. تسرد أيضا
مرحلة أخرى من حياتها بعد السجن، إلى أن استطاعت بصعوبة الحصول على جواز سفر لها ولزوجها
وطفلها الجديد. تهاجر وتصل إلى تورنتو كندا عام 1991، حيث تقيم الآن مع زوجها وطفليها.
قد تكون القصة مناسبة لفيلم "هندي أو كلاسيكي" لكنها فانتازيا الواقع بكل مايحمل من ألم
وأمل، استطاعت ان تحتمله الشابة الصغيرة وذلك من خلال ايمانها الديني وايمانها الحب.
نجحت الكاتبة في جعل السرد مشوقا يلامس القلب بعبارات سلسلة ولغة بسيطة، مرصعة بتصاوير
شفافة في وصفها للمكان وللروح من الداخل.
التقيتُ الكاتبة في أكثر من مناسبة أدبية في تورنتو، لكنني لم أكن أتصور أن هذه المرأة "
الصغيرة الحجم" قد تخفي تحت جلدها وذاكرتها كل هذا الألم والتجربة المريرة. وأكرر ما
قالته أتوود في نصها " هذه ليست فانتازيا، إنها تاريخ وحديث"



 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !